«الجاران اللدودان» يتنافسان على لقب «كوبا أمريكا» الليلة

  • 7/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يصل قطار بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أمريكا 2015) المقامة حالياً في تشيلي إلى محطته الأخيرة مساء اليوم السبت عندما تختتم المنافسات بالمواجهة المثيرة التي تجمع بين الجارين اللدودين منتخبي تشيلي والأرجنتين في المباراة النهائية بالاستاد الوطني في سانتياغو. وقبل المباراة المرتقبة أمام منتخب تشيلي، الذي لم يتوج في تاريخه بكأس العالم أو كوبا أمريكا، يعد المنتخب الأرجنتيني هو المرشح الأوفر حظاً للفوز واعتلاء منصة التتويج، لكنه يدرك أن كل شيء وارد في كرة القدم. وحذر النجم ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني قائلاً: الإحصاءات لا يفترض الاعتماد عليها في النهائي. وفاز ميسي بالعديد من الألقاب مع فريقه برشلونة الإسباني، لكنه لا يزال يبحث عن التتويج بقميص المنتخب، حيث خسر معه نهائي كوبا أمريكا 2007 وكذلك نهائي مونديال 2014، والآن يأمل النجاح في المرة الثالثة عندما يخوض نهائي اليوم وهناك شعور سائد بأن جيلاً للمنتخب الأرجنتيني يضم ميسي وسيرجيو أغويرو وكارلوس تيفيز وأنخيل دي ماريا وغيرهم من النجوم البارزين لا يفترض أن ينتهي قبل أن يمنح الأرجنتين لقباً كبيراً، تنتظره الجماهير منذ التتويج آخر مرة بلقب كوبا أمريكا في 1993. بعد 37 عاماً على النزاع الذي كاد ينتهي بحرب دامية بين تشيلي وجارتها الأرجنتين، تتجدد الخصومة بين البلدين لكن هذه المرة على ارضية الملعب عندما يتواجهان اليوم السبت في نهائي بطولة كوبا أمريكا. آمل أن يفهم الناس أن كرة القدم رياضة وليست حرباً، هذا ما قاله نجم الأرجنتين وبرشلونة الإسباني خافيير ماسشيرانو عشية لقاء الجار التشيلي في المباراة النهائية للبطولة القارية التي ترتدي أهمية بالغة للطرفين، اذ يسعى المنتخب المضيف لدخول سجل الأبطال وجاره اللدود إلى لقبه الأولى منذ 22 عاماً. رغم الكلام الجميل لماسكيرانو الذي ردده أيضاً مدافع تشيلي اوجينيو مينا بقوله بانه من المهم جداً على الفريقين احترام بعضهما بعضاً، فان هذين البلدين بعيدان كل البعد عن الأخوة رغم تقاسمهما حدودا بطول 5 آلاف كلم والتخالط بين المجتمعين في ظل وجود 60 الف أرجنتيني في الاراضي التشيلية. لا يجب على كرة القدم ان تتدخل في العلاقات الوطيدة التي توحد بلدينا، هذا ما شدد عليه وزير خارجية تشيلي هيرالدو مونيوس في محاولة منه لترطيب الأجواء قبل الموقعة المرتقبة على ستاديو ناسيونال في سانتياغو. لكن لا يمكن لهذه الاجواء الرياضية الودية ان تبعد عن الاذهان ما حصل عام 1978 حين كان البلدان بقيادة الديكتاتورية العسكرية حينها قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب لا تحمد عقباها بسبب نزاعهما حول تحديد حدود قناة بيغيل وملكية الجزر الثلاث بيكتون ولينوكس ونويفا التي تقع عند فوهة هذه القناة. ويرجع تاريخ النزاع بين تشيلي والأرجنتين إلى السنوات بين 1880 و1890، أي منذ حاولت الدولتان تقسيم إقليم بتاغونيا الجنوبي بينهما تحت اشراف بريطانيا وبعد ان اعلنت الجمعية الجغرافية الملكية فى لندن ان رأس هورن هي الحد الفاصل بين المحيط الهادىء