انتهاكات ميليشيات الوفاق خطوة تصعيدية تشق كل مساعي إرساء السلام في ليبيا طرابلس – يعد تركيز وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا على ما أسماه انتهاكات الجيش الوطني الليبي في مدينة ترهونة جنوب شرقي العاصمة طرابلس، محاولة للتغطية على انتهاكات ميليشيات قوات الوفاق المدعومة من تركيا بالمرتزقة والأسلحة، وهي انتهاكات أثارت صدمة كبيرة في الداخل والخارج. ونقلا عن قناة “ليبيا الأحرار”، قال وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا “إن ما قامت به عناصر تابعة للمؤسسات الأمنية في حكومة الوفاق يعد انتهاكا لحقوق الإنسان”. وتأتي تصريحات باشاغا لغض النظر عن انتهاكات ميليشيات السراج وتحويل اهتمام الرأي العام الدولي نحو الجيش الوطني الليبي بحبك سيناريو الانتهاكات والتجاوزات ضده. وندد رئيس الوزراء في الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني بالانتهاكات الخطيرة في ملف حقوق الإنسان التي جرت على أيدي الميليشيات المدعومة من تركيا، بعد دخولها مدن المنطقة الغربية، مستنكرا ما حصل على أيديها من تدمير للممتلكات العامة والخاصة هناك. والأسبوع الماضي، استعادت ميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا مدينة ترهونة في إطار صد عملية الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وتحرير العاصمة طرابلس من الفصائل المتشددة والمرتزقة وغيرها. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع مختلفة بالإنترنت مداهمة ميليشيات الوفاق منازل عائلات وقيامها بأعمال نهب للمحال وإضرام النار فيها، ونسبت قوات السراج ذلك إلى تعاون المدنيين وأصحاب تلك المحلات التي وقع انتهاكها مع قوات المشير حفتر. وقال رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا محمد المصباحي بشأن الانتهاكات الحاصلة، إن “أكثر من 4 آلاف عنصر من جبهة النصرة والمتطرفين الموالين لتركيا دخلوا ترهونة وهو ما تسبب بنزوح الآلاف من المدنيين، فيما تعرض من تبقوا في المدينة للقتل”. وكانت حكومة الوفاق أعلنت السبت إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس، في خطوة تصعيدية تشق كل مساعي إرساء السلام في ليبيا، على الرغم من الإجماع الدولي على ضرورة وقف إطلاق النار والذهاب إلى الحل السياسي والعودة إلى طاولة المفاوضات. التدخل العسكري التركي فاقم الصراع بين الفرقاء الليبيين التدخل العسكري التركي فاقم الصراع بين الفرقاء الليبيين وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري إن “الميليشيات المدعومة من تركيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين”، معتبرا أن أنقرة تستغل عضويتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” لأجل “احتلال ليبيا”. وأشار المسماري إلى أن “الميليشيات قصفت مناطق المدنيين ونهبت ممتلكاتهم في مدينة ترهونة، التي تخطى عدد النازحين منها العشرين ألفا”. وسبق أن طالبت منظمة الأمم المتحدة بـ”إجراء تحقيق سريع ونزيه” في جرائم حرب يعتقد أن ميليشيات ليبية ومقاتلين سوريين موالين لأنقرة ارتكبوها في مدينتي “الأصابعة” و”ترهونة” غرب البلاد. وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن “التقارير الواردة كشفت عددا من الجثث في مستشفى ترهونة، كما تلقينا العديد من التقارير عن نهب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في ترهونة والأصابعة والتي تبدو في بعض الحالات أعمال انتقام وثأر من شأنها أن تزيد من تآكل النسيج الاجتماعي الليبي”، مشددة على ضرورة احترام كافة الأطراف سيادة القانون والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من أجل حماية المدنيين والمنشآت المدنية. وفاقم التدخل العسكري التركي الصراع بين الفرقاء الليبيين، وقوّض المساعي الدولية لإرساء الأمن والسلام في ليبيا، حيث تسعى أنقرة لتوسيع نفوذها شمال أفريقيا والمتوسط وتثبيت حكم الإخوان. وعبّر ناشطون سياسيون ليبيون عن رفضهم للتواجد التركي في ليبيا وتعاون السراج مع القوات التركية، منددين بما اعتبروه ولادة الدولة “المدنية السراجية بالنكهة التركية”. وفي الوقت الذي يدعو فيه المجتمع الدولي لوقف القتال في ليبيا ونبذ كل التدخلات العسكرية الخارجية وطرد المرتزقة من ليبيا ونزع سلاح الميليشيات، أفادت مصادر إعلامية تركية الثلاثاء أن أنقرة أرسلت مجموعة من السفن والمعدات العسكرية إلى المياه الإقليمية الليبية. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقّع مع السراج أواخر الشهر الماضي اتفاقا أمنيا وعسكريا موسّعا، كما وقّع الطرفان على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية، اعتبرتها عدة دول منها مصر واليونان انتهاكا للقانون الدولي.
مشاركة :