خبراء: «الجماعة» تدفع بـ «باشاغا» لرئاسة الحكومة الانتقاليةمحمد ربيع الديهى: أغلب أعضاء حوار تونس ينتمون للتنظيم الإرهابييحاول تنظيم الإخوان الإرهابي، في لجنة الحوار السياسي الليبي بتونس، الدفع بفتحي باشاغا، لتولي منصب رئيس الحكومة الانتقالية الليبية، حتى إجراء الانتخابات، ويتخوف عدد كبير من الليبيين من أن مساعي التنظيم الإخواني للسيطرة على الحكومة الانتقالية القادمة قبل الانتخابات المزمعة في ٢٤ سبتمبر ٢٠٢١، قد يقتل التجربة الانتخابية قبل ميلادها، حيث لا يؤمن باشاغا، رجل تركيا، بالديمقراطية وسبق وتورط في مقتل متظاهرين سلميين في مذبحة غرغور ٢٠١٣، حسبما أكد خبراء في الشأن الليبي.وتعتبر ليبيا الآن القضية الرئيسة في الشرق الأوسط، لكنها لم تكن تحتل الأولوية القصوى لدى إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، لذلك من المتوقع أن تكون أول القضايا المطروحة بقوة على طاولة الرئيس المنتخب جو بايدن.وقال محمد ربيع الديهي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إنه عقب نجاح القاهرة في إحداث دفعة للحوار العسكري الليبي (٥+٥) من خلال استضافة الاجتماعات في الغردقة، وبعد ذلك تم التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا بجنيف، توجهت انظار الجميع نحو الحوار الليبي بتونس على أمل التوصل إلى تفهم سياسي، يتوصل بصورة نهائية إلى حل الازمة الليبية، إلا أن الجهود الدولية التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة فشلت في التوصل لاتفاق حيث تدور الشكوك حول تغلب تنظيم الإخوان الإرهابي وأمراء الميليشيات المتورطين في فساد على ملتقى تونس، فأغلب أعضاء اللجنة ينتمون إلى تنظيم الإخوان الإرهابي فضلا عن الرشاوي التي تحدثت عنها تقرير إعلامية تركيا، فضلا عن تقارير تحدثت عن دفع مليون دولار لكل عضو إخواني في لجنه الحوار بهدف عرقلة العملية السياسية في ليبيا.وأضاف الديهي أن سبب الخلاف داخل لجنة الحوار التي اجتمعت في تونس يعود إلى الصراع على النفوذ في المجلس الرئاسي والحكومي، فجماعة الإخوان تسعي لتغليب مصلحتها ومصلحة تركيا بعيدا عن مصلحة الشارع الليبي.وأشار إلى أن فكرة تقسيم المناصب في ليبيا بنظام المحصصة لم تكن مفيدة للداخل الليبي إذ تحتاج الدولة الليبية أن تكون موحدة في مواجهة المخاطر المحيطة بها، فضلا عن أن المناصب يجب أن تعبر عن الشارع والمواطن الليبي بصورة كبيرة.وأكد "الديهي" أن فكرة المبعوث الأممي إلى ليبيا بوجود فترة انتقالية قد يعقد الأمور أكثر مما عليه الأوضاع الآن، فضلا عن أن الداخل الليبي لا يمكنه أن يتحمل لمدة عامين تقريبا في مرحلة انتقالية تكون فيها ليبيا عرضة للتدخلات الأجنبية، والتي قد تعود بالأمور إلى المربع صفر مرة أخر مرة أخرى، خاصة وأن تنظيم الإخوان يريد السيطرة على المجلس الرئاسي والبرلمان وعلى ليبيا بأكملها لتنفيذ مخططه الإرهابي بها.وتابع: أن أسباب فشل الحوار السياسي في تونس عديدة، ولكنها تتركز في الطموح الإخواني والتدخل التركي وغياب الإرادة الدولية الحقيقية لحل الأزمة الليبية باختياره أعضاء في اللجنة ينتمون إلى جماعة الإخوان بنسبة تفوق الثلثين من أعضاء اللجنة، الأمر الذي يعرقل كل جهود التسوية في ليبيا والتوصل إلى حل سياسي يرضي طموحات الشارع الليبي.وأضاف، أن حل الأزمة الليبية مازال مرهونا بالإرادة الدولية الحقيقية لحل الأزمة وضرورة أن يكون الحوار ممثلا ومعبرا عن الشارع الليبي لا باختيارات الأمم المتحدة لعدد من الشخصيات كما يجب أن يتم الحوار على ضرورة انتخاب ممثلين للشعب في النواب وكذلك تكون الحكومة الموجودة نابعة عن اختيارات شعبية وليس إرادات دولية تفرض على المواطن الليبي أما أننا سنكون أمام اتفاق صخيرات جديد وفايز سراج جديد لليبيا ويستمر معها انهيار كافة الداخل الليبية وارتفاع حجم مأساة المواطن الليبي.بينما قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن صعود بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يقلل من فرص تركيا في العبث بملفات المنطقة ومنها الملف الليبي كما كان يجري في عهد الرئيس ترامب الذي سمح لأردوغان بمواصلة انتهاكاته وتجاوزاته على حساب مصالح الدول العربية خاصة في سوريا وليبيا.وأضاف النجار في تصريحات لـ"البوابة"، أن التعامل الأكثر حزمًا وصرامة ومؤسساتية من قبل الجانب الأمريكي من شأنه الإسهام في التأثير على الوضع في ليبيا مستقبلًا أولا لصالح التسريع في التسوية السياسية ووقف التدخلات الإقليمية وسحب المرتزقة وإيقاف فوضى السلاح والميليشيات، خاصة أن هذا الدور المتوقع للإدارة الأمريكية الجديدة آت بعد مستجدات في الملف الليبي أفشلت الحلول العسكرية والتدخلات الخارجية وأعطت الأولوية للحلول السياسية والمحلية.في المقابل قال هاني عمارة، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن ليبيا دخلت منذ فترة في مسار تفاوضي على ما يبدو سيكون طويلا لكسب الوقت لصالح تثبيت الوجود التركي، وفوز بايدن أدى لتعسر المفاوضات نتيجة رفع سقف المطالب لدى حكومة طرابلس مما يوحي بأن الجولة الحالية ستفشل حتما.وأشار، إلى أن بايدن ليس له أي تأثير إيجابي في دفع المفاوضات مثلما كان في حكومة طرابلس بسبب عدم وضوح موقفه سواء من حكومة بني غازي أو من التدخل التركي وهو ما قد يدفع تركيا وحلفاءها للعودة لمسار الفوضى وتجنيد المرتزقة وتقوية الميليشيات.
مشاركة :