والمحيط الاطلسي، وقد تم في ذلك الوقت توقيع معاهدة حدود بين الدولتين. في الملعب، ستكون الأرجنتين أمام فرصة ثانية في أقل من عام من اجل التربع على منصة التتويج للمرة الأولى منذ. وكانت الأرجنتين الصيف الماضي امام فرصة ذهبية لفك صيامها عن الألقاب منذ 1993، أي منذ إحرازها لقبها الرابع عشر الأخير في كوبا أمريكا بفوزها في النهائي على المكسيك (2-1)، بوصولها إلى نهائي كأس العالم للمرة الاولى منذ 1990 لكنها سقطت أمام ألمانيا مجدداً بالخسارة أمامها 0-1. وبعد ثلاثة اسابيع على انطلاق النسخة الرابعة والأربعين من البطولة القارية، دقت ساعة الحقيقة بالنسبة لليونيل ميسي ورفاقه في لا البيسيليستي الذين استحقوا قيادة بلادهم إلى النهائي السابع والعشرين بعد أن كشروا عن انيابهم في الدور نصف النهائي باكتساحهم الباراغواي وصيفة بطلة النسخة الماضية 6-1. ومن المؤكد ان مهمة رجال المدرب مارتينو لن تكون سهلة على الاطلاق بمواجهة منتخب مضيف يسعى إلى تدوين اسمه في سجل الأبطال بعد أن كان قريباً من ذلك في أربع مناسبات سابقة (1955 و1956 و1979 و1987) من دون أن يصيب النجاح. ويمكن القول إنها من المرات النادرة التي يصل فيها إلى نهائي إحدى البطولات الكبرى أفضل منتخبين، لأن تشيلي بقيادة مدربها الأرجنتيني خورخي سامباولي تستحق ايضاً التواجد في مباراة اليوم السبت إذ كانت المنتخب الأكثر ثباتاً والأفضل أداء وكانت الوحيدة التي تفوز بفارق أكثر من هدف خلال الدور الأول (2-صفر على الاكوادور و5-صفر على بوليفيا) قبل ان تجرد الأوروغواي من اللقب بالفوز عليها 1- صفر في الدور ربع النهائي ثم على البيرو 2-1 في دور الأربعة. ومن المؤكد ان ليونيل ميسي الذي توج مع الارجنتين بلقب كأس العالم لدون 20 عاماً في 2005 وبذهبية أولمبياد بكين في 2008، سيسعى جاهداً لكي يخرج هذه المرة منتصرا مع منتخب الكبار بعد سلسلة طويلة من الخيبات. وفي حال تمكن من الفوز بلقبه الأول مع منتخب الكبار، فسينهي ميسي موسمه الرائع بأفضل طريقة بعد أن قاد فريقه برشلونة إلى إحراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا. وستكون المواجهة مميزة أيضاً على صعيد اللاعبين إذ يتواجه ميسي وخافيير ماسكيرانو مع زميلهما الحالي في برشلونة الحارس كلاوديو برافو والسابق اليكسيس سانشيس الذي يدافع حالياً عن ألوان أرسنال، كما سيسعى نجم تشيلي ارتورو فيدال إلى الثأر من ميسي وماسكيرانو اللذين قادا فريقهما إلى الفوز على يوفنتوس الإيطالي (3-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم المنصرم. كما سيتواجه مهاجم تشيلي إدواردو فارغاس، بطل لقاء نصف النهائي ضد البيرو ومتصدر ترتيب الهدافين، مع زميله في نابولي الإيطالي غونزالو هيغواين. دياز يتوقع فوز الأرجنتين بسهولة قال رامون دياز المدير الفني لمنتخب باراغواي: إنه يتوقع فوزاً سهلاً للأرجنتين على تشيلي. وقال دياز أعتقد أن المنتخب الأرجنتيني سيحقق نتيجة كبيرة. وأضاف دياز في تصريحات نشرها موقع البطولة على الإنترنت إذا لعب المنتخب الأرجنتيني بنفس المستوى الذي ظهر به أمامنا، لن تكون أمام تشيلي أي فرصة. وأضاف: إنه (المنتخب الأرجنتيني) أفضل منتخب في العالم، مع الاحترام للبطولة التي قدمها المنتخب التشيلي. وعن