الحساوي: أزمة «كورونا» فرصة للتخلص من السلوكيات الاستهلاكية

  • 6/19/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دعا مدرب الثقافة والوعي المالي، عبدالله الحساوي، إلى انشاء مؤسسة محلية أو اتحادية تتبنى نشر الثقافة والوعي المالي في المجتمع، حيث تقتصر الجهود في هذا المجال على مبادرات شخصية وممارسات متفرقة، رغم أهميتها للمجتمع، مؤكداً أن هذه المرحلة ستمضي وتعود الحياة مثل السابق، ويجب استغلال هذه الفرصة لإعادة النظر في إدارة الأموال الشخصية بطريقة أفضل. وأوضح الحساوي أن أزمة «كورونا»، تمثل فرصة مناسبة للأفراد والأسر للتخلص من العادات والسلوكيات الاستهلاكية المنتشرة في المجتمع والتي تمثل عبئاً على ميزانية الأسرة والفرد، مشيراً خلال المحاضرة التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، مساء أول من أمس، عن بعد، تحت عنوان «إدارة المصروفات الشخصية بعد مرحلة كورونا»، الى أن أهم مشكلة تواجه الأسر في هذا المجال هي كيفية تعليم الأطفال مهارات إدارة مصروفاتهم المالية، ناصحاً أن تبدأ الاسرة باكساب الأطفال هذه المهارات مبكراً باستخدام وسائل وطرق حديثة ومناسبة لهم. 3 محاور وحدد الحساوي، الذي يقدم البرنامج الإذاعي «عيادة مالية»، ثلاثة محاور رئيسة للتحكم في المصروفات الشخصية، يتمثل الأول في تغيير العادات والسلوكيات الاستهلاكية، ويتطلب ذلك التخلص من القناعات الاستهلاكية التي يؤمن بها الشخص، مثل «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» وغيرها، وتحليل احتياجات الأسرة للتعرف الى الضروريات والكماليات، وهو ما تحقق لدى الكثيرين في ظل الأزمة الحالية. أما الثاني فيتمثل في استخدام أدوات مناسبة لإدارة الامور المالية، مثل وضع ميزانية شهرية للأسرة، وتخصيص حساب للطوارئ يتضمن مصروفات الاسرة لمدة تراوح بين ثلاثة وستة شهور. ويركز المحور الثالث على معرفة واستخدام المهارات اللازمة لإدارة الأمور المالية، مثل مهارة التخطيط المالي، ومهارة التسوق الذكي التي تتضمن أساليب ذكية كالتفاوض والمقارنة بين السلع والبحث عن العروض الترويجية، والاهتمام فقط بالعروض الترويجية على السلع التي نحتاج إليها. الاستهلاك التفاخري وحذر الحساوي مما سمّاه بـ«الاستهلاك التفاخري»، والتأثر بنجوم منصات التواصل الاجتماعي، وما ينتج عنه من رغبة الأشخاص في الحصول على سلع تشبه تلك التي يروجون لها. موضحاً أن هذه الأزمة لم تكن موجودة في بدايات القرن الحالي، وكان الإنسان يتأثر بأذواق المحيطين به وما يراه لديهم من سلع، ولكن مع انتشار ظاهرة المؤثرين الاجتماعيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقيامهم بالترويج لسلع ونمط حياة استهلاكي معين، أصبح الكثيرون يتأثرون بهم ويحاولون تقليدهم والحصول على السلع التي يروجون لها، وهو ما يسمى بالاستهلاك التفاخري. مضيفاً: «إذا كنت لا تستطيع التحكم في سلوكك الاستهلاكي، فعليك التوقف عن متابعة هؤلاء المؤثرين، أو اختيار من يقدم محتوى مفيداً بعيداً عن الترويج والدعاية للمنتجات». أفكار لمشروعات جديدة وعن المشروعات الاقتصادية في مرحلة ما بعد «كورونا»؛ نصح عبدالله الحساوي من يرغب في إطلاق مشروع خاص أن يدرس الفكرة جيداً، والتركيز على الأفكار المرتبطة بتقديم حلول لمشكلة موجودة في المجتمع، أو التي تلبي حاجة عند العميل، ويمكن تحديد هذه الأفكار بناء على دراسة السوق بدقة، مع ملاحظة التغير الذي احدثته أزمة «كورونا» في نمط السلوك الاستهلاكي لدى الناس، مثل زيادة التوجه نحو التسوق الإلكتروني. وعن اختلاف القدرة على إدارة المصروفات بين الرجل والمرأة؛ أشار إلى أن هذه المهارات تختلف من شخص لآخر بصرف النظر عن الجنس، ناصحاً النساء بالتروي في الشراء عند القيام بالتسوق من أجل التسلية، أما في مجال الاستثمار فيمكنهن شراء سبائك الذهب عيار 24 قيراطاً، خصوصاً إذا كان الاستثمار بمبالغ قليلة. وأوضح أن معظم السيدات يغفلن التخطيط لمرحلة ما بعد التقاعد. مشدداً على ضرورة صياغة اهداف مستقبلية في هذه المرحلة، من أهمها التخطيط لمرحلة ما بعد التقاعد بعد تحديد النمط الذي سيعيشه الانسان بعد التقاعد، مع مراعاة أن تكون الخطط ملائمة وواقعية. سلوكيات الخوف من الأزمات حذّر مدرب الثقافة والوعي المالي، عبدالله الحساوي، من السلوكيات الاستهلاكية الناتجة عن الشعور بالخوف من ارتفاع الأسعار في فترات الأزمات وما بعدها، وأضاف: «أنا ضد النزعة السلوكية الشرائية الناتجة عن الفزع من ارتفاع الأسعار في الازمات، أو الخوف من نقص السلع في الأسواق، ولمقاومة هذا السلوك هناك مهارات كثيرة يجب اكتسابها، مثل إيجاد بدائل للسلع بالجودة نفسها، وتغيير السلوكيات بهدف التعايش مع نمط غير معتاد بسبب هذه الازمة، ووضع خارطة طريق من خلال صياغة أهداف مالية قريبة وبعيدة المدى، والالتزام بسلوكيات التوفير، وتعليم الأبناء الثقافة المالية في سن مبكرة مثل تعليم الطفل ادخار العيدية او إعطائه مبلغاً معيناً يشتري به أشياء محددة». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :