تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم الثلاثاء، بذكرى ميلاد الشاعرة الروسية آنا أخماتوفا، التي تعد إحدى أهم شعراء الأدب الروسي في القرن العشرين، وأشهر المؤثرين في الشعر الروسي أيضا، عشقت الشعر من الصغر، تتميز لغتها الشعرية بالمرونة والإيقاعات الرشيقة، إضافة إلى قافياتها الثرية بالمفردات الشفافة، لذا تنهل في كتابة الشعر من أعماق أنفاسها المتسامية.تأثرت "أخماتوفا" بكبار الأدباء وعمالقة الشعر الروسي من بينهم: ميخائيل ليرمنتوف، ألكسندر بوشكين، ليو تولستوي، أميديو موديلياني، ألكساندر فادييف، ناثان ألتمان، وغيرهم واتبعت نفس منهجهم في كتاباتها، وكانت أول قصيدة لها بعنوان "أمسية"، كما ترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات.ننشر أبرز قصائد الشاعرة آنا أخماتوفا، في ذكرى ميلادها احتفاء بها."امرأةٌ في ثياب الحِداد"الخريفُ الباكٍي يكسو القلوببغلالةٍ من غمامٍ كئيب.والمرأةُ في ثيابِ الحِدادلن تكفَّ عن ندبها العاليما دامت تتذكر بجلاءكلماتِ الرجل الذي مضى.هكذا ستظل.. حتى تمنح أنفاسُ الثلجِهذه المُتعَبةََ الهزيلةبعضًا من الرحمة.وما الذي قد نرجوهغير سلوانِ الحبِّ والعذابرغم أن الحياة.. هي من تدفع الثمن؟"ستعيشُ أنت، أما أنا فلا"ستعيشُ أنت، أما أنا فلا، ربماهكذا الانعطافَُ الأخير.آهٍ بأيةٍ قسوةٍ تمسكُ بخناقنامكيدةُ القدر الغامضة!تصيبنا كلًا بطريقتهكُلاّ بدورهكلا بقسمتهوكل ذئبٍ.. لا بد أن يُصاب.الذئاب تكبر حين تكون حرةلكن أجالها قصيرة.في الثلج، في الجليد، بين الحشائشكلُّ ذئبٍ.. لا بد أن يصاب.لا تبكِ يا صديقيَ العزيزلو أنك، في الحَرِّ أو في البردسمعتَ ندائيَ اليائس الحزين.قادمًا من دروب الذئاب."ترابنا الوطني"ما من شعبٍ على الأرضساذجٌ، متشامخٌ، عصيّ الدمع.. مثلنالا نحملهُ في قلائد تتدلى على صدورناولا نبكي عليه في القصائد.لا يوقظنا من نومنا المريرولا يبدو لنا مثل عدن الموعودة.في قلوبنا لا نحاول جعلهموضوعًا لشِجار الصفقات.حين نمرضُ أو نحزنُ أو نسقط فوقه منهكيننعجز حتى عن رؤيته أو معرفته.نعم، هذا الوحل على الأقدام يناسبنا تمامًا.نعم، هذا الطحن على الأسنان يناسبنا حقًا.نعم، ندوسه ليلَ نهارهذا الغبار الخالص الذي لا يصلح للبناء.لكننا نرقد فيه ولا نصير إلاّهولهذا نسمي هذا التراب.. ترابنا!
مشاركة :