الوباء يفسد تقاليد حفلات الزفاف الضخمة في ألبانيا | | صحيفة العرب

  • 6/12/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تيرانا- باتت الزيجات الضخمة وهي من أسس المجتمع الألباني وتتخللها احتفالات باذخة ضحية جانبية لجائحة كورونا في هذا البلد الصغير في منطقة البلقان. تجهل إلونا ديمولاري التاريخ المحدد لزفافها المرتقب لكنها تصرّ على تجربة فساتين أعراس لتحدي اليأس. ففي هذا البلد الصغير في البلقان، تجمع حفلات الزفاف في العادة المئات من المدعوين وتنفق العائلات مبالغ طائلة لتنظيمها حتى لو اضطرت إلى الاستدانة. غير أن هذا النوع من التجمعات محظور حاليا حتى إشعار آخر ما يعطل مشاريع الآلاف من العرائس ويضرب قطاعا مزدهرا تقدر إيراداته بمئات الملايين من الدولارات. ورغم السماح بعقد زيجات مختصرة تقتصر على حفنة من المدعوين، يبقى هذا الخيار غير وارد لدى إلونا ديمولاري وهي مديرة سجن في سن الحادية والثلاثين. ثلثا الأزواج الجدد نظموا حفلة زفاف باذخة أو حتى حفلتين لدى عائلتي الزوجين بحسب الوكالات المتخصصة في القطاع فهذه الشابة تحلم بـ”حفلة زفاف كبيرة” بمشاركة أكثر من 300 مدعو. كما أن عريسها وهو مهندس في مجال الإنشاءات في إيطاليا حيث يعمل ألبان كثيرون، عالق هناك منذ ثلاثة أشهر، شأنه في ذلك شأن شقيقتها العالقة بدورها في كندا. ولم يحل ذلك دون زيارتها معرض “جيرالدينا سبوزا” في تيرانا لتجربة فساتين الزفاف الكثيرة المعروضة في الموقع. وتقول هذه الشابة السمراء “أتيت لاختيار فستان زفاف وتحقيق الحلم الأكبر لدى أي فتاة”، مشيرة إلى أن وباء كورونا يشكل “تحديا” لها. وتوضح عالمة الأناسة أفيرديتا أونوزي، أن الزواج “مؤسسة شديدة الأهمية” في نظر سكان البلاد البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة إذ يشكل “ركنا اجتماعيا وضمانة بقاء الروابط الأسرية”. وتتجلى أهمية الزواج في المجتمع الألباني من خلال تبادل السكان التمنيات بالاحتفال بـ”يوم الفرح” على غرار الأمنيات بالصحة في مجتمعات أخرى. ويشكل يوم الزفاف الحدث الأجمل والأبرز في حياة المرء في نظر الكثيرين. كما أن “الزواج مسألة مرتبطة بالشرف” لدى الكثيرين إذ يعطي مشروعية للعلاقات بين أي ثنائي كما يطمئن الأهل، وفق أونوزي. وحتى خلال حكم الدكتاتور أنور خوجة، كان مبدأ المساكنة من دون زواج مخالفا لـ”أخلاقيات الشيوعية” ومرتبطا بـ”تقاليد غريبة” عن المجتمع الألباني. وتوضح الناشطة الحقوقية إلسا بالاوري أن المساكنة باتت أكثر شيوعا مذاك لكنها “لا تزال غير مقبولة على نطاق واسع لدى العائلات التقليدية”. وفي 2019، سجل حوالي 32 ألف عقد زواج بحسب وزارة الداخلية. وتشير الوكالات المتخصصة في القطاع إلى أن ثلثي الأزواج الجدد نظموا حفلة زفاف باذخة أو حتى حفلتين لدى عائلتي الزوجين. وفي القرى، يمكن للاحتفالات أن تستمر أسبوعا بكلفة مقدرة بالآلاف وحتى عشرات الآلاف من الدولارات في بلد فقير يقرب متوسط الدخل الفردي لسكانه من 450 دولارا في الشهر. ومن بين الحفلات الأكثر بذخا في هذا الإطار، كان زفاف لاعب كرة القدم في نادي نابولي السيد هيساي قبل عام. وقد جمع 500 شخص لهذه المناسبة في قلعة مطلة على مدينته شكودرا. ورقص المدعوون تحت سحابة من المصابيح الملونة قبل أن تشتعل السماء بالمفرقعات النارية. ويقول هيساي “لم أكن أعرف جميع الحاضرين لكن العائلة أرادت دعوة كثير من الناس لذا لم أكن قادرا على عدم تلبية رغبتها”. غير أن فايروس كورونا المستجد غيّر المعادلة بعدما حصد أرواح 35 شخصا في ألبانيا وسدد ضربة قوية لقطاع يدرّ إيرادات تراوح بين 400 مليون دولار و430 مليونا في السنة، بحسب مدير جيرالدينا سبوزا أرماند بيزا، الذي يحذر من أن الأسوأ ليس ما عشناه بل الغموض الذي يكتنف المرحلة المقبلة”. فستان الزفاف يحقق الحلم الأكبر لدى أي فتاة فستان الزفاف يحقق الحلم الأكبر لدى أي فتاة وكان إريون وأنجيلا يعتزمان دعوة 400 شخص إلى زفافهما، لكن بسبب حظر التجول الذي كان مفروضا في أبريل، اضطرا للاكتفاء بحفلة صغيرة في المنزل. ويقول إريون “تغيير تاريخ الزفاف فأل سيء وهذا من الأسباب التي دفعتنا للإبقاء على الموعد”. غير أن الكثيرين آثروا إرجاء مواعيد زفافهم. وفي متجر أرماندا توسكا لمستلزمات الزفاف، تعرض فساتين كثيرة لعرائس أرغمتهن الأزمة الصحية على تأجيل مواعيد دخولهن القفص الذهبي. وتقول توسكا “أنا حزينة لرؤيتها بعدما كان مفترضا أن ترتديها عرائس وترقص بفرح أمام مئتي مدعو”. من العادات الغريبة التي يتبعها الشعب الألباني وتختلف كليا عن عادات المسلمين في معظم الدول الأخرى عادة الزواج في شهر رمضان، فشهر رمضان في ألبانيا يعد موسما للزواج وتتم فيه معظم الأعراس ويرجع ذلك إلى اعتقاد منهم بأن شهر رمضان هو شهر البركة، كما يُعدّ ذلك تفاؤلا بأن يبدأ العروسان حياتهما في هذا الشهر تحديدا وأنه سيكون أمرا مختلفا لحياتهما. وهناك واحدة من أغرب الطقوس في بداية الزواج والتي تتبعها العروس الجديدة في ألبانيا وهي أن تقوم بأعمال المنزل لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وتلك إحدى العادات التي انتقلت عبر الأجيال للسيدة الألبانية وتعتقد العروس الجديدة أنها بذلك تقاوم وتطرد الأرواح الشريرة التي قد تسكن منزل الزوجية الجديد.

مشاركة :