في سبيل تحقيق مصالحه والوصول لمبتغاه، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشتي الطرق لإفشال مبادرات السلام في ليبيا، وظهر ذلك جليا حين عرضت القاهرة مباردة عربية عربية لحل الأزمة، وأعلن أردوغان وحكومة الوفاق صراحة رفضها وأكدا على مواصلة القتال.ويمضي أردوغان جامحا بطموحاته السياسية والنفطية، فأعلن منذ فترة عن أنشطة بلاده المستقبلية في ليبيا، والأهمية الاستراتيجية للمدن التي يسعى للسيطرة عليها بسبب وجود آبار النفط والغاز، بعد أن أكد على أنه سيتم مواصلة العمليات العسكرية، التي تدعم فيها أنقرة ميليشيات حكومة طرابلس، للسيطرة على قاعدة الجفرة الجوية.وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، أعلن أيضا عن أن بلاده تقدمت للحصول على تراخيص التنقيب عن النفط وإنتاجه في ليبيا، وحدد 7 مناطق ليبية لتطلق عمليات التنقيب بها، خلال الأشهر المقبلة.وكل تلك التصريحات تفسر سعي تركيا الدائم لإفشال عملية المفاوضات، أو أي مبادرات بالسلام، ولذلك رفذ المبادرة التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن بلاده ستستمر في دعم حكومة الوفاق الليبية على جميع الأصعدة العسكرية والمدنية.ولم يتوقف أردوغان عند ذلك، بل أرسل فرقاطة من الدرجة الثالثة "الفئة G" إلى المياه الإقليمية الليبية، من أجل تقديم الدعم لحكومة الوفاق ضد الجيش الوطني خلال المعارك الدائرة في محيط سرت، وأعلن عن خطواته المقبلة في التواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين للحصول على دعمهم.وقبل المباردة المصرية، حاول أردوغان التدخل في الازمة، لتبرير تواجده في ليبيا، فبعد موافقة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، على مشروع قانون مذكرة التفاهم الموقَّعة بين تركيا وليبيا والمتعلقة بتحديد "مجالات الصلاحية البحرية" بالبحر المتوسط، برر أردوغان بان مذكرة التفاهم حول المناطق البحرية مع ليبيا "لا رجعة عنها"، وأوضح أن "القضية طُرِحت من قبل ألمانيا وفرنسا خلال القمة الرباعية في لندن حول سوريا".وفي يناير الماضي، وقبل ساعات من مؤتمر برلين حول النزاع الليبي، شدد الرئيس التركي على أهمية دور بلاده في ليبيا، وقال إن الطريق المؤدي إلى السلام في ليبيا يمر عبر تركيا وكشف عن خطته، بقوله: "سنقوم بتدريب قوات الأمن الليبية والمساهمة في قتالها ضد الإرهاب والاتجار بالبشر".وتزرع كعادته بالدول الأوروبي، قائلا: "على الاتحاد الأوروبي أن يظهر للعالم أنه لاعب مهم في الساحة الدولية. وينبغي ألا ننسى أن أوروبا ستواجه مشاكل وتهديدات جديدة إذا جرى إسقاط الحكومة الشرعية في ليبيا"، رغم أنه بات هو التهديد الرئيسي لأوروبا حاليا بعد إرسال مئات المرتزقة والمليشيات الإرهابية للقيام بدوره بليبيا.
مشاركة :