تكاد تكون جميع اللحظات مرعبة وأكثر قلقاً من الغارقين في ظلمات الجهل، الذين صنعوا ثقافة التبعية القائمة على الطاعة العمياء والخضوع المطلق، وأدى ذلك إلى الانحدار نحو صراع ومؤثرات حولت البشر إلى كائنات غير آملة، لمع الغدر في عيونهم، وسكن الحرمان عقولهم وقتلوا الأمل واستبدلوا الخير بالشر، والطريف في الأمر أن هذه الأنواع لها غايات ومهام سرية قصيرة الأجل، يحمل كل منهم وثيقة غامضة ترمي إلى انعدام الشعور بالألم واضطراب النفوس، وقبل مواصلة الحديث عن الفقرة المحورية في النص علينا قراءة قائمة المنظمات الموصوفة بالإرهابية وتأكيد إدانتها وتحركاتها وأغلبها إما حركة إسلامية أو جماعة إسلامية أو أنصار الإسلام وغيرها من المسميات وحشد الجهود لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة، التي تقوم بإدارتها قوى خارجية. وفي أحد تصريحات وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر قال: إن منطقة الشرق الأوسط تواجدت فيها كل الأديان ولا يمكن التعامل معها إلا من خلال الدين، أي أن اللعب على وتر الدين هو المدخل المناسب لتنفيذ المشروعات التي تصبو إليها الصهيونية العالمية. لذلك على الساسة السعي لإعادة الصياغة التي ألفها الشرق الأوسط، وتحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة بعد نشر هذه الفوضى داخل المجتمع الواحد، وكشف الستار عن اللعبة التي تحاك ضد الأمة العربية انطلاقاً من موجة الصراعات الطائفية. فلسوف يضطرون إلى تحطيم أنفسهم والجدار الذي يعزلهم عن الحق والصواب، ويبحث كل منهم عما يجعله أكثر هيمنة، فإن تكريس الهيمنة حقيقة يؤويها الإنسان في فكره دون خوف؟ ومن المؤسف أن التألق الغربي بدأ من العراق حتى تمت السيطرة عليه ووجدوا ضالتهم لاسيما عندما تم إغراق الشعب في المشكلات الداخلية واختراق التلاحم وتفجير الطائفية حتى وصلت إلى بقية المساجد في دول الخليج. مما يعني الوصول إلى عقول الشباب وحيازة دوافع الجريمة ونفوذ هذه الأطراف إلى ساحات العقول، فالحوار لن يأتي بنتائج مرضية ولن يعيد هؤلاء إلى رشدهم ورفضهم للآخر والمطلوب عقاب صارم، والضرب بيد من حديد على كل من يمس أمن واستقرار البلاد والعباد. ولا زالت الأخبار تحمل المزيد من سلسلة انفجارات لسيارات وبراميل مفخخة في أنحاء الوطن العربي، هل هو صراع الهويات بدافع الدفاع عنها والتضحية من أجلها؟ (أم أن الإصرار على التمسك بالهوية قد حتم التلقائية ونفى أي تصنّع أو افتعال قد يعجل بانهيار هذه الهوية، والضغوط لا تؤدي إلى حلول فكل هوية تتوهم أنها الأكثر تميزاً وتفرداً واكتمالاً ما يقود إلى نشوب صراع بين الإنسان وعلاقته بالقديم والجديد، بالتاريخي وبالحديث، ويتأسس هذا الموقف الذي يدافع عنها بوصفه موقفاً متأثراً بانتمائه ولا يستطيع تجاوزه حسبما أكده "إريك فروم"). فمتى يكون الإنسان بحجم قيمته الحقيقية ويتبنى جميع أفعاله ولا ينسبها إلى أي جهة أو منظمة يرتبط وجود ذاته بحقيقة انتمائه ويعوض ما فقد ويلغي ما وجد، ويتوازن في التطابق، وماكان لهذه الرؤية أن تتم دون دعم الشخص للكرامة الإنسانية وحماية الحريات، ومزيداً من إرسال تعزيزات تنقذ الواقع من مطارادات ثلاثية: الغرائز والعنف والثقافة وأضف لها الصهيونية.
مشاركة :