دروس من الجائحة والاستجابة للحالات الطارئة «1 من 2»

  • 3/2/2023
  • 23:54
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على مدار أكثر من عامين، أودت جائحة فيروس كورونا كوفيد- 19 بحياة البشر، ودمرت سبل العيش، وعطلت الروتين اليومي، وهيمنت على الحوار السياسي في مختلف أنحاء العالم. ومع اقتراب الجائحة من نهاية طورها الحاد، ينبغي لنا أن نعكف على تقييم ما كشفت عنه جائحة كوفيد- 19 فيما يتصل بقدرة الأنظمة الكونية على الاستجابة لمثل هذه الحالات الطارئة. الواقع أننا من الممكن أن نتعلم دروسا عديدة من أزمة تسببت في وفاة أكثر من ستة ملايين من البشر وأنتجت أعمق ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية. على مدار العام الماضي، جمعت اللجنة العالمية للديمقراطية والطوارئ التابعة لنادي مدريد عددا من رؤساء الدول والحكومات السابقين، والخبراء البارزين، وقادة المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم لمناقشة ماذا تعلمنا من جائحة كوفيد - 19، وكيف تتمكن دولنا من التخطيط لأزمات المستقبل. تماما كما لا يخطو أحد إلى النهر ذاته مرتين، لأنه ليس النهر ذاته وهم ليسوا الأشخاص أنفسهم، فلا أحد يعاني الكارثة ذاتها مرتين. لكن التعلم من أي حدث طارئ ضرورة أساسية للاستعداد للحدث الطارئ التالي. رغم ندرة الجوائح، فإن الأوبئة والكوارث الطبيعية والأزمات المالية والحوادث الصناعية تحدث على نحو منتظم. ويجب أن تكون الحكومات، والهيئات التشريعية، والمؤسسات القضائية، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية مجهزة لتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات. بادئ ذي بدء، يتعين على الحكومات أن تعمل على رفع مستوى حالة التأهب للطوارئ وتعمل مع نظيراتها لاعتناق الشفافية التامة، ودعم الصحافة ووسائل الإعلام المسؤولة، وتشجيع المعرفة الرقمية العامة، والعمل مع منظمات المجتمع المدني لفضح المعلومات المضللة، خاصة على الإنترنت. ينبغي لها أن تنخرط مع شركات التكنولوجيا في حل المشكلات الناشئة عن البيئة الرقمية وزيادة القدرة على الوصول إلى الموارد الرقمية. وبعد أن كشفت جائحة كوفيد- 19 عن ثغرات خطيرة في أنظمة الضمان الاجتماعي، يتعين على الحكومات أن تدعو إلى اعتماد سبل حماية أفضل للأقليات المستضعفة، والنساء، والشباب. في الواقع، ينبغي لقادة الحكومات أن يعملوا على تعبئة جميع أدوات السياسة المالية المتاحة لتعزيز المرونة الديمقراطية وتحسين العدالة. ولا يشمل هذا توسيع القاعدة الضريبية ومكافحة التهرب الضريبي فحسب، بل أيضا مضاعفة الجهود في مكافحة الفساد.. يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :