فتحية النمر تمنح أبطالها الحرية في «كولاج»

  • 7/5/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة أمسية أدبية حول رواية (كولاج) للكاتبة فتحية النمر، قدم فيها الناقد الدكتور إياد عبد المجيد قراءة تحليلية للرواية، كما تحدثت فتحية النمر عن الرواية وبعض تقنياتها، وأدار الأمسية الشاعر محمد إدريس. وقالت فتحية النمر إنها اتبعت في هذه الرواية تقنية تعدد الأصوات فهناك عدة شخصيات تتحدث كل منها عن الأحداث من وجهة نظرها، مثل جمعة شاهين، سلطانة، براء، زاهد، وغدير، وغيرهم، وأشارت إلى أنها تواصل خلال الرواية المعالجات الاجتماعية، خاصة قضايا متعلقة بالمرأة كقصص الحب والطلاق، التي بدأتها محلياً، كما هو في روايتي طائر الحب والجمال وللقمر وجه آخر، وهي في الرواية الجديدة تصور مجتمعاً عربياً مفتوحاً، حيث تحضر شخصيات عربية فاعلة في الرواية، وتظهر كيف يكون التلاقي بين أناس من خلفيات متعددة وما يمكن أن ينشأ عن ذلك من تفاعل يتأرجح بين الصراع والتآلف. الدكتور إياد عبد المجيد استهل حديثه عن الرواية بتمهيد قال فيه: إن الرواية هي عملية خلق وإنتاج ترصد المجتمع بما فيه من سلبيات وإيجابيات، والكاتب يظل يستفيد من التغيرات الاجتماعية، مواكباً لأخطاء التطور والمشكلات الاجتماعية الجديدة التي تنتج عنه، ويعطيه هذا التطور فرصة لاستثمار كل ما ينتج عنه ليضعه في نص أدبي يقدم فيه رؤية ونقداً وتشريحاً للمجتمع، وأضاف أنه من هذا المنطلق اقتربت كولاج جداً من الصراعات الاجتماعية، وصورت السائد في العلاقة بين الرجل والمرأة، واقترحت معادلة مختلفة تربك الوضع العام لتضعنا أمام خيارات جديدة للتعامل مع مفهومي المرأة والرجل، وإعادة النظر في رؤيتنا للمثلث الاجتماعي (الحب والزواج والطلاق)، وأشار إلى أن كولاج شكلت صرخة احتجاج بل صرخة رفض للقيم الطارئة والسلبية الغريبة على المجتمع، والناتجة عن الانفتاح، ووجود مجموعات بشرية من خلفيات متعددة، وقد أصبح المال والطمع يلعبان في هذا المجتمع المتعدد الدور الأكبر، وأصبحت العلاقات تبنى على هذا الأساس بدل أن كانت تبنى على الحب والرحمة والنبل الإنساني، وتسعى الكاتبة بدلاً من ذلك الإيحاء بضرورة بناء مجتمع إنساني جديد على قيم الحب والسلام والرحمة، وقد نسجت رؤيتها لذلك بمستوى فني راقٍ. ولفت عبد المجيد إلى أن كولاج تعبر عن أزمة الذات الأنثوية ومعاناتها وقضاياها وعلاقاتها مع الآخر وهي تعبر عن واقع المرأة، وتصور معاناتها واستلابها بين حب وطلاق وزواج تعسفي مع الجرأة في ملامسة المسكوت عنه، معتمدة تيار الوعي والارتداد والاستباق وكسر خط الزمن، فعبر تقنيتي السرد والبوح تحكي عن تحولات المجتمع، ونقائضه وتمد السرد إلى المجتمع العربي، والجاليات الوافدة على الإمارات واندماجها في المجتمع الإماراتي، لتشتغل على المرجعات النفسية لشخوصها اشتغالاً ينطوي على رؤية نقدية للظواهر الاجتماعية. وتوقف عبد المجيد عند إحدى التقنيات البارزة في الرواية هي اعتمادها في السرد على تقنية تعدد الأصوات حيث أعطت لكل شخصية فرصة أن تروي الأحداث كما تراها وتكشف عن جوانب في الحكاية لا تعرفها إلا تلك الشخصية، كما تكشف عن ماضيها هي مما لا يطلع عليه الآخرون، وقد كانت تلك التقنية مفيدة في التعرف إلى الخلفيات المتعددة لمجتمع الرواية، ما جعل الرواية شبكة معقدة من العلاقات والصيرورات، واستفادت الكاتبة من الحوار العامي بلهجات متعددة لتقديم صورة ذلك التعدد والاختلاف، واستطاعت بذلك التعدد في الأصوات أن تخفي هيمنة الكاتبة أو السارد العليم لتتيح للشخصيات حرية التعبير التام عن رأيها، وتختفي هي ككاتبة وراء ستار كثيف.

مشاركة :