سوالف «طفاش»

  • 7/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما انطلق الجزء الأول من هذا العمل الدرامي في عام 2009، كان واضح الملامح، إذ تتكشف للمشاهد المتخصص والآخر البسيط خارطة العمل، فهو مسلسل: (كوميدي- ثراثي شعبي)، وكان لكل حلقة هدف واضح تحت مظلة مسلسل ذو قيمة فكرية معينة، لذلك حقق جذبا واسعا للمشاهد البحريني مع أنه لم يجد الدعم الملائم من الجهات المعنية في المملكة، وأن عرضه تم في إحدى القنوات الإماراتية، وهذه النسبة الكبرى من المشاهدة لم تقتصر على الجمهور البحريني فحسب بل تخطته للمشاهد الخليجي والعربي أيضا. وكذلك الأمر بالنسبة للجزء الثاني الذي أنتجته هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين في العام التالي (2010)، ولكن بعد غياب أربع أو خمس سنوات طالعنا تلفزيون البحرين بهذا العمل المتواضع (طفاش 3)، الذي يخلو من فكرة عامة ككل، كما تخلو حلقاته من الأفكار الجزئية العميقة، ويفتقر للموضوعية، فأنت كمشاهد ينقلك الزمن إلى التراث الشعبي، بيد أنه انتقال مشوه، ففي إحدى الحلقات تتم الاستعانة بالفلاح المصري البلديات (الصعيدي) الذي طعمت به إحدى الحلقات، والحق أن تراثنا الشعبي لم يشهد عمل الفلاح المصري في الزراعة، وربما يحمل العمل ميزة بأنه لم يحدد الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، هل هي في الأربعينيات أو الخمسينيات أو قبل أو بعد، ولكن بشكل دقيق علاقتنا بدأت بالأشقاء المصريين في أواخر الخمسينيات وما بعدها، وأغلبهم مختصون في التعليم بالدرجة الأولى، وبعض المجالات الأخرى، وهي أولا وأخيراً بعيدة عن الزراعة، لذلك هذه الفكرة (كنموذج) مبتذلة وجوفاء، والعكس صحيح لو أنهم استعانوا بشخصية سعودية (شرقية) أو عمانية، لأنهما عنصران بشريان عملا في هذا الحقل فترة الثلاثينيات والأربعينيات وحتى الخمسينيات من القرن المنصرم. ومن البُعد الشعبي إلى الطابع الكوميدي الذي شذ عن سابقيه (طفاش 1 و 2)، ففي إحدى الحلقات تستخدم الفنانة (سلوى بخيت) عكازا أو عصا لتحويل شخصيتين إلى أقزام، وتخرج من العصا إضاءة أو ليزر يذكر المشاهد بمسلسل الأطفال (حسن ونور السنا) الذي أنتج قبل 20 عاما، فأنت لا تعلم هل هو كوميديا أم فنتازيا، أضف لذلك أن غالبية الحوارات مبنية على الصراخ أو الخلافات بين الشخوص ولا تمت للموقف بصلة، وهذه مجرد نماذج وإلا فالثغرات كثيرة في النص، مع أن الإخراج متين والتصوير والإضاءة طوعوا بشكل جيد، عدا عن الممثلين الذين هم نخبة من فناني البحرين ولهم باع طويل في التمثيل. طبعاً المشاهد البحريني لا يتوقع أن تقدم الجهات المعنية عملا بمستوى باب الحارة مثلا، لأن الإمكانيات محدودة، كميزانية العمل أو عدد الممثلين وكفاءتهم (نسبياً)، كما أننا نفتقر للكتاب وأكثرهم غير متفرغين، أما مخرجينا ومن يرد البروز من الممثلين فيسابق الريح نحو دولة الكويت أو الإمارات اللتان تشهدان نمو لشركات الإنتاج التي تشكل إضافة أو سند لوزارة الإعلام، حتى أصبح جملة من الممثلين يمتهنون التمثيل فقط كعمل، وليسوا هواة كما هو الحال عندنا حيث تسود مقولة (الفن ما يأكل عيش)، فالمشاهد البحريني كما قلنا لا يتوقع تقديم عمل بمستوى باب الحارة ولكنه دون شك لا يتمنى تقديم عمل أقل من مستوى (سوالف أم هلال) الذي أنتج قبل ثلاثة عقود وكان قريباً من قلب المشاهد لتلمسة واقع الحياة للمواطنين. محصلة القول أن الكثير من المشاهدين لم يقنعهم (طفاش 3)، ومع خالص الاحترام لطاقم العمل؛ نتمنى من الجهات المعنية مراجعة النصوص بشكل أدق، والاجتهاد في تطويرها، وزيادة الميزانية لتقديم أعمال أكثر وذات جودة عالية. بدر الحاج

مشاركة :