عامٌ مضى على رحيل الشخصية المحبوبة وصاحب الابتسامة العريضة والروح المرحة عيسى خميس، عاشق البحرين ونادي البحرين، الذي صادف يوم أمس الأول 7 يونيو مرور عام على رحيله وانتقاله إلى جوار ربه في جنات النعيم -إن شاء الله- بعد وعكة صحية طارئة شاء الرحمن أن يتسلّم أمانته، ليرحل الأب والصديق والأخ المحب للرياضة البحرينية والرياضيين، خصوصًا لكرة اليد التي عاش فيها أحلى لحظاته وأيامه، فملك قلوب الجميع كبيرًا وصغيرًا بمحبته وابتسامته التي لم تفارقه في كل لحظة. عيسى خميس قدّم الكثير للرياضة البحرينية والرياضيين، وكان قريبًا طيلة مشواره الرياضي الطويل والعريق من المدربين واللاعبين وجميع المنتمين للرياضة، فلا تسمع غير الإشادة والثناء لهذا الرجل صاحب القلب الطيب؛ لعطائه الكبير وتضحيته الكبيرة من أجل خدمة الرياضة البحرينية، بروح إنسانية فريدة وقلب كبير عشق به الجميع فعشقه الجميع. بدءًا من عمله الرسمي بشركة بابكو في بداية الستينات، وحتى تقاعده عن العمل، كسب خلالها احترام وتقدير الكل، أحب كرة القدم، فلعب في فريق الرفاع الغربي لسنوات استمرت حتى عام 1968 حينما ابتعد بهدوء عن الملاعب لاعبًا زامل العديد من نجوم الرفاع المعروفين آنذاك، منهم أبناء مبارك عبدالله، وفرحان، وسليم، وخليفة الحمدان، وعبدالرضا الفردوسي، ومحمد زيد، وعبدالرحمن المرزوقي، وسعود الماص، ومطر يوسف، وجابر الدوسري، ومجموعة أخرى من اللاعبين. الانطلاقة الخاصة في حياته الرياضية بدأت بعد ابتعاده عن ملاعب كرة القدم لأسباب كتمها في نفسه، فالتحق بنادي البحرين الذي حظي في قلبه بمحبة كبيرة إلى درجة أنه أصبح عاشقًا ومتيمًا لهذا الكيان والصرح، إذ قدّم له الكثير بمحبته لكرة اليد التي أحب كل تفاصيلها وما يتعلق بها، فقد تولّى مسؤولية مدير اللعبة في نادي البحرين لسنوات طويلة مع مجموعة من اللاعبين والإداريين المتميزين، إلى أن وقع عليه الاختيار للانضمام إلى الجهاز الإداري بالمنتخبات الوطنية للاتحاد البحريني لكرة اليد، فعمل مع عديد الرؤساء والشخصيات في مختلف المجالات، إذ كانت تربطه علاقات قوية مع المسؤولين واللاعبين والإداريين والحكام في جميع دول الخليج العربي، وكان حريصًا على الحضور والوقوف بجانب المنتخبات الوطنية في مختلف المشاركات. الارتباط الكبير بين عيسى خميس وكرة اليد سيبقى مخلدًا للتاريخ ومسجلاً في دفاتره ومنشوراته، بعد سنوات طويلة كسب خلالها احترام الجميع من خلال حرصه على الحضور في المدرجات والمتابعة للمنتخبات مع زميل عمره وصديقه غلوم حسين، وحرصه على الحضور مع المنتخبات في السفر عن طريق البر نظرًا لخوفه -رحمه الله- من الطائرات، فكان حاضرًا مع المنتخبات في جميع دول مجلس التعاون. فقدنا أخًا عزيزًا على قلوبنا، استطاع أن يفرض اسمه وشخصيته بقناعة وحب من الجميع الذين ارتبط بهم فأحبوه وأحبهم، كما يحب ويعشق البحرين الغالية على نفسه، واشتهر بصيحة كبيرة في الملاعب (العب يا بحرين). عامٌ مضى على رحيل عيسى خميس، القدوة التي عرفناها في التعامل مع الأشخاص بطيبته ورحابة صدره. رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أهله وجميع محبيه وإخوانه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
مشاركة :