كورونا يفاقم أزمة العاملات المنزليات في أميركا اللاتينية | | صحيفة العرب

  • 7/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مكسيكو - وجدت الكثير من العاملات المنزليات في أميركا اللاتينية أنفسهن من دون عمل وفي وضع صعب للغاية بعد تخلي أصحاب العمل عنهن. وتقول كارمن هرنانديس “اعتذر مني مستخدميّ واستغنى عن خدماتي. لكني آمل في أن أعود قريبا للعمل لديه”. وتمارس هرنانديس (59 عاما) هذه المهنة منذ أكثر من عقدين وهي ليست البتة حالة معزولة في منطقة يعاني سكانها فوارق اجتماعية صارخة ويوفر فيها 18 مليون شخص بينهم 93 في المئة من النساء، قوتهم اليومي من الأعمال المنزلية، بحسب مفوضية الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية وجزر الكاريبي. وفاقم وباء كورونا أزمة هؤلاء العاملين الذين يعمل أكثريتهم بموجب عقود شفهية فقط. فقد أدت القيود الصحية الجديدة بينها خصوصا تدابير الحجر المنزلي إلى فقدان 70 في المئة من العاملين المنزليين عملهم كليا أو جزئيا، وفق المفوضية الأممية. وفي البرازيل على سبيل المثال، ومن أصل 4.9 مليون وظيفة أدى الوباء إلى فقدانها بين فبراير وأبريل الماضيين، تعود 727 ألفا منها إلى عمال منزليين، ما يزيد تهميش هذه الفئة التي يتقاضى أفرادها أصلا رواتب متدنية. ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية وجزر الكاريبي، فإنه في أميركا اللاتينية، يتقاضى العمال المنزليون رواتب تقرب من نصف معدل دخل العاملين في قطاعات مهنية أخرى، رغم الجهود المبذولة في بعض البلدان لتنظيم هذا النشاط. وقبل الأزمة، كانت هرنانديس المكسيكية تنظف خمسة منازل أسبوعيا في المعدل. وهي تأمل حاليا في استئناف عملها بدوام كامل يوما ما بعدما أرغمت على التوقف عن العمل منذ مايو الماضي. غير أن وضع ضوابط تعيد الحالة إلى طبيعتها لا يزال بعيدا في ظل استمرار تفشي فايروس كورونا الذي أصاب أكثر من 2.28 مليون شخص في المنطقة وأودى بحياة حوالي 105 آلاف. وأضاء الوباء أيضا على التمييز الذي تتعرض له العاملات المنزليات في أميركا اللاتينية اللواتي يمثلن 14.3 في المئة من إجمالي النساء الناشطات في سوق العمل في المنطقة. واضطرت كثيرات في البرازيل التي تضم ستة ملايين عامل منزلي أغلبيتهم من النساء السوداوات المتحدرات من الأحياء الفقيرة، للاستمرار في العمل مع تكبد مخاطر الإصابة بالفايروس خلال استخدام وسائل النقل المشترك. وإحدى أولى الضحايا من بين 55 ألف وفاة في البرازيل كانت امرأة في سن 63 عاما تعمل في حي راق في ريو دي جانيرو. وقد انتقلت إليها العدوى من مشغّلها بعد عودته من إجازة في إيطاليا. وأثارت حالة أخرى صدمة لدى البرازيليين تمثلت بوفاة طفل في الخامسة من العمر هو ابن عاملة منزلية في مبنى راق في ريسيفي (شمال شرق) إثر سقوطه من شقة في الطابق التاسع كانت والدته تنظفها. وهو رافقها إلى العمل لأنها لم تجد من يعتني به في غيابها وليساعدها في التنزه مع كلب مشغلها. وتناقلت وسائل الإعلام في الأرجنتين، على نطاق واسع خبرا عن رجل أعمال في مدينة تانديل أخفى موظفا لديه في صندوق السيارة للدخول إلى حي خاص في انتهاك لتدابير الحجر. وفي هذا البلد، تفتقر نصف العاملات المنزليات البالغ عددهن 1.4 مليون شخص لأي تغطية في أنظمة الضمان الاجتماعي. وفي البيرو، أصاب الفايروس نحوى 60 عاملة في الأشهر الثلاثة الأولى من فترة الطوارئ الصحية. وأوضح فينيسيوس بينييرو، المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية، أن “الأزمة فاقمت مكامن الضعف وانعدام المساواة القائمة” لدى العاملات المنزليات. ويثير هذا الوضع المأسوي للعاملات المنزليات رغم كل شيء مبادرات حماية لهؤلاء. ففي المكسيك التي تعد 2.3 مليون عاملة منزلية، يدعم المخرج ألفونسو كوارون الحائز على عدة جوائز أوسكار حملة لتشجيع المستخدمين على الاستمرار في دفع رواتب العاملات المنزليات بعد وضعهن أطفالهن. ويظهر كوارون حساسية خاصة تجاه أولئك النسوة كما تجلى خصوصا عبر فيلمه “روما” الذي حقق نجاحا كبيرا وقد خصصه السينمائي إلى ليبوريا رودريغيس العاملة التي ربّته حين كان طفلا. وأطلقت مجموعة أطفال برازيليين كذلك عريضة “من أجل حياة أمهاتنا” للمطالبة بدفع أموال للعاملات المنزليات خلال مرحلة الحجر. وباتت حكومتا البرازيل والأرجنتين تدفعان مساعدات طارئة لهذه الفئة من العملة. لكن في بعض البلدان، يعيق الطابع غير الرسمي للوظيفة من إيصال المساعدات لمستحقيها. ولا تتقاضى إلينا ميندوسا أي دخل خلال فترة الحجر ولا أي مساعدة حكومية بعدما كانت تعمل لدى زوجين أميركيين في مكسيكو، حتى أنها لم تلق أي تقدير من مستخدميها السابقين. وتقول ميندوسا (75 عاما) “لقد علمت من غاسلي سيارات أن مستخدميّ عادا إلى نيويورك. وهما لم يعلماني بذلك ربما بسبب العجلة”.

مشاركة :