الحظر embargo كلمة شائعة الاستخدام ومتعددة الأغراض فهناك حظر تجاري أو اقتصادي وهناك حظر سياسي وهناك حظر صحي وهناك حظر اجتماعي وحاليًا تستخدم الكلمة في التعامل الإلكتروني كحظر البريد وحظر الحساب وحظر الاتصال الهاتفي وحظر الوتس أب، وأكثر ما ينصرف إلى الذهن في حالة ذكر كلمة الحظر هو حظر التجول وعادة لا يكون هناك فرض أي «حظر» تجول يمكن الزام الناس به إلا إذا كان هناك أمرًا ذي بال فتكون الحاجة الى تطبيقه لتحقيق مصلحة كبرى أو درء مفسدة كبرى، ومن كلمة حظر اشتق مصطلح «المحظورات» ففي الفقه والشرع الإسلامي ارتبط هذا المصطلح ببعض العبادات مثل محظورات الإحرام في الحج وعلى الحاج أن يراعيها أثناء نسكه ومحظورات الصلاة وعلى من أراد الصلاة أن يراعيها عند صلاته وهكذا في بقية الأمور وفِي الحياة عندما تحل بالمجتمعات بعض الأزمات تحتاج إلى القيام في تطبيق نظام الحظر وأزمة فيروس كورنا كوفيد ١٩ التي نمر بها الآن خير مثال لذلك، حيث من الأيام الأولى فرضت بعض الدول حظرًا للتجول لمنع انتشار المرض وفِي ذلك إيجابيات كثيرة تنعكس على الحياة والتخلص من المرض أو على الأقل الوقوف في وجهه كي لا ينتشر بالإضافة إلى منع وحظر الأمور التي تساعد على انتشار الفيروس ومنعها استباقيًا وهي أمور مقدور عليها ويسهل على أفراد المجتمع الإتيان بها مثل المصافحة محظورة وعدم وضع كمامة محظور أي يجب لبس كمامة، والتقارب الجسدي محظور فلابد من التباعد الجسدي والزيارات والتجمعات والمصليات والمولات والمدارس والجامعات كل ذلك محظور.ان فرض الحظر الجزئي أو المؤقت بساعات محددة وقليلة ممكن أن تحظى بالتطبيق لكن المشكلة تكمن في حظر التجول الكلي أي ٢٤ ساعة وعلى مدار أيام فهو مشقة على الأسر والعوائل وعلى التجارة والحياة عمومًا وتزداد صعوبته عند من يسكنون الشقق والبيوت الصغيرة كما تزداد ضراوته على العوائل والأسر التي تجمع بين صغر المسكن وكثرة أفراد العائلة، ولذلك كان العنوان حظر التجول بين الإيجابية والسلبية فمهما تكن ايجابية الحظر الكامل أو الجزئي طويل الساعات وما يحققه أو ينتج عنه من مصالح صحية إلا أنه سيترك أثارًا سلبية اجتماعية ونفسية واقتصادية بالغة الأثر، ومن هنا نناشد الجهات الرسمية التي تقوم على تقييم الوضع في التعامل مع جائحة كورونا أن تأخذ في الحسبان ما يترتب على الحظر الكامل أو الجزئي طويل الساعات من آثار على الانسان والمجتمع والحياة خاصة صغار السن والمراهقين من سلبيات وأن يكون الحظر الكلي أو الجزئي في أضيق الحدود فمهما حاول الآباء والأمهات من اقناع أفراد العائلة بالالتزام إلا أنهم يواجهون صعوبة في ذلك كما ان التعامل مع انتشار الفيروس يعتمد على الخمسة الأمور الأساسية التي وجه معالي وزير الصحة الالتزام بها وهي عدم المصافحة والتباعد الجسدي وغسل اليدين بالماء والصابون ولبس الكمامة وفِي حالة ظهور أي أعراض المبادرة بالحجر الصحي والابلاغ وقد وضحت حلا لذلك في مقال سابق بعنوان «العقوبات وتهيئة المستشفيات هما الحل» لان موضوع الفيروس تحول من حالة طارئة الى حالة مزمنة وكما هو معروف ان معالجة المزمن ليس كالطارئ.
مشاركة :