في ظل انتشار جائحة كورونا لا يزال هناك مكان ومتسع للفرح، حيث لا تزال عقود القران تعقد وحفلات الزفاف تقام إنما بما يتناسب والظروف التي فرضتها الجائحة وأولها أهمية التباعد الاجتماعي. واتجهت بعض الأسر لنقل حفلات الزفاف لأقاربهم عبر تطبيقات متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر تطبيق «zoom»، حيث تقوم العروس وعريسها بعمل دعوة إلكترونية ترسل عبر تطبيق «واتساب» أو غيره للمقربين من العائلتين ليحضروا معهم ويتشاركوا الفرحة. استثمار التقنية تقول الأخصائية الاجتماعية منال الصومالي، إن التباعد الاجتماعي أصبح سمة أساسية حاليا في حياتنا الاجتماعية، ولأن الإنسان كائن اجتماعي بالتالي استثمر كل التقنيات ووظفها ليشبع الجانب الاجتماعي الخاص به ويريد أن يعيش الفرح برغم الظروف. وأضافت أنه وقبل جائحة كورونا نجد أن مواقع التواصل الاجتماعي طغت على جانب كبير من حياتنا والآن أصبحت أكثر، وكانت هذه الحفلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجودة بقلة في بعض الأحوال، لكنها حاليا أصبحت بديلا ونوعا من أنواع التصبير في بعد المسافات الذي فرضته هذه الجائحة. وحول ما إذا كانت الحفلات الافتراضية ستستمر، بينت الصومالي أنه من الصعب الجزم بأنها ستكون بديلا عن الحفلات الواقعية في المستقبل، إلا أنها أكدت أن هذا النوع من حفلات الزفاف أدى الغرض الأساسي من الزواج، وهو الإشهار ومشاركة الفرحة. تكلفة قليلة بينت الصومالي أن مثل هذه المناسبات الافتراضية تتميز بعدد من الإيجابيات لعل من أبرزها التكلفة القليلة. وفي هذا الصدد أوضحت استشارية الطب النفسي الدكتورة منى الصواف أن المصاريف المادية ستكون أقل بكثير في مثل هذا النوع من أنواع الزفاف، حيث إنها تعود بالأثر الإيجابي للعروسين، فيتسنى لهما الاستفادة من المبلغ الذي كان سينفق على الحفلة الأساسية ويقوم الأهل بإعطائهما هذا المبلغ كهدية للعروسين. وحول الحفل الافتراضي أشارت الصواف إلى أن هذا الأمر حاليا أضحى ضرورة من الضرورات، ولم يعد نوعا من أنواع الرفاهية كي نستطيع التعايش مع الوضع الحالي الذي قد يستمر لفترة طويلة. وشاركت الصواف تجربة حضور إحدى حفلات الزفاف الإلكترونية، حيث قالت إنه قبل أيام حضرت حفل زفاف ابن أخيها عن طريق تطبيق «الزوم» وشاركوهم الفرحة وأخذوا الصور التذكارية، وكانت تجربة جديدة وجميلة تحمل نوعا من الإثارة كونه أمرا غير معتاد، واقتصر الحضور الأساسي في الحفل على والدي العروسين وأشقائهما. تحويل الحفلات إلى المنازل تقول غرام السبهاني، وهي مالكة مؤسسة لتنسيق الحفلات، إنه في بداية أزمة كورونا وعند صدور قرار إغلاق قاعات الأفراح، فإن العديد من العائلات فضلوا تحويل حفلات الزفاف إلى منازلهم، ولم تكن فكرة نقل الفرح عبر وسائل التواصل قد بدأت. وأضافت: خلال الفترة الماضية في جدة في شوال وقبل أن يعود الحظر مرة أخرى، أقامت بعض الأسر حفلات زفاف مختصرة لأقل من 50 شخصا، وآخرون قاموا فقط بتنسيق المنزل بديكورات بسيطة ونقلوا الحفل إلكترونيا.
مشاركة :