تحول فايروس كورونا إلى خطر يداهم حياة المئات من الأسر محدودة الدخل في العراق نظرا إلى شطب إجراءات مكافحة الوباء لمهن الصناعات المنزلية التي تزدهر كثيرا شرق البلاد بفعل صعوبة التنقل بين المدن، الأمر الذي أدى إلى استحالة تسويق المنتجات وإفقاد المحافظة زخمَها التجاري بعد أن كانت الصناعة تجارة منظمة إلكترونيّا وذات شبكة زبائن قارة. بعقوبة (بغداد)- هدد فايروس كورونا بشطب مهن الصناعات المنزلية التي تنتعش داخل الأوساط العراقية محدودة الدخل وتمثل شريان حياة العديد من النساء ممن يعشن على صناعة بيع المنتجات الغذائية والكماليات، نظرا إلى غلق منافذ التنقل بين المدن وعزوف المستهلكين عن شراء المنتجات عبر شبكة الإنترنت لصعوبة التنقل إليها واقتنائها فيما بعد. وتسبب انتشار فايروس كورونا والإجراءات الوقائية التي فرضتها السلطات للوقاية من المرض في انهيار قطاع مهم تعتمد عليه المئات من الأسر في محافظة ديالى شرقي العراق، لتدبير شؤون حياتهم اليومية، وهو قطاع الصناعات المنزلية، أو ما يطلق عليه محليا اسم “مهن المنازل”. ونسبت وكالة شينخوا إلى ياسر حسن، أستاذ بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة ديالى، قوله “إن إجراءات حظر التجوال المشدد في محافظة ديالى شرقي العراق والتي اُتخذت لمنع تفشي كوفيد – 19 في المحافظة، أدت إلى انهيار قطاع اقتصادي بدأ ينمو في السنوات الأخيرة يطلق عليه الكثيرون هنا (اسم) ‘مهن المنازل’ وهي مجموعة من الصناعات البسيطة، والتي وفرت فرص عمل للكثير من الأسر وخصوصا النساء الأرامل اللواتي أصبحن دون معيل لأسباب مختلفة”. وأضاف أن “المهن المنزلية قطاع ظهر في السنوات الأخيرة بسبب التدهور الاقتصادي وقلة فرص العمل وأصبح يمثل بارقة أمل لشرائح متعددة من المجتمع، من خلال صناعة مواد غذائية أو كمالية أو صناعات خفيفة وبيعها في الأسواق لجني المال”. أنشطة المهن المنزلية تفقد أسواقها وزبائنها الدائمين جراء حظر التجوال وعزوف المستهلكين خشية العدوى وتابع حسن، أن نحو 90 في المئة من منتجات تلك المهن تعتمد في الأساس على التسويق الإلكتروني ولها زبائن دائمون، ولكن حظر التجوال المتكرر وصعوبة الحركة من منطقة إلى أخرى وعزوف الكثير من المشترين عن الذهاب إلى الأسواق خشية الإصابة بكورونا، كلها عوامل دفعت إلى حدوث انكماش كبير في نشاط المهن المنزلية وتراجع أعمالها بنسبة عالية جدا”. وقالت انتصار قيس، أرملة (45 عاما) تسكن في مدينة بعقوبة مركز المحافظة، إن” فايروس كورونا تسبب في توقف شبه كامل لمهنتي في صناعة الكيك والحلويات العراقية المعروفة وانخفض عملي بنسبة تقارب 95 في المئة”، لافتة إلى أن “مهنتها تنهار أمام عينيها الآن”. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :