#شهية الكتابة .. وشيزوفرنيا المجتمع !!

  • 6/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فجأة ودون مقدمات .. أنتابنى إحساس وشعور جديد وغريب جدا ! فاجئني عقلى وقلبى .. وكل حواسى تقريبا بتلك الرغبة العارمة فى العزوف عن كل شيء .. وأنعدام الرغبة فى متابعة أى أمر من أمور الحياة .. لدرجة انى قررت وبإرادتى الابتعاد عن أهم وأحب شيء إلى قلبى .. ألا وهو الابتعاد والعزلة والعزوف عن الكتابة محبوبتي وعشقى الأول والأخير .. فجأة وجدتنى افتقد شهية الكتابة .. حاولت اعرف السر والسبب الرئيسى لتلك الشهية المفقودة وذاك العزوف الجرئ والغريب عن الكتابة رغم الأحداث الكثيرة المتعددة على كافة مجالات ومناحى الحياة التى تحرك كل جوارح إحسآس ومشاعر الكتابة .. ومع هذا ظلت رغبات العزوف وفقدان شهية الكتابة ومتابعة الأحوال والأحداث مستمرة .. إلى أن استوقفني أمر شديد الغرابة هز وجدانى .. وأخرج من داخل اعماقى الإحساس والرغبة فى ألا يمر هذا الأمر على مرور الكرام .. لأنه بالنسبة لى وللكثيرين غيرى أمر شديد الأهمية .. عندما عدت على استحياء لمتابعة صفحتى على الفيس وجدت الكل عبر شبكة التواصل الإجتماعى كلها إلا القليل منهم .. هؤلاء أصابهم حالة إعجاب شديدة تصل إلى حد الانبهار  بتلك الفتاة التى حملت والدتها تذهب بها إلى المستشفيات تبحث لها عن علاج دون أن تخشى على نفسها من الإصابة بفيروس كورونا .. الحقيقة ان حالة الإعجاب والانهيار  التى شاهدتها عبر شبكة التواصل  الإجتماعى فيسبوك فتحت شهيتى للكتابة بالرغم من أنها أصابتنى بصدمة شديدة .. وأصابتنى بالكثير من الخوف والقلق بذهاب المجتمع إلى المزيد من الوجع والتفسخ الإجتماعى للدرجة التى جعلتهم يرون الأمر والشيء الطبيعى أمر خارق وغير طبيعة .. والسؤال الذى يطرح نفسه هل تفسخت العلاقات الإنسانية والأسرية فى المجتمع إلى هذه الدرجة ؟! هل أصبحت طاعة الله فى بر الوالدين أمر خارق للعادة والطبيعة ؟! أم أن عقوق الوالدين أصبح هو الأصل والطبيعى فى تعاملاتنا الإنسانية والمجتمعية .. صدمة واندهاش اصابنى بهذا الإعجاب والانبهار لسلوك الفتاة الطبيعى نحو والدتها .. وهذا الأمر ذكرنى بذاك الحوار الذى دار بينى وبين صديقى الراحل المايسترو صالح سليم قبل رحيلة بسنوات طوال حينها قال : يفزعنى بشدة عند اختيار شخص لعمل ما التشديد على اختياره لأنه شخص أمين ! وكأن الأمانة صفة غير متوافرة فى البشر .. رغم أن الأمانة هى الأساس والأصل فى التعامل .. وعلى نفس فزع المايسترو صالح سليم فى شأن وأمر الأمانة أصبت انا بصدمة فى إعجاب وانبهار التواصل الإجتماعى بفتاة باره بوالدتها .. وكأن المجتمع انقسم وأصبح لديه شيزوفرنيا بين الأمر الطبيعى والغير طبيعى .. وواضح أن هؤلاء المنبهرون والمعجبون ومن لديهم شيزوفرنيا نسوا ان بر الوالدين هو الأصل وعقوقهما هو الاستثناء .. لذا وجب علينا جميعا أن نذكر أنفسنا وأياكم دائما وأبدا أن الحق سبحانه وتعالى أمرنا فى الكثير من محكم آيات القرآن الكريم أمرا واضحا وصريحا ببر الوالدين وحسن معاملتهم منها على سبيل المثال قوله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " الإسراء 23 ، 24 .. ولا ننسى كيف اوصانا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بحسن صحبتهم فى الدنيا فعندما سأله أحد الصحابة عن من أحق بصحبته رد عليه قائلا : " أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك " هذا أمر الله ورسوله فهل أصبحت طاعة الله ورسوله أمر غير طبيعى ؟! أم اننا أصبح لدينا الكثير من شيزوفرنيا فى التعامل مع حقائق وطبائع الأمور ؟! أم أننا أصبحنا نرسخ بأيدينا قواعد إنهيار وتفكك أسس الدين .. وللتفكك قواعد ومبادئ حسن الخلق فى المجتمع .. ولأصحابنا عبر التواصل الإجتماعى أحذروا ان تكونوا أداه من أدوات التفكك والهدم الإجتماعى .. ونشر الشيزوفرنيا المجتمعية .. استقيموا يرحمكم الله .

مشاركة :