فريقه، قال دياز: إن البطولة الحالية أعادت لمنتخب باراغواي ثقته ومكانته، لقد كان فريقاً منظماً في كل النواحي، ونحن سعداء للغاية. وأضاف قدمنا بطولة رائعة، ونود أن نختتم مشوارنا بأفضل شكل ممكن. برافو يخشى زميله ليونيل سيكون كلاوديو برافو حارس مرمى وقائد المنتخب التشيلي لكرة القدم اليوم في مواجهة خاصة مع زميله في برشلونة ليونيل ميسي. وقال برافو: إن فريقه لن يراقب الأرجنتيني ليونيل ميسي بطريقة رجل لرجل، لكنه سيركز على مواصلة اللعب بطريقته التي تعتمد على التمرير السريع. ويعرف برافو منافسه الأرجنتيني جيداً بعد أن لعبا سوياً الموسم الماضي في برشلونة، ويعلم أن إيقافه سيكون صعباً. وقال برافو في مؤتمر صحفي: الأمر ليس سهلاً بالنظر إلى إمكانات ليونيل، إذا نظرت إلى ما فعله في مسيرته فهو رائع، لكننا لن نستخدم الرقابة رجل لرجل لمدة 90 دقيقة من المباراة. وسيواجه برافو زميلاً آخر من الأرجنتين يلعب معه في برشلونة هو خافيير ماسكيرانو. وقال مازحاً: إنها ميزة أن تواجه زميلين في فريقك، أتمنى ألا يلعبا كما يفعلان مع النادي. وأضاف: خافيير قلب (الأرجنتين) التي تملك فريقاً رائعاً، ليس فقط ليونيل وخافيير، فهي تملك العديد من اللاعبين الرائعين. ويأمل برافو أن يصبح أول قائد لمنتخب تشيلي يحمل كأس البطولة، في حين تسعى الأرجنتين للقبها رقم 15 لتعادل الرقم القياسي لأوروغواي. فارغاس.. مفتاح أصحاب الأرض لو أرادت تشيلي الفوز على الأرجنتين فربما تحتاج لأداء خاص من المهاجم إدواردو فارغاس الذي لا يعيش حالة استقرار على مستوى الأندية، لكنه يتألق في القميص الأحمر لمنتخب بلاده. ولا يزال فارغاس في الخامسة والعشرين لكنه تنقل بين أندية في تشيلي والبرازيل وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا. وقضى اللاعب الموسم الماضي في كوينز بارك رينجرز بالدوري الإنجليزي الممتاز وقبله لعب في فالنسيا الإسباني ونابولي الإيطالي وفشل في ترك بصمة إيجابية بثلاثة أهداف فقط في 21 مباراة بالدوري. لكن قصته مع منتخب تشيلي مختلفة تماماً، ففي 47 مباراة دولية أحرز اللاعب 22 هدفاً بينها هدفا الفوز على بيرو 2-1 في قبل نهائي كوبا أمريكا هذا الأسبوع. وهدفه الثاني في تلك المباراة مرشح ليكون الأفضل في البطولة كلها. واستلم فارغاس الكرة في منتصف الملعب ولمسها مرتين قبل أن يطلق صاروخاً هائلاً في الشباك. وقال: أحببت الهدف الثاني، في اليوم السابق للمباراة تدربت على التسديد من خارج منطقة الجزاء وسجلت من كل تسديداتي أهدافاً منحني هذا ثقة يومها، سددت تلك الكرة وسجلت منها هدفاً. وبفضل ثنائيته تلك صعد فارغاس لتقاسم المركز السادس في قائمة هدافي تشيلي عبر العصور التي يتصدرها الثنائي مارسيلو سالاس وإيفان زامورانو وهما أفضل مهاجمي تشيلي هذا القرن. وحين تنتهي كوبا أمريكا سيعود فارغاس ليستكمل مشواره في نابولي إلا لو أغراه عرض أفضل. سامباولي يبحث عن طريقة لايقاف ميسي ورفاقه لم يصل مدرب منتخب تشيلي، الأرجنتيني خورخي سامباولي، للشكل الدفاعي الأمثل في بطولة كوبا أمريكا 2015 لكرة القدم حتى الآن، ولايزال يبحث عن أفضل البدائل من أجل تحجيم المد الهجومي لمنتخب الأرجنتين. واعتمد سامباولي خلال المباريات الأربع السابقة على 4 