الجزائري خليفة الأسود يستلهم مفرداته التشكيلية من الصحراء | | صحيفة العرب

  • 9/5/2020
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر – يُعدّ خليفة بن علي الأسود من أبرز الوجوه الفنية في محافظة وادي سوف الجزائرية التي تتميّز بطابعها الصحراوي وبقبابها التي انتشرت بشكل واسع في منتصف القرن التاسع عشر، حتى أصبحت هذه المحافظة الجنوبية تسمّى “مدينة الألف قبة وقبة”. وبرزت موهبة الرسم لدى خليفة منذ طفولته، حين أُتيحت له فرصة تزيين محيط مدرسته، رفقة المعلمين، ما جعله يشعر بتفرُّده في هذا المجال. ومع مرور السنوات تطوّرت موهبته، وازداد ولعه بالفن التشكيلي، فنظم وهو في المرحلة الثانوية معرضا خاصا به، بالرغم من قلة الإمكانيات. وفي عام 1998 التحق الفنان الجزائري بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة في باتنة، للحصول على شهادة التعليم الفني العام، واستطاع خلال فترة دراسته أن يكتشف المدارس التي تنتمي إليها موهبته الفطرية، على غرار المدرسة الانطباعية. أُعجب الأسود بلوحات المستشرق الفرنسي ناصر الدين دينيه، واهتم بدراسة الألوان والحركات التي تطبع أعمال هذا الفنان الذي أسلم وعاش في الجزائر، وبخاصة لوحات “المطلقة” و”العرّافة” و”ترقب هلال رمضان”. وعنه يقول “كان دينيه يشغله حب الصحراء وأناسها ولم يهتم بأي أمر آخر، فدوّن حكاياتها وهمساتها عبر الرسم، وهو الذي جعل من الفن وسيلة لسرد مختلف القصص الإنسانية، وحماية التراث الشعبي الذي قد يهدّده النسيان والإهمال أو الهدم على يد المحتل الفرنسي، وهو المعروف بدفاعه عن الجزائريين”. اللون الترابي.. سمة البيئة الصحراوية اللون الترابي.. سمة البيئة الصحراوية وهذا الولع بدينيه جعله يقرّر في السنوات الخمس الأخيرة أن يصبغ أعماله بطابع محلي صحراوي، خاصة أنه ابن هذه البيئة. وهو يسعى في تجاربه الفنية الأخيرة إلى تصوير عادات وتقاليد المنطقة باستعمال الألوان الزيتية التي تقرّب العمل إلى الواقع، وذلك بالنظر إلى خاصية الألوان الزيتية، ولديه العديد من اللوحات التي تجسّد موروث محافظته الجنوبية، ابتداء من الطابع المعماري لوادي سوف الذي يتميّز بكثرة القباب، وانتهاءً بطبيعة المحافظة المتمثلة في تمركزها وسط بحر من الرمال الذهبية. كما تُجسّد لوحات الأسود ما يشتهر به أهل وادي سوف في إعداد الشاي الصحراوي، ودمج الألوان مع الأشكال التي تميّز الزربية السوفية. ومن لوحاته في هذا المجال واحدة تجسد تقاليد المنطقة، وتحمل عنوان”سوف البيّة”، أي “وادي سوف الجميلة”. وبين الخدش والمسح والكولاج والتكثيف اللوني والطلائي أيضا تُبرز لوحات الأسود ما تنتجه البيئة الصحراوية بتجاعيد أهلها الخشنة من بلح ولبن يكفيهم ظمأ الترحال من كلأ إلى آخر، كما ترسم ريشته بتدرجات ألوانها الترابية جلساتهم الحميمية عند الاستراحات، لتبدو ألعابهم اليدوية متسقة تماما مع كوب الشاي رفيقهم الأزلي في أوقات السمر.

مشاركة :