ناصر محمد:يكفي أن نقول عيسى خميس ونطلق اسمه حتى نشعر بأن الشخص الذي أمامك ابتسم ابتسامة طالعة من القلب، وهذا ما أحبه الجميع في شخصية ابن الزلاق وعاشق البحرين ونادي البحرين المرحوم عيسى خميس جمعة، الذي انتقل إلى جوار ربه في جنات النعيم -إن شاء الله- بعد أزمة طارئة شاء الرحمن أن يتسلم أمانته دون أن يكبد إخوانه وأشقاءه ومحبيه تعب الزيارات في المستشفيات، ليرحل عنا أحد الأصدقاء والإخوة الأوفياء الذي أحب الرياضة فأحبه جميع المنتسبين لها من كبير وصغير، يشيدون بما قدمه للرياضة والرياضيين من عطاء، بدءا من عمله الرسمي في شركة بابكو في بداية الستينات، وحتى تقاعده عن العمل، كسب خلالها احترام وتقدير الكل، أحب كرة القدم، فلعب في فريق الرفاع الغربي لسنوات استمرت حتى عام 1968 حينما ابتعد بهدوء عن الملاعب لاعبا زامل العديد من نجوم الرفاع المعروفين آنذاك، منهم أبناء مبارك عبدالله وفرحان وسليم، وخليفة الحمدان، عبدالرضا الفردوسي، محمد زيد، عبدالرحمن المرزوقي، سعود الماص، مطر يوسف، جابر الدوسري، ومجموعة أخرى من اللاعبين. أحب نادي البحرين وعشقه، وكانت نقطة انطلاقة جديدة في حياته الرياضية مع هذا النادي العتيد، وقدم له الكثير حينما قرر أن يبتعد عن ملاعب كرة القدم لخلاف شخصي كتمه في نفسه، ولم يفصح عنه إلا للمقربين، فأحب لعبة كرة اليد وأحبه ممارسوها ولاعبوها وإداريوها وحكامها، فأوكلت إليه مسؤولية مدير اللعبة في نادي البحرين، وكانت مجموعة جيدة من اللاعبين الذين عرفتهم الصالات فخطفته كرة اليد التي عشقها، واختير كإداري في الاتحاد البحريني لكرة اليد للمنتخبات الوطنية، وعمل مع العديد من الشخصيات والرؤساء، فارتبط بهم وكانت لهم صولات وجولات. عيسى خميس جمعة ابن الزلاق الذي ارتبط بعلاقات وطيدة مع الجميع، من مدن وقرى البحرين وإدارييها ومدربيها ولاعبيها من مختلف الألعاب الرياضية. فقدنا أخا عزيزا على قلوبنا، استطاع أن يفرض اسمه وشخصيته بقناعة وحب من الجميع الذين ارتبط بهم فأحبوه وأحبهم، كما يحب ويعشق البحرين الغالية على نفسه، واشتهر بصيحة كبيرة في الملاعب (العب يا بحرين). إن الارتباط الذي حدث بين عيسى خميس وكرة اليد البحرينية سيظل يذكره تاريخ اللعبة على مدى سنوات طويلة، كسب خلالها احترام الجميع من خلال حرصه على الحضور في المدرجات والمتابعة للمنتخبات مع زميل عمره وصديقه غلوم حسين، وحرصه على الحضور مع المنتخبات في السفر عن طريق البر نظرا لخوفه -رحمه الله- من الطائرات، فكان حاضرا مع المنتخبات في جميع دول مجلس التعاون. عيسى خميس القدوة التي عرفناها في التعامل مع الأشخاص كبيرهم وصغيرهم، انتقل إلى رحمة الله بهدوء كالهدوء والطيبة التي اشتهر بهما في حياته. رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أهله وجميع محبيه وإخوانه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون. وتقديرا منا في «الأيام الرياضي» لما قدمه خلال مشواره الرياضي، تخصص هذه الصفحة اليوم لعطاء أخ عزيز علينا، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ونعزي أشقاءه وعائلته الكريمة في هذا الفقيد العزيز علينا جميعا.
مشاركة :