بروكسل - دعا الاتحاد الأوروبي أطراف الصراع في ليبيا لوقف إطلاق النار، وانسحاب كافة القوات الأجنبية، والمرتزقة، والأسلحة التي تشكل انتهاكا لقرار الأمم المتحدة في حظر استيراد السلاح. كما أكد التكتل الأوروبي على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، واستكمال مسار اللجنة العسكرية المشتركة (5+5). جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن كل من الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزراء خارجية فرنسا جان إيف لودريان، وألمانيا هايكو ماس، وإيطاليا لويجي دي مايو. ودعا البيان أيضا إلى الالتزام بـ "إعلان القاهرة الذي تم الكشف عنه السبت"، وهي مبادرة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تدفع باتجاه إيجاد مخرج سلمي للأزمة الليبية، ولاقت الخطوة ترحيبا ودعما دوليا. كما طالب البيان بانسحاب كافة القوات الأجنبية، والمرتزقة، والأسلحة التي تشكل انتهاكا لقرار الأمم المتحدة في حظر استيراد السلاح، وذلك في إشارة مباشرة إلى التدخل العسكري التركي الذي ساهم في مزيد تعقيد ملف الأزمة. وعلى خلفية خيار وقف إطلاق النار من عدمه، تصاعدت الخلافات والنقاشات داخل حكومة الوفاق، حيث يدعم الشق التباع للإخوان والنظام التركي إلى مواصلة القتال والرهان على الخيار العسكري فيما يدعوا الشق الآخر إلى وقف إطلاق النار والمضي قدما في حل سلمي. وفي سياق متصل بجهود وقف إطلاق النار وخفض التصعيد، أعربت السفارة الأميركية في ليبيا عن تخوفها من احتمال حدوث أزمة إنسانية في مدينة سرت. وقالت السفارة عبر صفحتها بموقع فيسبوك إنها بعد أن عملت مع الليبيين وغيرهم من الأطراف في المجتمع الدولي "لمساعدة سرت على التعافي بعد تخلّصها من احتلال داعش، هناك اهتمام خاص بضمان ألاّ يضطر سكان هذه المدينة إلى خوض تجربة معركة أخرى مدمّرة في مدينتهم". وأضافت "التصعيد المستمر في سرت سوف يؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين، وزرع الانقسامات التي يمكن استغلالها من قبل الجهات المتطرفة، وتحويل الموارد بعيدًا عن الاستجابة لجائحة فايروس كورونا". وأعلنت السفارة انضمامها لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في دعوتها جميع أطراف النزاع في البلاد إلى وقف التصعيد، واحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، والامتناع عن الانخراط في أعمال الانتقام والتخريب التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية بشكل غير قانوني. محذرة بالقول: "سيُحاسب المخالفون". وتعسكر قوات الوفاق منذ 5 أيام في البوابة الغربية لسرت، في محاولة لدخول المدينة التي سيطرت عليها قوات الجيش الوطني الليبي بداية يناير الماضي.
مشاركة :