نيودلهي - في الوقت الذي نواصل فيه ممارسة التباعد الاجتماعي لإبطاء انتشار جائحة فايروس كورونا المستجد، يمكن أن يكون هناك الكثير من التداعيات والخبرات المؤلمة، التي نجتازها بصورة يومية، ولعل أبزرها التعامل مع الأطفال. ورصد عدد كبير من الخبراء تأكيدات بأن تواجد الآباء والأبناء في المنزل لفترات طويلة، نتجت عنه نوبات غضب وتصرفات عدوانية وعنيفة كبيرة للأطفال. ومع إغلاق المدارس في وقت مبكر كتدبير ضد تفشي كوفيد – 19، ظل الأطفال محصورين في المنزل لبضعة أشهر حتى الآن، وأدى هذا إلى زيادة خطر التعرض لمجموعة من المشكلات النفسية لدى الأطفال مثل الخوف والقلق والاكتئاب والغضب وصعوبة النوم وفقدان الشهية. ويحتاج كل أب وأم إلى تعليم أطفالهما كيفية تطوير الانضباط الذاتي والقدرة على التعبير عن مشاعرهم بطريقة مناسبة، للتحكم في ظهور أي سلوك عدواني قد يظهر منهم. الأطفال يمكن أن يصبحوا عدوانيين أو عنيفين، بسبب الوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو وحدد موقع “تايمز نيوز ناو” الهندي مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن يتبعها أي أب وأم مع أطفالهما لترويض سلوكهم العدواني. ونصح الخبراء بحرص الآباء والأمهات على حسن التواصل مع الطفل، وقالوا “إذا لاحظت أن طفلك عدواني، فتحدث معه أو معها، وحاول العثور على المشكلة الأساسية”. وشددوا على ضرورة عدم توبيخ الأطفال عندما يكونون غاضبين، لأن ذلك يمكن أن يزيد من غضبهم أكثر، ونصحوا بترك الطفل يكشف عن السبب الحقيقي وراء السلوك العدواني، ومعرفة ما إذا كان يتعرض للتنمر أو الحرمان من الانتباه. كما نبه الخبراء الآباء بضرورة الحفاظ على علاقة جيدة مع أطفالهم، والاستماع إليهم، وقالوا “لا تطلب منهم السكوت أو البقاء هادئين، لأن ذلك قد يؤدي إلى المزيد من المشكلات. ساعدهم على التخلص من مشاعرهم السلبية”. التنمر ينمي نسبة العنف لدى الطفل التنمر ينمي نسبة العنف لدى الطفل وأضافوا “قد تفقد أعصابك عندما ترى أطفالك يتصرفون بعدوانية، ولكن المهم هو الحفاظ على برودة أعصابك. لا تدع طفلك يعاني من العنف أو الضرب. بدلا من ذلك، اشرح له أن يهدأ واجعله يفهم سبب عدم تبرير سلوكه”. وأكدوا على ضرورة الاستجابة فورا لسلوك طفلك، مبينين “إذا أبدى طفلك سلوكا سلبيا، فهذا هو الوقت المناسب لإخباره بأنه غير مقبول على الإطلاق. اصطحب طفلك في مكان آمن واسمح له أو لها بالهدوء. ثم قل له إنه ليس من المقبول أن تكون عدوانيا طوال الوقت”. وتابعوا “اجلس مع طفلك واسمح له بالتحدث عما يشعر به. ابحث عن علاج للمشكلة. قم بإشراك طفلك في تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفس العميق. اكتب المواقف التي يميل فيها طفلك إلى أن يصبح عدوانيا”. ولفت الخبراء إلى أن الأطفال يمكن أن يصبحوا عدوانيين أو عنيفين، بسبب الوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو أو استخدام الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي. ومن الضروري تنظيم ومراقبة المحتوى الذي يتعرض له الطفل والقيام بإعداد جدول زمني لمشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو. وشددوا على ضرورة مرافقة الطفل أثناء القيام بذلك، ويمكنك اختيار برامج تعليمية له، أو ممارسة ألعاب في الهواء الطلق أو في الداخل معهم. كما لفتوا إلى أن “مكافأة طفلك أمر مهم جدا. إذا لاحظت تغيرات سلوكية إيجابية في طفلك، امدحه أو امدحها على السلوك الجيد. امدح طفلك عندما يتفاعل بطريقة إيجابية، بدلا من الركل أو الضرب، هذا سوف يحفزه على التزام الهدوء”.
مشاركة :