مدينة تدمر التاريخية تفتح ذراعيها لاستقبال الزوار | | صحيفة العرب

  • 6/15/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تدمر (سوريا) – نظمت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق “أنا السوري” رحلة سياحية توثيقية إلى مدينة تدمر التاريخية بمشاركة نحو 180 متطوعا لتسجيل الملاحظات حول المناطق الأثرية المتضررة ومتطلبات تحسين الواقع الخدمي لإنجازها بالتعاون مع الجهات المعنية. وشملت الزيارة متحف تدمر والمنطقة الأثرية إلى جانب واحة النخيل والزيتون ونبع أفقا التاريخي، وهي بداية متفائلة لاستقبال السياح من كافة الجنسيات بعد انتهاء وباء كورونا. وقدم مدير سياحة حمص أحمد عكاش شرحا مفصلا عن تاريخ المدينة وأهميتها السياحية والثقافية والاعتداءات الإرهابية التي ارتكبها تنظيم داعش لطمس المعالم الأثرية وتدميرها بشكل منهجي، لافتا إلى أن وزارة السياحة ومحافظة حمص تسعيان جاهدتين لإعادة تنشيط الحركة السياحية الداخلية والخارجية إلى مدينة تدمر المصنفة على قائمة التراث العالمي. وأشار في وقت سابق إلى أنه يتم العمل على تجهيز مجموعة من الفنادق الخاصة لاستقبال الوفود السياحية التي ستزور المنطقة بعد عودة الحركة السياحية إلى البلاد. وأشار قائد نشاطات الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق خالد نويلاتي في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن الهدف من الرحلة توثيق واقع المدينة الأثرية وواحتها وباديتها العريقة ونقل الصورة الواقعية لإعادة مدينة تدمر إلى واجهة السياحة السورية. يتم العمل على تجهيز الفنادق الخاصة لاستقبال الوفود السياحية التي ستزور المنطقة بعد عودة الحركة السياحية وقالت الصحافية الكندية المستقلة إيفا بارتليتر التي رافقت المشاركين في زيارة تدمر، إن هذه المدينة من أعظم المدن التاريخية في العالم وهي زيارتها الثالثة لآثار المدينة، معتبرة أن ما فعله تنظيم داعش بتركيزه على تدمير الإرث الحضاري هو وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء لأن الهدف من أعمال تخريب تلك الصروح التاريخية هو الإساءة لتاريخ وثقافة البشرية، مؤكدة ضرورة مساهمة المنظمات الدولية الثقافية المختصة في إعادة ترميم تلك الآثار الخالدة. وقبل انتشار وباء كورونا زارت مجموعة سياحية من جنسيات مختلفة المدينة واطلعت على تاريخها وإرثها الحضاري والإنساني الذي يعتبر مقصدا مهما للسياح، ووثقوا آثار الدمار الذي تعرضت له الصروح التاريخية جراء اعتداءات تنظيم داعش. وقال السائح التايلندي نيو “إن ما قام به الإرهابيون في تدمر هو تدمير للثقافة البشرية، داعيا المنظمات الدولية المختصة بحماية التراث الإنساني إلى أن تسعى لإعادة إعمار تلك الصروح التاريخية كما كانت سابقا”. وأضاف “كانت زيارتنا جميلة إلى هذه المدينة التاريخية الرائعة، ورغم المسافة الطويلة والتعب الشديد إلا أنه عند وصولنا شعرنا براحة تامة، خاصة أنه لأول مرة نشاهد مثل هذه الحضارة والصروح الأثرية الضخمة المبنية ضمن مدينة بشكل منظم وهندسي منذ الآلاف من السنين”. ورأت ناتس، وهي من تايلاد أيضا، وتعمل في إحدى الشركات السياحية، أن ما فعله تنظيم داعش الإرهابي بحق آثار المدينة العالمية جريمة بحق الإنسانية جمعاء، مؤكدة أنها وثقت بالصور هذه الجرائم التي ارتكبها أعداء الثقافة، وأنها ستعمل ما بوسعها لجلب المجموعات السياحية إلى سوريا. 180 متطوعا في زيارة للمدينة التاريخية 180 متطوعا في زيارة للمدينة التاريخية وعبّر السائح البريطاني زابا، وهو طالب جامعي، عن إعجابه الشديد بالصروح المعمارية في تدمر قائلا “أشعر بسعادة غامرة لوجودي في هذه المدينة التي أزورها لأول مرة، ولكن بالمقابل لدي حزن عميق بسبب الخراب الذي لحق بالآثار التي حولها التنظيم الإرهابي إلى ركام”، داعيا المنظمات الدولية المعنية إلى المساهمة في إعادة بناء ما خربه أعداء الثقافة الإنسانية. ورأى السائح الأميركي مايكل فلورينو أن مدينة تدمر تحتاج إلى استنفار جهود الخبراء والباحثين الأثريين العالميين ودعم من قبل المؤسسات الدولية المختصة بأعمال الترميم الأثري والمسؤولة عن الحفاظ على الإرث الإنساني العالمي لإعادة بناء تلك الصروح التاريخية التي طالها التخريب. وقال السائح مايكل، مدير أحد المواقع الإعلامية على يوتيوب، “حلمي تحقق بزيارة مدينة تدمر وأشعر بحزن وألم كبيرين جراء أعمال التخريب الممنهجة للآثار في هذه المدينة التي تتموضع في قلب الصحراء وتشكل بداية الحضارة من الشرق إلى الغرب”. وأضاف “سنعمل على توثيق جميع مشاهداتنا الجميلة عن سوريا وشعبها المضياف عبر قناتنا الإعلامية، وستعود سوريا كما كانت ملتقى الثقافة والفن والتاريخ الإنساني”. وأوضح الأرجنتيني رافائيل صوميني، وهو أستاذ جامعي متقاعد، أن الهدوء الذي لمسه وأفراد عائلته في تدمر وما شعروا به من أمان أتاحا لهم التجوال في منطقة أثرية واسعة ومذهلة، مبينا أن ذلك كفيل بتعزيز عودة السياحة إلى هذه المدينة المعروفة عالميا. محاولات لإعادة تنشيط الحركة السياحية محاولات لإعادة تنشيط الحركة السياحية كما أعرب عن أسفه الشديد بعد مشاهدته صروحا أثرية وقد أصبحت أكواما من الحجارة نتيجة تعرضها للدمار من قبل أعداء الثقافة الإنسانية الذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة. بدورها أشارت زوجته بلانكا عيسى، وهي مدرسة متقاعدة، إلى أن حلمها تحقق مع عائلتها بزيارة مدينة تدمر، معربة في الوقت نفسه عن حزنها وألمها للتخريب الذي طال المعالم الحضارية للمدينة. من جانبها لفتت الابنة ناتاليا، وهي طالبة، إلى أن مدينة تدمر جميلة للغاية ومكان يستحق الزيارة، موضحة أنها ستنقل مشاهداتها إلى زملائها في المدرسة وإلى جميع أصدقائها مزودة بالصور التي وثقت ذلك، مشيرة إلى أنها ستشجعهم على زيارة سوريا ومقابلة شعبها اللطيف والكريم. وأشار السائح الصيني شيم موه بينغ إلى أنه زار سوريا لأنه يعشق تاريخها وحضارتها الإنسانية، لافتا إلى عظمة مدينة تدمر وآثارها الخالدة التي تشتمل على مساحة شاسعة فريدة من نوعها في المنطقة بأكملها، معبرا عن سعادته برؤية هذه الحضارة العريقة وألمه الشديد لما فعله تنظيم داعش من دمار بإرث المدينة.

مشاركة :