أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن التحركات الجارية على المستوى العربي والدولي، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، يمكن أن تسفر عن نتائج إيجابية إذا صلحت النوايا، وتوقفت التدخلات الأجنبية، لا سيما من تركيا. وأوضح فهمي، في تصريحٍ خاص لـ"البوابة نيوز"، أن العالم يموج حاليا بالزخم، عقب صدور إعلان القاهرة للسلام في ليبيا، وهو ما يعطي قوة للتحركات المختلفة في هذا الشأن.وأشار إلى أن التحركات الجزائرية حاضرة في المشهد حيث دعت وزارة الشئون الخارجية الجزائرية، الفاعلين الإقليميين والدوليين، لتنسيق جهودهم، لإيجاد تسوية سياسية دائمة للأزمة القائمة، مشيرة إلى أن الجزائر تدعم السعي إلى حوار يجمع الفرقاء الليبيين من أجل حل سياسي شامل، وقرارات مجلس الأمن، وفي إطار احترام إرادة الشعب الليبي. ولفت فهمي إلى أنه في إطار التنسيق العربي لحل الأزمة، يجب تجديد الخارجية التمسك بالدور المحوري لدول الجوار، من أجل تقريب وجهات النظر بين الليبيين، عبر الحوار الشامل كسبيل وحيد لتحقيق السلام وضمان وحدة وسلامة أراضي البلاد. وأشار إلى أن تونس هي الأخرى على قدم وساق من التحركات العربية، حيث تلقى وزير الخارجية التونسية، نور الدين الريّ، اتصالات هاتفية من نظرائه بالجزائر، صبري بوقادوم، والمغرب ناصر بوريطة، ومصر سامح شكري، لبحث تطورات الأوضاع. ولفت فهمي إلى أن الوزير التونسي، جدد خلال هذه الاتصالات، موقف تونس الثابتة والداعمة للشعب الليبي ومؤسسات دولته، كما حددتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والاتفاق السياسي بما يضمن وحدة البلاد وسيادتها وأمنها واستقرارها. وعلى المستوى الدولي، أشار فهمي إلى صحة وجهة نظر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، من أن صدور قرار بالإجماع بفرض حظر الأسلحة على ليبيا، يمثل مؤشرا إيجابيا لحل الأزمة، موضحًا أنه حان وقت وقف إطلاق نار مستدام في البلاد بالتركيز على إنهاء سباق التسلح بين الأطراف المتنازعة، وبالتالي إنهاء الدعم العسكري من الخارج.
مشاركة :