تتزايد الضغوط على الأندية الإنجليزية التي تستعد للعودة إلى النشاط الأسبوع المقبل، في وقت تحذر فيه تقارير الخبراء من فترة صعبة تنتظر فرق الدوري الممتاز جراء الخسائر المالية التي يتوقع أن يكون صداها مزلزلا ويهدد البعض منها وخصوصا تلك التي تمر بضائقة مالية. لندن – تستعد الأندية الإنجليزية لمرحلة صعبة بسبب الخسائر المالية المترتبة عن وقف النشاط بسبب انتشار فايروس كورونا، والتي يتوقع خبراء ماليون أن يكون تأثيرها هائلا وتتجاوز في تأثيراتها ما سجلته الفرق في الموسم الماضي. ووفق ما كشف عنه خبراء ماليون فقد بلغ إجمالي خسائر أندية الدوري الممتاز لكرة القدم 600 مليون جنيه إسترليني في موسم 2018 – 2019، حتى قبل تأثرها بالتداعيات المالية لجائحة فايروس كورونا المستجد. وأظهرت دراسة لشركة “فايسبل” المختصة في الشؤون المالية في كرة القدم أن الأندية العشرين في الدوري الممتاز عانت من خسائر فادحة رغم تحقيقها إيرادات قياسية بلغت 5.15 مليار جنيه (6.6 مليار دولار). ويتكهن خبراء ومحللون بأنه حتى وإن استأنف الدوري الممتاز نشاطه، فإن ذلك لا يمنع من وقوع الأندية في خسائر كبيرة وخصوصا أندية الدرجة الأولى المتأثرة بشدة بتقلص عوائد البث التلفزيوني. وسيكون التأثير المالي لتفشي كوفيد – 19 هائلا على البريميرليغ، حتى وإن استؤنفت مباريات الموسم الحالي خلف أبواب موصدة. وتشير تقارير صحافية إلى أنه ستتحتم على الأندية إعادة مبلغ 330 مليون جنيه إلى القنوات الناقلة لعدم إقامة المباريات في موعدها المحدد. كما ستتكبد خسائر بقيمة 126 مليون جنيه من توقف إيرادات بيع التذاكر. ريك باري: خطر انهيار عدد من الأندية بسبب كورونا لم ينته بعد ريك باري: خطر انهيار عدد من الأندية بسبب كورونا لم ينته بعد وقال روجر بيل مدير شركة “فايسبل” إن “فايروس كورونا ليس السبب الوحيد للضائقة المالية في كرة القدم، إنه فقط عامل ساهم في تسريع ما حددته بياناتنا بشكل واضح وصحيح للغاية كمشكلة طويلة الأمد”. وأضاف “أرقام موسم 2018 – 2019 هي نتيجة مالية مربكة ومقلقة للغاية من دوري النخبة في إنجلترا وهي دلالة على المشاكل الأكبر مع النموذج المالي العام”. وارتفعت كلفة الرواتب في أندية الدوري الممتاز إلى 3.12 مليار جنيه. وقال ريك باري رئيس رابطة كرة القدم الإنجليزية الثلاثاء إن خطر انهيار عدد من الأندية بسبب جائحة كورونا لم ينته بعد. وكانت أندية مسابقتي دوري الدرجتين الأولى والثانية، اللتين تشكلان الدرجتين الثالثة والرابعة في كرة القدم الإنجليزية بعد الدوري الممتاز ودوري البطولة الإنجليزية، قد صوتت “بأغلبية ساحقة” على إلغاء ما تبقى من الموسم مع حسم المراكز حسب معدل النقاط في كل مباراة. وتوقفت جميع منافسات كرة القدم في بريطانيا منذ 13 مارس بسبب جائحة كورونا، وأعلنت الحكومة البريطانية مؤخرا السماح بعودة جميع الفعاليات الرياضية لكن دون حضور الجماهير. وقال باري إن ذلك سيتسبب في “فجوة” قيمتها 200 مليون جنيه إسترليني (255 مليون دولار) لدى الأندية، وهو ما يهدد بقاءها. وقال باري في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “لا يزال لدينا عجز هائل”. وأضاف “تقديري استند بشكل أساسي على خسارة دخل المباريات، الذي لا يزال يشكل القضية الرئيسية. لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى إقامة المباريات بحضور جماهير في المستقبل القريب”. وتابع “الهدف هو ضمان بقاء جميع الأندية وسنعمل على مدار الساعة من أجل ضمان ذلك”. الأندية سيتحتم عليها إعادة مبلغ 330 مليون جنيه إلى القنوات الناقلة لعدم إقامة المباريات في موعدها المحدد. كما ستتكبد خسائر بقيمة 126 مليون جنيه من توقف إيرادات بيع التذاكر وأعلن فريق إيفرتون عن خسائر بقيمة 111 مليون جنيه، فيما أعلن تشيلسي عن خسائر بقيمة 96 مليونا. إلا أن توتنهام يعتبر أحد أكثر الأندية التي يبدو مستقبلها المالي مقلقا. وحقق النادي الذي يشرف على تدريبه البرتغالي جوزيه مورينو أعلى نسبة أرباح في الدوري بلغت 68.8 مليون جنيه في موسم 2018 – 2019 بفضل بلوغه نهائي دوري الأبطال قبل الخسارة أمام مواطنه ليفربول. إلا أن النادي اللندني أعلن خلال نهاية الأسبوع الماضي أنه اقترض 175 مليون جنيه من بنك إنجلترا. ويتخوف النادي من خسائر قد تصل إلى 200 مليون العام المقبل على خلفية توقف الإيرادات من تذاكر المباريات، وإلغاء الأحداث غير المتعلقة بكرة القدم كمباريات كرة القدم الأميركية (أن.أف.أل) والحفلات الموسيقية والأموال التي سيعيدها إلى مالكي حقوق البث التلفزيوني. وفي مسعى للتقليص من حدة الخسائر المالية الناجمة عن فترة وقف النشاط لجأت العديد من الأندية في مختلف الدوريات الأوروبية إلى اعتماد سياسة التقشف عبر خفض رواتب اللاعبين أو تسريح موظفيها لفترات محددة. واتخذت أندية عدة في القارة الأوروبية إجراءات لخفض رواتب لاعبيها، جراء الخسائر المالية الناتجة عن انعدام إيرادات الملاعب وحقوق البث التلفزيوني. لكن هذه المسألة أثارت جدلا في إنجلترا مع تمسك رابطة اللاعبين بحقوقهم كاملة. وأبرمت بعض الأندية اتفاقات ثنائية مع لاعبيها وأجهزتها الفنية، بينما واصلت أخرى دفع الرواتب بشكل كامل. وانضمّ المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ولاعبو إيفرتون إلى مسؤوليه بالموافقة على تأخير دفع رواتبهم. أنشيلوتي ونجوم إيفرتون يوافقون على تأخير رواتبهم أنشيلوتي ونجوم إيفرتون يوافقون على تأخير رواتبهم وأفادت دنيز باريت – باكسندايل، الرئيسة التنفيذية لنادي مدينة ليفربول، أن أنشيلوتي وأفراد جهازه الفني وافقوا على اقتطاع ما يصل إلى 30 في المئة من رواتبهم وتأخير دفعها، اعتبارا من منتصف مارس. كما وافق عدد من اللاعبين بشكل طوعي على تأخير دفع رواتبهم بنسب تصل إلى 50 في المئة للأشهر الثلاثة المقبلة. وأكدت رئيسة النادي في رسالة بالبريد الإلكتروني وجهتها إلى المشجعين، أن “كلّ من وافق على التخفيضات أو التأخيرات قام بذلك بشكل طوعي (..) نيابة عن مجلس الإدارة وكل مشجع لإيفرتون.. أود أن أعرب عن شكري العميق لكل منهم لإظهارهم نزاهة كهذه وشرفا في مساعدة عائلة إيفرتون في هذه الوقت الصعب”. وأفاد إيفرتون بتحقيق خسائر تصل إلى 111.8 مليون جنيه إسترليني (143 مليون دولار أميركي) لموسم 2018 – 2019، في نتائج مالية كانت الأسوأ بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. ويستأنف إيفرتون موسمه في 21 يونيو، باستضافة غريمه ليفربول، في مباراة قد يحسم خلالها الأخير لقب الدوري لصالحه. ويتصدر ليفربول الترتيب بفارق 25 نقطة (ومباراة أكثر) عن مانشستر سيتي بطل الموسمين الماضيين. وسيخوض سيتي مباراته المؤجلة أمام أرسنال في 17 يونيو، وسيتمكن ليفربول من حسم اللقب، في حال خسارة مانشستر أمام ضيفه اللندني، وفوز الفريق الأحمر على مضيفه إيفرتون.
مشاركة :