تراجع أعداد المشاكل والقضايا لدى مكاتب المُحاماة الدوحة - هبة البيه: عزا عددٌ من الخبراء تراجع حالات الطلاق مؤخراً إلى زيادة الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة والتقارب الذي نتج عن مكوث المواطنين والمُقيمين في منازلهم التزاماً بالإجراءات الاحترازيّة للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، ما عزّز الترابط الأسري وجمع شمل الكثيرين ممن كانت مشاغل الحياة المختلفة تحرمهم من الجلوس سوياً لفترات طويلة. وقال الخبراء، في تصريحات ل الراية ، إن أزمة كورونا شكلت فرصة لاستعادة الأسرة مفهومها الأصيل في قوة الترابط الوثيق بين أفرادها والتجمّع على طاولة واحدة للطعام، بالإضافة إلى استغلال الوقت في النقاش في الكثير من الموضوعات التي تهمّ أفراد الأسرة، كما عززت تواصل الأب والأم مع الأبناء والتعرّف أكثر على قدراتهم واحتياجاتهم والفوارق الشخصيّة بينهم. وأضافوا إن هذه الأزمة أدّت إلى إعادة ترتيب الأولويات على المستوى الأسري والشخصي وزادت من الوعي المجتمعي بدور الأسرة وأهمية الحفاظ على الروابط الأسرية وتعزيزها وزيادة الإحساس كذلك بالمسؤولية تجاه استقرار الأسرة. وأكدوا أن تراجعاً كبيراً حدث في المشاكل والقضايا الأسريّة التي كانت تستقبلها مكاتب المحاماة والاستشارات الأسرية، مُعربين عن أملهم في أن تعزّز هذه الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العالم أجمع التماسك الأسري وتزيد الترابط حتى بعد رفع القيود المفروضة وانتهاء هذه الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها. كانت إحصائية حديثة صدرت مؤخراً عن جهاز التخطيط والإحصاء كشفت عن انخفاض كبير في حالات الطلاق خلال شهر أبريل الماضي بنسبة بلغت 85% عن شهر مارس، وبنسبة 88% مُقارنة بشهر أبريل من العام الماضي. طارق الكبيسي: تأجيل قضايا الطلاق فرصة للصلح ولمّ شمل الأسر قال طارق يوسف الكبيسي المأذون الشرعي: لوحظ انخفاض حالات الطلاق خلال جائحة كورونا والسبب يعود لمكوث الآباء أو الأزواج في المنازل، ما أدّى لاستقرار الأسرة بشكل كبير، خاصة أنه لم تعد هناك مجالس أو أندية أو مقاهٍ وما إلى ذلك من أشياء تشغل الأزواج عن أسرهم نوعاً ما. وأضاف: العديد من القضايا الأسرية تمّ تأجيلها الفترة الماضية، ما قد يؤدّي للصلح في العديد منها بعد مراجعة النفس، خاصة أن غالبية المُتقاضين قد يشعرون بالندم لاستعجالهم في إقامة دعاوى الطلاق، فالانفصال السريع أشبه بالكسر السريع، والتأجيل في البتّ يؤثر إيجاباً ويعطي فرصة للمّ شمل الأسرة. وأضاف إن جائحة كورونا تسببت في انخفاض ميزانيات الأسر وتقليل المصروفات، كما زادت المسؤولية الشخصية تجاه الأسرة، ما يؤدّي إلى تقليل الخلافات الأسريّة، مشيراً إلى أن العديد من الآباء أعادوا اكتشاف أسرهم وأبنائهم خلال هذه الأزمة وزاد الاستقرار والعطاء فيما بينهم. د.عايش القحطاني: البقاء بالمنزل جعل الأسر أكثر اهتماماً بالتقارب أكد الدكتور عايش القحطاني، مستشار أسري ومُرشد نفسي ومجتمعي، أن تراجع حالات الطلاق يعود إلى زيادة الوعي الأسري الذي فرضته جائحة كورونا وكثرة البرامج التي طرحت خلال الفترة الماضية لكيفية قضاء الوقت مع الأسرة. وتابع: المكوث في المنزل وجلوس رب الأسرة مع زوجته وأبنائه لفترات طويلة عزّز من الروابط الأسريّة وزاد من قوتها، كما زاد من فهم الناس لبعضهم بعضاً ومن اهتمام كل طرف بالآخر. وأضاف: الاستفسارات الأسريّة خلال الفترة الماضية اختلفت فأصبحت تركز على كيفية تقوية العلاقة وفهم الطرف الآخر وسمات الشخصية وكيفية التقارب، فالبقاء بالمنزل جعل الأسر أكثر اهتماماً بالتقارب. ولفت إلى أن تعليق الجلسات وعمل المحاكم جعل الأسر المُتنازعة تبحث عن حلول قد تنتهي بهم للتصالح والتحاور بدلاً من استمرار التقاضي. جذنان الهاجري: تراجع الاستشارات الخاصّة بالنزاعات الأسريّة أكد جذنان الهاجري، المحامي عضو مجلس إدارة جمعية المحامين القطرية، انخفاض حالات الطلاق ورفع الدعاوى الخاصة بالنزاعات الأسريّة، فضلاً عن تراجع الاستشارات الخاصّة بالمشاكل الزوجية والنزاعات الأسريّة. وأضاف: جائحة كورونا كان لها جانب إيجابي في جلوس غالبية الأزواج في منازلهم مع زوجاتهم وأبنائهم وهو شيء إيجابي ومنحهم فرصة للتقارب بشكل أكبر، مشيراً إلى أن هذه الأزمة فرضت على الأسر الشعور بالمسؤولية تجاه بعضهم بعضاً وتنحية الخلافات جانباً. وتابع: هذه الأزمة زادت من استشعار المسؤولية نحو الأسرة وزاد في المقابل المردود الإيجابي والتقارب، ما يجعلنا نؤكد أن هذه الأزمة كانت نافعة وزادت من التقارب والتفاهم والانسجام بين أفراد الأسرة وعززت الاستماع لبعضهم بعضاً بدلاً من التعذّر بالمشاغل الأخرى؛ ما ساهم في النهاية في تراجع نسب الطلاق.
مشاركة :