ددلاحظ موجز بنك الكويت الوطني الأسبوعي عن أسواق النقد أن تطورات الأزمة اليونانية استمرت باحتلال مركز الصدارة الأسبوع الماضي، حيث أدى ارتفاع منسوب عدم اليقين إلى العزوف عن ركوب المخاطر في الأسواق، وبالتالي الاتجاه إلى العملات الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني. وبين موجز «الوطني» أن البنك المركزي الأوروبي جمّد مساعدات السيولة الطارئة للبنوك اليونانية، دافعاً اليونان إلى إغلاق بنوكها في الوقت الحالي وفرض قيود على الائتمان تحد من السحوبات النقدية إلى 60 يورو يوميا، وذلك لتجنب سقوط محتمل للنظام البنكي مع مسارعة المودعين إلى سحب أموالهم. ومنذ ذلك الحين، رفض وزراء مالية منطقة اليورو طلب الحكومة اليونانية تمديد برنامج الإنقاذ إلى ما بعد الاستفتاء، الأمر الذي رفع مستوى عدم اليقين. ومن ناحية الصرف الأجنبي، بقي الدولار مرتفعا مقابل كافة العملات الرئيسة، إذ ان القلق في شأن اليونان خفف من الإقبال على المخاطر، ليرتفع بذلك الطلب على الدولار كعملة آمنة. وبدأ الدولار الأسبوع عند مستوى 96.19، لينخفض بعدها إلى 94.85 مع تخوف المستثمرين من أن التطورات في اليونان ستدفع مجلس الاحتياط الفيديرالي للنظر في تأجيل رفع أسعار الفائدة. ثم استعاد الدولار بعض خسائره مع عودة المستثمرين للعملة الأميركية، وذلك مع ازدياد حدة الأزمة في اليونان. وخسر الدولار بعضا من زخمه مع صدور بيانات سوق العمل التي أظهرت أن الاقتصاد الميركي قد أضاف عددا أقل من المتوقع من الوظائف في الشهر الماضي، الأمر الذي خفض التوقعات في شأن رفع أسعار الفائدة. وكان التداول باليورو متقلباً في الأسبوع الماضي بسبب ازدياد التوترات بين اليونان ودائنيها. فقد بدأ اليورو الأسبوع عند مستوى 1.0953، أي أقل بمقدار 200 نقطة عن إغلاقه السابق، ثم استعاد اليورو بعض خسائره وبلغ أعلى مستوى له عند 1.1278 مع تعامل السوق مع التطورات في اليونان على أن لها تأثيرا سلبيا على النمو العالمي، ما أدى إلى تخوف المستثمرين من أن التطورات في اليونان قد تدفع مجلس الاحتياط الفيديرالي إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة. ودفعت هذه المخاوف فروقات أسعار الفائدة لمصلحة اليورو مقابل الدولار. ولم يدم ارتفاع اليورو، إذ انه تراجع إلى مستويات 1.10 مع استمرار الأنباء السلبية من اليونان في تشجيع تداول بعيد عن المخاطرة. وارتفع اليورو بحدة في نهاية الأسبوع بعد رسالة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس إلى الدائنين التي تحتوي على المزيد من التنازلات، ولكن اليورو عكس مساره سريعا بعد رفض مجموعة اليورو إجراء المزيد من المحادثات حتى ما بعد استفتاء الخامس من يوليو. من جهته، بدأ الجنيه الإسترليني الأسبوع قويا مقابل الدولار ليصل إلى أعلى مستوى له عند 1.5787. ولكن سلسلة من البيانات الاقتصادية المتضاربة، إلى جانب المخاوف في شأن اليونان، دفعت الجنيه إلى أدنى مستوى له عند 1.5560 في منتصف الأسبوع. وتم التداول بالجنيه في نطاق ضيق قريب من الحد الأدنى قبل أن يرتفع قليلا وسط بيانات أظهرت أن قطاع الخدمات البريطاني قد نما بوتيرة أسرع من المتوقع في يونيو. وأغلق الجنيه الأسبوع عند مستوى 1.5570. بدوره، ارتفع الين الياباني بشكل قوي في بداية الأسبوع مع لجوء الأسواق إلى ملاذات آمنة. وبدأ الين الأسبوع عند مستوى 122.53، ثم ارتفع مقابل الدولار إلى أدنى مستوى له عند 121.92 مع تخلف اليونان عن تسديد دفعة من ديونه لصندوق النقد الدولي. وفي تلك الأثناء تراجع الين تدريجيا في نهاية الأسبوع بسبب البيانات الإيجابية الأميركية، ليصل إلى أعلى مستوى له عند 123.72. وساعدت البيانات الإيجابية اليابانية إضافة إلى البيانات المخيبة للآمال