سود وليس ببشرة سوداء: أسوشيتد برس تغير معايير مفرداتها | | صحيفة العرب

  • 6/23/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أجرت وكالة أسوشيتد برس تعديلا في كتابة كلمة “أسود” للدلالة على الأشخاص من ذوي عرق أو ثقافة معينة، ورغم رمزية الخطوة إلا أنها شديدة الأهمية بالنسبة للحركة الاحتجاجية “حياة السود مهمة” ومطالبها بإعادة الاعتبار للأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية وسرد قصصهم بطريقة محترمة في الإعلام. واشنطن - قررت وكالة أسوشيتد برس تغيير معايير الخطاب لديها، بتعديل طريقة كتابتها لكلمة “الأسود” عند الإشارة إلى الأشخاص في سياق عرقي أو ثقافي أو قومي، إذ تعتبر هذه المسألة مثيرة للجدل في الولايات المتحدة وكثيرا ما ينظر إلى طريقة تناول الصحافة لهذه الكلمة باعتبارها عنصرية وتقلل من احترام الأشخاص التي تشير إليها. وباتت الوكالة تستخدم “Black” بدلا من “black”، أي باستعمال حرف كبير في أول الكلمة، كتطوير من وصف لون بشرة الشخص إلى الدلالة على العرق والثقافة، وفق ما ذكر تقرير لصحافية الغارديان البريطانية. وقال جون دانيشفسكي، نائب رئيس المعايير في وكالة أسوشيتد برس، إن التغيير ينقل “إحساسًا أساسيًا ومشتركًا للتاريخ والهوية والمجتمع بين الأشخاص الذين يعرّفون أنهم سود، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون خارج موطنهم الأفريقي وداخل أفريقيا أيضا”. وأوضح أن الأحرف الصغيرة لكلمة “black” تدل على اللون وليس الشخص (العرق). وستقوم الوكالة الإخبارية أيضًا باستعمال هذه الطريقة في الإشارة إلى السكان الأصليين للمكان. وأضاف دانيشفسكي أن المراجعات بهذا الشأن تتماشى مع التعريفات القديمة في اللغة مثل لاتيني وأميركي آسيوي وأميركي أصلي. وجاء القرار بعد أكثر من عامين من البحث والنقاش بين الصحافيين في أسوشيتد برس والمجموعات والمفكرين الخارجيين”. وتابع “تتناول مناقشاتنا حول الأسلوب واللغة العديد من النقاط، بما في ذلك الحاجة إلى أن تكون شاملة ومحترمة في سرد ​​القصص وتطور اللغة. نعتقد أن هذا التغيير يخدم هذه الأهداف.” وتطور المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء حول العالم معايير الخطاب الخاصة بها بما يتناسب مع التغيرات العصرية، فيتم إضافة مصطلحات تتناسب مع أحداث عالمية أو علمية أو اقتصادية مهمة ومؤثرة، أو حذف مصطلحات لم تعد تتلاءم مع العصر. وفي حالة أسوشيتد برس يكتسب التغيير أهمية نظرا لتفاقم حالة الاحتقان والغضب ضد العنصرية في الولايات المتحدة وانتقل إلى مناطق أخرى في العالم. ورغم رمزيتها تعتبر خطوة إيجابية في طريق النضال ضد العنصرية بالنسبة لضحاياها ومناهضيها، وبالنسبة للصحافيين من ذوي الأصول الأفريقية الذين واجهوا أيضا تحديات في الآونة الأخيرة، حتى أن بعضهم منع من تغطية القضية للتشكيك في إمكانيتهم التزام الموضوعية. معايير الخطاب لأسوشيتد برس مؤثرة في صناعة الإعلام حيث تستخدمها وكالات أنباء ووكالات حكومية كمدونة قيم وازداد الجدل حول هذا الموضوع في العديد من غرف الأخبار الأميركية في الأسابيع الماضية، حيث يتعامل الصحافيون مع الاحتجاجات الضخمة والتغييرات