علاقة وطيدة تلك هي التي تربط بين الإنسان والحرف، فهما مترابطان متكاتفان ويكمل أحدهما الآخر بقدر حاجته إليه، ويمثل الحرف تاريخ ابن آدم وحضارته ولغته، وهو الركيزة التي يستند إليها الإنسان من أجل التطور والارتقاء، بينما تحتاج هي إلى اهتمامه وتمسكه بها.. وإنطلاقا من هذه الرؤية جسد الفنان العراقي زيد الأعظمي مجسمه حروف تحيا، ويعرض حاليا في معرض تاريخ وفن الخط العربي بدبي مول، وهو من فعاليات ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي في إطار رمضان في دبي. عن هذا المجسم قال الفنان الأعظي: يمرّ المجسم، وهو في الحقيقة عبارة عن مجسمين يكملان بعضهما البعض في إشارة إلى مرحلتين من صمود الحرف ورحلته إلى الصعود، بظرفين أو حالتين مختلفتين، حيث يجسد الشكل الأول معاناة اليد في حمل الحرف الآيل للسقوط، والحرف هنا يمثل الأصالة واللغة، ولكن نظرا لقوة اليد فإنها تنجح في إنقاذ الحرف من الانحدار، أما في المرحلة الثانية، فيقوم الحرف برفع اليد ومساعدة الإنسان بسلاسة وسهولة. مضيفا: إن اللغة هي نقطة الارتكاز التي نقف عليها اليوم، فلا نسطيع أن نحيا بدونها، وهي تعيدنا إلى إنسانيتنا وأخلاقنا، ونحن، العرب، نمتلك أرقى وأغنى لغة على وجه الأرض وأكثرها معرفة، فإن اهتممنا بها وتمسكنا بها جيدا فهي أداة النجاح والتطور. وحول آلية صناعة هذا المجسم أوضح الأعظمي أنه يتكون من هيكل حديدي، تم تغطيته بطبقة من الطين، ثم وضع في قالب من الجبس، وأخيرا تمت تغطيته بطبقة من الرخام جرى تنعيمها. ويبلغ سعر المجسم، بمرحلتيه،20 ألف درهم. جدير بالذكر أن الفنان زيد الأعظمي، يعمل حاليا في هيئة دبي للثقافة والفنون مشرفا على معرض الخط العربي عبر العصور في منطقة التراث والشندغة، وهو من مواليد العراق، درس التصميم في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، وقد مارس الرسم والنحت منذ الصغر بتشجيع من والده الفنان التشكيلي أحمد أمين الأعظمي، وحصل على جوائز عديدة في هذا المجال، حيث حصد المركز الثاني في مسابقة بغداد للرسم في المدراس، وحصل على الجائزة الأولى بمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية في فئة اللوحة الحروفية عام 2009، والجائزة الثانية في معرض الخط العربي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية عام 2013، والجائزة الرابعة في مسابقة البردة بأبوظبي عام 2011.
مشاركة :