لاشك أننا لازلنا نعاني من آثار هذا الفيروس، الذي تجرع ألمه العالم بأسره، وقد مضى الكثير من الوقت منذ تفشيه، وانتشاره، الواسع في بقاع الأرض، وكان له الأثر الظاهر في عرقلة سير عجلة الحياة، وتوقفت على إثره الكثير من الخدمات، وأُلغيت الرحلات، وأفلست بعض الشركات، وأُفرغت المدرجات، ونُسيت الصالات، والمناسبات، وباتت دوراً خاويات، واكتضت المستشفيات بالحالات، وتوالت الأخبار تترى، وانقسم الكثير من الناس إلى فريقين، ومن هنا بدأت رحلة التهويل، والتهوين. فالفريق الأول هم المهولون؛ الذين نهجوا سبيل التحذير، والتهويل، والتهديد، بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وإظهار النتائج المهوّلة، والإحصاءات المرعبة، والدراسات المفزعة، والتنبؤات المربكة، التي كان لها الأثر البالغ في النفوس، وتكبد الناس على إثرها الكثير من التبعات الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، وباتوا يرقبون مصيرهم المجهول. أما الفريق الثاني فهم المهونون؛ الذين تساهلوا في الأمر، واعتبروه أزمة يسيرة وستزول، وأن مخاطر هذا الفيروس أقل ضرراً من الفيروسات الأخرى، ولاداعي للقلق، والاهتمام، وتراخت بعض الدول الأجنبية، ودفعت الثمن باهضاً، من تضاعف الحالات، وأزدياد الوفيات، ونفاد المستلزمات الطبية، والعجز الواضح في الكثير من الخدمات الصحية. ويرى البعض منهم؛ أنه مؤامرة دولية لمصالح سياسية، وما إن يتحقق الهدف منه إلا وسيزول، والكثير من الآراء المهونة والمتراخية. والموقف الصحيح بالتأكيد؛ سيكون التوسط بين الفريقين، والأخذ بالأسباب، والحرص على متابعة المصادر الرسمية، واستخدام العبارات الموزونة التي تعطي الموقف أهميته، دون تهويل أو تهوين. بقلم ا. علي عبدالله الشهري
مشاركة :