قصيدة الصوت ورائحة المعنى

  • 6/19/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لـ الصوت الذي يشبه الشعر.. لـ الشعر الذي يشبه الهوية.. لـ الهوية في حضرة الغياب. فمن يرسل لك قصيدة لدرويش (فجأة! ) يحاول بقدر الإمكان أن تسافر معه لأقاصي الهديل، فالأمل المنكسر في ثنايا المطالع - يحتاج لجراحٍ واسعة- حتى تذوب الكلمات في فم الإحتمال! لدرويش بين الشعراء حظوة الشاطر، وسمعة الغرباء، لم يكن وحيداً في سهوب المعنى، ولكن (الفردانية) تأخذ من حضوره سقياها، كيف يضيء الكلمات بصحو نبرته، وكيف يدهشك بقاموس الاستطاعه، ايقاع القصيدة له حيوية اللحن ورزانة الوزن، ومن جعل من رمل الكلمات مرايا للمعاني، ومن شفع للورق عند أمهات الأشجار.. أحال.. الحب نجمة، والأمل حدساً، والأنثى أفقاً، والنفس حيرة، والضوء لؤلؤاً، والفراشة فجراً، والحلم بحيرة، والغياب إهتياجاً.. أعطى الكلمات ظلاً للأبد بلون صوته.. ونداء الحارس الليلي حين ناداه ليعدل وصيته الاخيرة، فكانت وصيته أن نثق بالماء واعتبرنا سكان الاغنية! لبلادٍ عبرت عنها الخرائط، كان ينسج الفجر والخبز والهوية، إعتبر الوطن جوهرة تشع من بعيد، متجاهلاً أدخنة المدافع، الأدخنة التي أصبحت ضباباً! يتسرب الشعراء من قوانين المتنبي ومباهاته، إلى حكاية درويش وملائكته الصغار بيننا كالقصائد.. الحب واللاشيء في صورته الأولى كعنقاء عند أمسه شك يمد اللهفة بوقود الحيرة وزيارة الضوء البعيد بغته كحلم يتوقد وخيوط الحكاية شهوداً على السماء وللحديقة ياسمين نسيته في الجداريات وللمساء شموعه التي تقطف الرغبات. لون الغروب في النفس، ورائحة الشروق.. تلك فلسفة المسافة بين اللون والرائحة.. حياً بينها - درويش- كمستقلبها وأن كان يبدو عابراً! والهوية التي تقول ماذا تريد لكي أقول لك - متردداً- من أنت؟

مشاركة :