سوق البترول بعد الجائحة (1– 2)

  • 6/7/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قد يُصبح العام 2020 نُقْطة التحول في مسيرة كفاح الإنسان لبحثه عن الطاقة. فهو الصراط الفاصل لانتقال الإنسان بين مرحلتين (مرحلة قبل الجائحة ومرحلة بعد الجائحة). الطاقة هي العصب للحياة. والبترول المصدر الأكبر للطاقة منذ العام 1950 إلى العام 2020 (على مدى 70 سنة). فإلى متى سيبقى البترول المصدر الأكبر للطاقة؟ في العام الماضي 2019 كان الإنسان يستهلك حوالي 100 مليون برميل من البترول الخام في اليوم (أكثر من ثلث إجمالي استهلاك الإنسان للطاقة). لكن مع بداية هذا العام 2020 بدأ استهلاك الإنسان للبترول ينخفض سريعاً - بسبب الجائحة - فوصل في أبريل (قبل شهرين) إلى أقل من 75 مليون برميل في اليوم. وبالتالي انخفضت أسعار البترول جميعها - في أنحاء العالم - إلى أقل من 25 دولاراً للبرميل في منتصف أبريل. مُتأثرة بانخفاض أسعار البترول الأميركي إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ. في حادثة غريبة لم يشهدها التاريخ من قبل (ولم تُبدِ البورصة المختصة تفسيراً رسمياً لها إلى الآن) وصل سعر بترول غرب تكساس (WTI) بالناقص 40.32 دولاراً للبرميل لمدة ثلاث ساعات. وهذا يعني نظرياً أن المنتجين للبترول ليس فقط يهبون بترولهم مجاناً للمشترين بل وأيضاً يعطون المشترين 40.32 دولاراً مع كل برميل يحصلون عليه بالمجان. هذه الحادثة الغريبة - رغم أنها لم تحدث على أرض الواقع - لكنها أدّت فعلاً إلى انخفاض أسعار البترول في أنحاء العالم بفعل ما يُسمى المعادلات (Formulas) التي تربط أسعار البترول ببعضها مباشرة في أنحاء العالم. في تقريرها الصادر بتاريخ 20 مايو (قبل حوالي 3 أسابيع) نشرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA تقريراً ممتازاً بعنوان: This Week in Petroleum يوضح (بالرسم البياني) كيف تأثرت أسعار البترول في أنحاء أميركا يوم الاثنين 20 أبريل فنزلت تحت الصفر (غالباً بسبب الفورملا). كذلك حتى سعر برنت الفوري انخفض إلى 22 دولاراً. رغم أن هذه الانخفاضات لأسعار البترول تحت الصفر - حسب استنتاجاتي الشخصية - هي مجرد انخفاضات نظرية فقط. يتم حسابها تلقائياً بموجب الفورملا التي تربط أسعار البترول بالمؤشرات. لكن لقد بالغ الكثير من المحللين لأسواق البترول وحملوها أكثر مما تحتمل واعتبروها البداية لنهاية العصر الذهبي للبترول. كثير من المحللين كانوا يتوقعون أن تتكرر حادثة بيع البترول بالناقص في 18 مايو (كما حدث في 20 أبريل) عندما يحين قفل عقود تسليم يونيو لاعتقادهم الخاطئ بأن المشكلة هي عدم وجود أماكن التخزين في كوشنق (مركز تسليم بترول نايمكس). لكن كانت المفاجأة المذهلة التي لم يتوقعها هؤلاء المحللين بأن قفل سعر عقود تسليم يونيو في 18 مايو بسعر 31.82 دولاراً للبرميل (المصدر: تقرير EIA). السؤال الحائر الذي سنجاوب عليه الأسبوع المُقْبل - إن شاء الله - مُسْتقبل البترول بعد الجائحة.

مشاركة :