تشكيلات مختلفة في الخط الخلفي ويبدو أنه سيعتمد على تشكيل خامس جديد من أجل إيقاف خطورة الثلاثي الهجومي لمنتخب الأرجنتين المتمثل في ليونيل ميسي، أغويرو وأنخل دي ماريا. ولم يشارك سوى لاعبين اثنين فقط في تشكيلة المنتخب التشيلي بجميع المباريات وهما الجناح الأيمن ماوريسيو إيسلا والظهير الأيمن غاري ميديل، ويبدو أنهما في طريقهما لحجز مكان في التشكيلة الأساسية للمباراة النهائية أيضاً. ومن الممكن أن يعول سامباولي على خدمات اللاعب فرانسيسكو سيلفا في مركز قبل الدفاع، على الرغم من عدم مشاركته في أي مباراة في البطولة حتى الآن ولتقديمه موسماً باهتاً مع كلوب بروج البلجيكي، لتعويض غياب اللاعب غونزالو خارا الموقوف من قبل اتحاد (كونميبول)، إثر تصرفه الخادش للحياء تجاه لاعب المنتخب الأوروغوياني إدينسون كافاني في مباراة دور الثمانية التي انتهت بفوز منتخب تشيلي بهدف نظيف. تجدر الإشارة إلى أن المدرب سامباولي قام بإشراك اللاعب خوسيه روخاس في مباراة الدور قبل النهائي أمام منتخب البيرو والتي انتهت لمصلحة منتخب تشيلي بنتيجة 2-1، ولكنه وجد معاناة كبيرة في إيقاف خطورة مهاجم الخصم، المخضرم باولو جيريرو. ولكن يبدو أن المركز الذي يسبب الصداع الأكبر في رأس المدرب الأرجنتيني هو الظهير الأيسر والذي شارك فيه ثلاثة لاعبين حتى الآن وهم: أوخينيو مينا، ميكو ألبورنوز وجان بوسيجور. دي ماريا.. الجناح المؤثر بعدما غاب عن المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ولم يحظ بنسبة المشاركة المتوقعة مع فريقه مانشستر يونايتد استغل نجم كرة القدم الأرجنتيني آنخل دي ماريا بطولة كوبا أمريكا وأكد مجدداً أهميته وضرورة وجود لاعب مثله في التشكيلة الأساسية للفريق. وربما شعر ريال مدريد بأهمية دي ماريا في الموسم الماضي حيث خرج الفريق صفر اليدين من جميع البطولات بعدما فرط في نجم التانغو لصالح مانشستر يونايتد فيما أكدت مباريات الريال في الموسم الماضي حاجة الفريق لمثل هذا النجم. ورغم عدم ظهوره بالشكل المتوقع مع مانشستر يونايتد الإنجليزي في الموسم الماضي بعدما غاب عن حسابات المدرب الهولندي لويس فان غال كثيراً، عاد دي ماريا ليسطع مجدداً في ملاعب الساحرة المستديرة ويسهم بقدر رائع في بلوغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية لكوبا أمريكا. وقال خيراردو مارتينو المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، قبل مباراة الفريق أمام منتخب باراغواي في المربع الذهبي للبطولة الحالية، قلت إن دي ماريا من أفضل خمسة لاعبين في العالم. وسجل دي ماريا هدفين وصنع هدفا في هذه المباراة ليقود فريقه إلى الفوز الساحق 6 - 1 على منتخب باراغواي وبلوغ نهائي البطولة. وقال دي ماريا أديت بشكل جيد على المستوى الدفاعي وساعدت الفريق ولكنني ما زلت أفتقد بعض مستواي. ومن خلال اللياقة البدنية العالية التي يمتلكها دي ماريا، يكون هو اللاعب الأكثر قدرة على التراجع السريع من الحالة الهجومية لمعاونة لاعبي الوسط خافيير ماسكيرانو ولوكاس بيغليا في التغطية الدفاعية خاصة أن باستوري لا يمتلك الإمكانات الدفاعية نفسها فيما يتوجب على ليونيل ميسي وسيرخيو أجويرو البقاء في الأمام للضغط دائماً على دفاع المنافس.

مشاركة :