رحمة الله عليك يا دكتور وديع أحمد كابلي. رحلت عن أهلك وأبنائك وأصحابك ومحبيك. وأنت شمعة تشع نوراً ودفئاً. كنت علماً وأستاذاً جهبذاً نطاسياً في الاقتصاد والمال والأعمال تخرج من تحت يدك أجيال وأجيال.يرحمك الله أيها الصديق الصدوق لأصدقائك الذي لا تشاهده إلا مبتسماً ضاحكاً مستبشراً. صاحب رأي وفكر وتواجد وحضور. يبهرك في سكوته وكلامه ويجذبك بابتسامته وممازحته وحسن خلقه.نعم تألمت كثيراً عندما فجعت بموت علم منير مشع صدوق صادق ينزوي فجأة بدون مقدمات. نعم كانت صدمة قوية أربكتني وآلمتني. لم أكن مستعداً لها أبداً يا صديقي. وتقبلتها إيماناً بالقضاء والقدر وتسليماً لسنة الحياة. لكن ذلك لا يقلل أبداً من أثر هذه الصدمة المزلزلة على نفسي وما أحدثته من حرقة وألم. تصبرت وتحملت جللها في أحشائي يا صديقي.نعم كل من عرفك يشهد بجمال خلقك وغزارة علمك ومعرفتك وتواضعك. فقد كنت زوجاً محباً عرف ذلك فيك كل من صاحبك. أباً حنوناً لمس ذلك كل من اقترب منك. صديقاً صدوقاً لأصدقائك. محبوباً لمن عرفك وتعامل معك.وداعاً يا علم الاقتصاد ويا مدرس الأجيال. وَدَاعَاً لصاحب القلب الأبيض والقلم الرشيق كما وصفه الصديق جميل الذيابي.وداعاً أيها القامة الباسقة المثمرة. الذي لا يجامل أبداً في ما يظنه حقاً وصواباً. وداعاً لمن كان حاضراً دائماً في وجوده وغيابه وفي صمته وحديثه. رحم الله الخبير السابق في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والمستشار لمختلف الحكومات والمؤسسات الخاصة، الذي كتب العديد من الكتب المتعلقة بالقضايا الاقتصادية ومنها الاقتصاد بعد الازدهار الاقتصادي والاقتصاد بين النظرية والتطبيق.وداعاً لمن رحل وديعاً هادئاً بدون ضجيج محدثاً زلزالاً في نفوس محبيه. سائلاً المولى أن يسكنك فسيح جناته ويرضيك ويرضى عنك ويصبر ذويك ومحبيك وداعاً يا وديع.كاتب سعوديyamani.osama@gmail.com< Previous PageNext Page >
مشاركة :