لسوق العمل على استعادة الين لبعض من خسائره في نهاية الأسبوع. وارتفع الفرنك السويسري كذلك في بداية الأسبوع مع دفع المخاوف حيال الأزمة المتفاقمة في اليونان المستثمرين إلى ملاجئ آمنة. وفي الوقت ذاته، كان ارتفاع الفرنك محدودا، إذ قال البنك الوطني السويسري إنه تدخل في الأسواق ليضعف الفرنك. وبدأ الفرنك الأسبوع عند مستوى 0.9389 وارتفع بشكل قوي ليصل إلى 0.9241، ليتراجع بعدها مقابل الدولار بسبب تدخل البنك الوطني السويسري، وإضافة لذلك، أدت البيانات الإيجابية الأميركية إلى رفع الدولار مقابل الفرنك السويسري. وانخفض الدولار مقابل الفرنك بعد بلوغه أعلى مستوى له عند 0.9506، إذ ان النتائج المخيبة للآمال للرواتب غير الزراعية دفعت الدولار مقابل الفرنك للإغلاق عند مستوى 0.9404. الاقتصاد الأميركي أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي أضاف عددا أقل من المتوقع من الوظائف في الشهر الماضي، ما خفف من التوقعات في شأن رفع أسعار الفائدة. فقد قالت وزارة العمل في تقرير لها إن الاقتصاد أضاف 223،000 وظيفة في يونيو، مقارنة بتوقعات بلغت 230،000. وكان قد تم خفض رقم مايو بعد المراجعة من 262،000 إلى 254،000، وإضافة لذلك، انخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ سبع سنوات ليصل إلى 5.3 في المئة مع ترك المزيد من الأشخاص سوق العمل. وكان الاقتصاديون قد توقعوا أن ينخفض معدل البطالة إلى 5.4 في المئة، وما زالت البيانات تشير إلى استمار التحسن في سوق العمل. وفي الوقت ذاته انخفض معدل الدخل في الساعة في أميركا بأكثر مما كان متوقعا في الشهر الماضي. وقال المكتب الأميركي لإحصاءات سوق العمل، التابع لوزارة العمل في تقرير له إن معدل الدخل في الساعة في أميركا انخفض من 0.2 في المئة خلال الشهر السابق بعد التعديل من 0.3 في المئة إلى 0.0 في المئة بعد التعديل الموسمي هذا الشهر. وإضافة لذلك، ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات إعانة البطالة الأسبوع الماضي بأكثر مما كان متوقعا، ولكنه بقي ضمن نطاق يتماشى مع سوق عمل قوي. وقالت وزارة العمل إن عدد الأشخاص المتقدمين بطلبات أولية لإعانة البطالة في الأسبوع المنتهي في 26 يونيو ارتفع بمقدار 10،000 من 271،000 في الأسبوع السابق إلى 281،000 هذا الأسبوع. أوروبا تباطأ نمو قطاع التصنيع البريطاني بشكل غير متوقع في يونيو ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من سنتين، وذلك بسبب انخفاض الطلب على الصادرات من أوروبا في ظل ارتفاع الجنيه الإسترليني. فقد انخفض مؤشر مديري الشراء للتصنيع بحسب مؤسسة ماركيت من 51.9 في مايو بعد التعديل إلى 51.4 في يونيو، وهي القراءة الأضعف منذ أبريل 2013، وأقل من التوقعات بتحسن طفيف إلى 52.5، ولا تزال هذه القراءة تشير إلى نمو، حيث إنها فوق قراءة 50. وازداد نشاط الإنشاءات في بريطانيا في يونيو بأسرع وتيرة له منذ اربعة أشهر. فقد ارتفع مؤشر مديري الشراء الشهري بحسب مؤسسة ماركيت من 55.9 في مايو إلى 58.1 في يونيو، وهو الارتفاع الأكبر له منذ سنة وأعلى من توقعات السوق. آسيا نما قطاع التصنيع في الصين بشكل طفيف في يونيو، رغم أنه لم يكن على قدر التوقعات، ما يشير إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يكون قد بدأ في الاستقرار بعد سلسلة من إجراءات الدعم. فقد سجل مؤشر مديري الشراء 50.2 في يونيو، وهي القراءة ذاتها التي سجلها الشهر السابق. وكان المحللون قد توقعوا أن المؤشر سيرتفع قليلا إلى 50.3، ولكن النمو بقي فاترا، مع قراءة أعلى بقليل من مستوى 50 الذي يفصل ما بين الانكماش والنمو بشكل شهري. الكويت بدأ التداول بالدينار الكويتي مقابل الدولار صباح الأحد عند مستوى 0.30230.
مشاركة :