قصيدة الصوت ورائحة المعنى

  • 6/26/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لـ الصوت الذي يشبه الشعر.. لـ الشعر الذي يشبه الهوية.. لـ الهوية في حضرة الغياب. فمن يرسل لك قصيدة لدرويش (فجأة!) يحاول إن أمكن أن يأخذك معه لأقاصي الهديل، فالأمل المنكسر في ثنايا المطالع - يحتاج لجراحٍ واسعة- كرؤية الكلمات تذوب في فم الإحتمال! لمحمود درويش بين الشعراء حظوة الشاطر، وسمعة الغرباء. لم يكن وحيداً في سهوب المعنى، ولكن (الفردانية) أخذت من حضوره سقياها. كيف يضيء الكلمات بصحو نبرته، وكيف يدهشك بقاموس الإستطاعة! إيقاع القصيدة له حيوية اللحن ورزانة الوزن. معاً إكتشفنا انه جعل من رمل الكلمات مرايا للمعاني، وشفاعة للورق عند أمهاتها -الأشجار- أحال الحب نجمة، والأمل حدساً، والأنثى أفقاً ، والنفس حيرة، والضوء لؤلؤة.، والفراشة فجراً، والحلم بحيرة، والغياب إهتياجاً.. أسقى باطن الكلمات ظلاً للأبد بلون صوته.. ونداء الحارس الليلي حين ناداه لتعديل وصيته الاخيرة. قال: ثقوا بالماء يا سكان اغنيتي. عاش لبلاد تمثلها الخرائط، متغاضياً، ينسج الفجر والخبز والهوية، يرتدي الأمل ، فالوطن جوهرة تشع من بعيد، متجاهلاً أدخنة المدافع ؛ الأدخنة التي أصبحت ضباباً! يتسرب الشعراء من بحار إمريء القيس وظروف المتنبي ورومانسية لوركا - إلى حكاية درويش، و يغدو الصغار بيننا كالقصائد.. الحب، واللاشيء، والمسمى، والتوابع، وحكايات حبهم في صورتها الأولى! شكٌ يمد اللهفة بوقود الحيرة.. وزيارة الضوء البعيد تتوقد كحلم.. وخيوط حكاية شهودها في السماء.. الحديقة تسأل عن ياسمين يناديها في الطرقات.. ولحصار المساء، شموعه التي تقطف الرغبات عنوةً. وللماء لونُ النية في النفس، ولرائحة الشروق حكمة المشاركة.. تلك فلسفة المسافة بين اللون والرائحة.. حياً فيهما كغيمة مُنتظره، وإن كانت عابرة! ووصية بسقف الهوية. تسأل: ماذا تريد؟ لكي أقول لك - متردداً- من أنت؟

مشاركة :