«الزهرة الخدّاعة» تجفف أنهار العراق

  • 6/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

للوهلة الأولى يمكن للمرء أن يُذهل بتلك الزهور الأرجوانية، وأوراقها الخضراء الكبيرة الزاهية الملقّبة بـ«الزهرة الخدّاعة»، التي تطفو على سطح المياه، لكن بطول جذورها الغارقة عميقاً في نهر الفرات، تهدد «زهرة النيل» أنهار العراق، خاصة نهري «دجلة، والفرات». وتمتص كل زهرة يومياً ما بين 4 إلى 5 ليترات من الماء، ويمكنها أن تجفف موارد المياه في الأنهار.ولا توفر هذه الزهرة شيئاً من أهوار المياه المدرجة على لائحة التراث العالمي «لليونيسكو»، للأسماك، والصيادين، والمزارعين وحتى مياه الشرب. وفي زمن وباء «كوفيد-19»، والحظر التام في العراق، لم يتبق الكثير من الأيدي العاملة لمحاولة وقف انتشارها. لذلك، يؤكد جلاب الشريفي أن «الصيادين فقدوا مصادر رزقهم» في جنوب العراق الزراعي الذي يرزح تحت وطأة الجفاف المتزايد والسدود المبنية في تركيا، وإيران، المجاورتين.ولأن المظاهر خدّاعة، فإن «زهرة النيل» الأنيقة التي تم إدخالها إلى العراق قبل نحو 20 عاماً بعدما انتشرت في كل مكان في العالم تقريباً، تختنق تحتها كل حياة.وهذه النبتة التي تعود أصولها إلى أمريكا الجنوبية، أثرت سلباً في أنظمة بيئية عدة، من نيجيريا إلى سريلانكا، مروراً بكينيا، وجنوب غرب فرنسا أيضاً.وتشكل أوراق هذه النبتة، المدرجة منذ عام 2016 في قائمة المفوضية الأوروبية للنبات المجتاح الذي يجب السيطرة عليه، طبقة معتمة على سطح الماء، ما يقلل من كمية الأوكسجين التي تصل إلى مختلف الكائنات البحرية التي تعيش في المياه، ويهددها بالاختناق، والاختفاء بالكامل.ليست الثروة السمكية التي تتأثر فقط، ولا جفاف المياه التي تفقد أيضاً معظم مكوناتها، ولكن الزهرة تضعف أيضاً الإنشاءات المحيطة، إذ إن 100 متر مربع من «زهرة النيل» تزن أكثر من 5 أطنان.في قرية البدعة، يبدو الجسر الممتد على نهر الفرات، كأنه بناء غريب على حقل أخضر هائل.ويقول جليل العبودي، شيخ إحدى عشائر القرية «إذا استمرت زهرة النيل في النمو، فسوف ينهار الجسر وسد البدعة»، ويحرمان مناطق عدة من المياه من محافظة ذي قار إلى البصرة على امتداد مئات الكيلومترات.كما أن «زهرة النيل» تجذب الحيوانات الخطرة، والزواحف كـ«الثعابين»، وليس البعوض الحامل للأمراض فقط، بجانب أن آثار النبتة تتضح مع كل موسم زراعي صيفي، حيث هناك انخفاض في إنتاج الخضر والمحاصيل الصيفية بنسبة تزيد على الثلث، بسبب نقص الري.وتحتاج عملية إزالة الجذور للقضاء على الزهور، إلى معالجة كيميائية ممكنة بحسب الخبراء، لأنها قد تدمر النظام البيئي بأكمله.

مشاركة :