أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بعد محادثات أجراها مع نظيره الكاميروني بول بيا في ياوندي، أنه مستعد لتنظيم قمة جديدة لدول الكاميرون ونيجيريا والنيجر وتشاد التي تحارب جماعة «بوكو حرام» النيجيرية المتشددة، والتي تكبدت هزائم في الأشهر الأخيرة في حملتها لإنشاء دولة إسلامية شمال شرقي نيجيريا. وقال هولاند: «يحلق الطيران الفرنسي باستمرار فوق مناطق تنشط فيها بوكو حرام ويمكن أن نمد جيوش الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا بصور يحتاجونها. أبلغت الرئيس بيا أننا سنعزز هذا التعاون، لا سيما في ما يتعلق بتوفير صور لتحركات الجماعة، وتدريب الجنود وتنسيق العمليات». وأضاف: «ســتـسـتــمــر الـمـساعدات الفرنسية وستزيد، وسنوسع تعاوننا مع الكاميرون في محاربة بوكو حرام. أتعهد بذلك لمعالجة مشكلة اللاجئين التي تطرح أحياناً على طاولة النقاش في أوروبا. تعاني الدول الأفريقية من مشكلة النازحين واللاجئين، ما يؤدي إلى تراجع التنمية ويخلق مشكلات»، علماً أن عشرات آلاف النيجيريين هربوا من هجمات الإسلاميين إلى الكاميرون. وطالب الرئيس الفرنسي بمساعدة من المجتمع الدولي للتصدي لهذه المشكلة. واحتلت بوكو حرام في وقت سابق من السنة الحالية مساحات واسعة من شمال شرقي نيجيريا، وشنت هجمات متزايدة على دول مجاورة، ما دفع زعماء المنطقة إلى تنفيذ تحرك عسكري لوقف مكاسب الجماعة، وصولاً إلى طرد المتشددين من معظم مواقعهم. ثم توعد الرئيس النيجيري محمد بخاري بسحق فلول هذه الجماعة التي رد مقاتلوها بتصعيد الهجمات، وقتل حوالى 200 شخص خلال أسبوع. وهاجم المتمردون أول من أمس، ضواحي مدينة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا لمدة نحو نصف ساعة، لكن لم ترد تفاصيل فورية عن الخسائر. كما هاجمت انتحاريات قرية تبعد 10 كيلومترات عن مايدوغوري أمس. مناداة بالديموقراطية على صعيد آخر، دعا الرئيس الفرنسي إلى انتهاج الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان في حضور الرئيس الكاميروني بيا الذي يحكم البلاد منذ 32 سنة. وقال بعد لقائه زعماء أحزاب ممثلة في البرلمان ونساء مسؤولات عن جمعيات ومنظمات غير حكومية: «لا يمكن أن تكون هناك تنمية بلا أمن، وبلا ديموقراطية. نولي أهمية لجميع الجهود التي يمكن اتخاذها كي يكــون للتعددية مكانها الكامل، وكذلك لحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان». وهو كان أشاد في كوتونو، المحطة الأولى من جولته الأفريقية، بالتناوب الديموقراطي في بنين. ولدى سؤاله عن استمرار حكمه منذ زمن طويل، أجاب بول بيا (82 سنة): «لا يستمر في الحكم من يريد بل من يستطيع، وأنا لم أحصل على الحكم بطريقة ديكتاتورية، إذ انتخبني الشعب دائماً». ويبدو أن مناداة باريس بالديموقراطية في القارة لم تلقَ الاستحسان في جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة التي ينهي رئيسها جوزف كابيلا ولايته الثانية في 2016. وقال الناطق باسم حكومتها لامبير مندي: «لا نتلقى دروساً من أحد، ولا ننشر الديموقراطية في الدول الأفريقية لإرضاء هولاند وباريس أو أي رأي عام في فرنسا. لم نعد نسمح بموقف أبوي مماثل بعد 55 سنة من الاستقلال». إلى ذلك، لمّح هولاند إلى المحامية الفرنسية الكاميرونية ليديين ين ايوم التي حكم عليها بالسجن 25 سنة بتهمة اختلاس أموال، والمسجونة منذ 2008 في ظل ظروف سيئة في ياوندي، وقال: «نتحدث عن كل شيء، وكل المواضيع بينها مسائل تتعلق بأشخاص». ورد بول بيا: «جرت ملاحقة ايوم والعدالة أخذت مجراها. سأرى ما أستطيع فعله ضمن الدستور». وكان هولاند وصل من أنغولا التي قصدها مع خمسين رب عمل وممثلي شركات بينها «توتال» و «اكور» و «يفاج» و «ميتيو فرانس» وقعوا عقوداً وخطابات نيات. وتجاوزت قيمة العقود والالتزامات وفق الرئاسة الفرنسية بليون دولار تكريساً للمصالحة بين البلدين بعد برودة في العلاقات لزمن طويل، إثر قضية مبيعات أسلحة بصورة غير شرعية عرفت باسم «أنغولا غيت» في 1994. وشدد الرئيس الفرنسي بعد محادثات مع نظيره الأنغولي خوسي ادواردو دوس سانتوس على أن أنغولا تتمتع بمكانة نافذة في المنظمات الأفريقية الاقليمية، في الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي حيث تشغل مقعداً حتى 2016، وهي سند لفرنسا». ويقود دوس سانتوس أنغولا التي نالت استقلالها في 1975، منذ العام 1979، أي منذ نحو 36 سنة. وتعد ثاني أكبر منتج للنفط في القارة الأفريقية بعد نيجيريا. وقد زاد إجمالي الناتج الداخلي في هذا البلد عشرة أضعاف بين 2002 و2013. لكن أكثر من نصف الأنغوليين ما زالوا يعيشون بأقل من دولارين يومياً.
مشاركة :