الواسعة في أعقاب وفاة جورج فلويد على أيدي الشرطة. وقالت أسوشيتد برس إنها تتوقع اتخاذ قرار في غضون شهر بشأن ما إذا كان سيتم استخدام نفس الطريقة في التعامل مع مصطلح الأبيض. ما قد يعنيه أن هذا التغيير سيتم اعتماده خارج الولايات المتحدة. وتعد معايير الخطاب أو ما يعرف بـ”سياسات الاستخدام” الخاصة بأسوشيتد برس، معتمدة بشكل أساسي في معظم المنافذ الإعلامية في الولايات المتحدة. كما تعتبر مؤثرة في صناعة الإعلام، حيث تستخدمها العديد من وكالات الأنباء والوكالات الحكومية والعلاقات العامة كمدونة قيم. وتبنت صحيفة “لوس أنجلس تايمز”، و”يو.أس.أيه توداي”، و”أن.بي.سي نيوز” الأسبوع الماضي التغيير الجديد في كلمة “الأسود”، وحثت الرابطة الوطنية للصحافيين السود المنظمات الإخبارية الأخرى على اتباعها. وهذه التغييرات جاءت بعد وفاة جورج فلويد، ذو الأصول الأفريقية إثر ضغط ضابط شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس بركبته على رقبة فلويد، ما أثار احتجاجات في جميع أنحاء البلاد وزاد من زخم المطالب بمجموعة متنوعة من التغييرات الاجتماعية، من إصلاح الشرطة وإزالة التماثيل والأعلام الكونفدرالية إلى الطريقة اللغوية في الإشارة إلى مصطلح الأسود. وقالت دوريس ترونغ، مديرة التدريب والتنوع في معهد بوينتر للصحافة “لقد تأخرت (الوكالة) كثيراً بالتأكيد. إنه شيء دأب عليه السود منذ فترة طويلة”. وهي أيضًا خطوة بسيطة نسبيًا بالنسبة للمؤسسات الإخبارية التي تتعامل حديثا مع العديد من القضايا المعقدة، مثل ما إذا كان صحافيوها يمكن أن يُنظر إليهم على وسائل التواصل الاجتماعي بتشكك أو يسيرون في مظاهرات “حياة السود مهمة”. ومنذ ما يقرب من قرن من الزمان، نظّم عالم الاجتماع ويب دوبوس حملة، ووجّه الرسائل للمسؤولين لحث الصحف على استعمال حرف كبير في بداية كلمة الزنوج Negro ، وقال إن الحرف “n” الصغير هو علامة على عدم الاحترام والعنصرية. واستجابت صحيفة نيويورك تايمز لهذه الدعوة عام 1930، واصفة الخطوة بأنها تقدير واحترام لأولئك الذين أمضوا أجيالًا في “الحالة الصغيرة”. ومع تصاعد “حركة القوة السوداء” في الستينات، لم تعد الكلمة رائجة واستخدامها ليس دقيقا لأن بعض السود لا يتبع نسبهم إلى أفريقيا. وقال أحد خبراء الاتصالات السود الذين نشروا رسالة مفتوحة إلى وكالة أسوشيتد برس في وقت سابق من هذا الأسبوع يدعو إلى الكتابة بالأحرف الكبيرة إنه سعيد بالتغيير الذي حدث. وتابع ديفيد لانهام، مدير الاتصالات في برنامج سياسات العاصمة الكبرى لمؤسسة بروكينغ، “عدم وجود حرف كبير كان يشعرني دائما بعدم الاحترام”. وغيّرت صحيفتا “سياتل تايمز” و”بوسطن غلوب” من طريقتهما في كتابة كلمة أسود أواخر العام الماضي. وأوضحت غلوب أن الكلمة تطورت من وصف لون بشرة الشخص للدلالة على العرق والثقافة، وتستحق المعالجة كما يحدث مع المصطلحات العرقية الأخرى. ويقول لانهام أنه يتوقع أن يؤدي التغيير الذي تبنته أسوشيتد برس، إلى دفع العديد من المنظمات الإخبارية لإحداث تغيير مماثل. اقرأ أيضاً: صحيفة أميركية حائرة من نشرها إعلانا عنصريا ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :