ثمانية أيام حاسمة و خطيرة يترقبها الشارع الفلسطيني بشكل خاص و منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، فإما أن تؤجل حكومة الاحتلال قرار الضم الاستيطاني للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية في الأول من تموز القادم، أو تتجه الأوضاع للتصعيد وعدم الاستقرار ردا على قرار الضم الإسرائيلي. فالوقائع على الأرض متقلبة، خاصة مع بروز بعض الخلافات بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ومعارضة حلفاء لنتنياهو بمجلس الشيوخ الأمريكي لخطة الضم ، وأيضا وجود معارضة إسرائيلية داخلية لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، والتهديدات الفلسطينية الرافضة لمخططات الضم الإسرائيلية لأراضي الضفة . تأجيل خطة الضمورأي رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الإثنين، أنه لن يكون هناك ضم يوم الأربعاء المقبل، وهو الموعد الذي حدده رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لبدء الإجراءات لذلك. وقال لابيد في تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة: ” حكومة نتنياهو تحاول صرف الانتباه عما وصفه بفشلها الذريع في إدارة أزمة الكورونا “. وتصريحات لابيد هذه أتت في ظل تهديد أطلقه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، ضد حليفه في الحكومة وزير الجيش ورئيس الوزراء البديل بيني جانتس، إما أن يدعم قرار الضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن، أو الذهاب لانتخابات جديدة، وأنه لا يوجد حلول وسط، إما سيادة أو انتخابات، وذلك وفق ما ذكرته صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية . و نتنياهو يتخوف من بعض أحزاب اليمين التي قد تتراجع تحت ضغوط أميركية، ما لا يسمح له بالحصول على دعم الأغلبية في الحكومة لتطبيق خطة الضم الاستيطانية. ومن جهتها، نقلت صحيفة “معاريف ” الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية في تقديرات لها، أن تنفيذ عملية الضم قد يتأخر عن موعده المعلن في الأول من الشهر المقبل، وذلك يعود لوجود خلافات داخل حكومة الاحتلال وكذلك الإدارة الأميركية بشأن هذه الخطة. تحذيرات إماراتية وفي هذا الخضم من الترقب في المنطقة، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر:” واثق من أن إسرائيل قد تأخذ في الحسبان تحذيرات دول الخليج، وخاصة تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش من تداعيات الضم”. وقال شينكر للإذاعة الإسرائيلية الرسمية ” مكان”، إن إسرائيل اتخذت في الماضي قرارات صائبة حيال علاقاتها مع الدول العربية وأنها ستقوم بذلك الان أيضا. يذكر أن الاتفاق بين حزبي “كاحول لافان” والليكود يشترط التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ومع دول إقليمية (قبل الضم)، وإنه يجب التأكد من عدم الإضرار باتفاق السلام مع الأردن وباستقرار المنطقة. حشد فلسطينيفلسطينيا تؤخذ كل هذ التداعيات على محمل الجد، فيظل استمرار الرفض الدولي لمشروع الضم، ونلمس ذلك من خلال ما قاله، اليوم الإثنين، أمین سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحریر الفلسطينية صائب عریقات ، إن هناك وثيقة ستصدر عن الكونغرس الأمريكي خلال الساعات المقبلة وقع عليها لغاية اللحظة أكثر من 150 عضوا ضد الضم، وبأنه أصبح هناك ائتلاف دولي غیر مسبوق ضد الضم، مشیرا إلى أنه یوجد 192 دولة من أصل 194 عدد أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضت خطة الضم الإسرائيلية “. وكذلك أيضا ما قاله عضو اللجنة المركزية لفتح نبيل أبو ردينة، الليلة الماضية، إن الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة وخطرة، لسنا على ثقة بأن إسرائيل وأمريكا ستتراجعان، وعلى هذا الأساس اتخذنا قرارنا بأن الضم مرفوض، والخطوات المقبلة تتوقف على ما سيحصل خلال هذه الأيام العشرة”. ودعت الفصائل الفلسطينية، كافة الجماهيرالفلسطينية والعربية وأحرار العالم، إلى المشاركة الواسعة في الأنشطة والفعاليات الرافضة لمخططات الضم الإسرائيلية لأراضي الضفة، مؤكدة أن اللحظة السياسية الخطيرة الراهنة تستدعي وحدة المواقف الوطنية والقومية والأممية، من أجل إفشال المشاريع الأمريكية والإسرائيلية التصفوية.
مشاركة :