القصة بدأت حينما حذرتنا هيئة الأرصاد الجوية بموجة تقلبات و أمطار  لم تحدث منذ عقود في مصر، فتبدل الحال ليس في مصر فقط بل العالم أجمع وتغير كل شيء فبعدها أعلنت دول العالم رسميا تفشي وباء يدعى "كوفيد- ١٩"، أو ما أطلق عليه فيروس كورونا المستجد. توقفت الحياة  من حولنا وأصبحنا نشاهد و ننتظر، نشاهد ما كان يأتينا بالأحلام ليلا يسمي الكوابيس التي أصبحت حقيقة يهرع منها البشر طيله اليوم و يتمنون مجيء الليل هروبا من كوابيس النهار، فالأخبار السلبية أصبحت متناثرة كتناثر الكورونا في الهواء ما بين مرض و موت الغرباء والأقارب، ليس ذلك فقط بل أصبحنا مما نراه ونسمع عنه نشعر بقرب انتهاء العالم من هول أفعال لم نتوقعها. فبعد انتشار الكورونا وتوقف حركات الطيران وهبوط مؤشرات الاقتصاد العالمي وإفلاس دول وصراعات دول أخرى، أخذت الإنسانية منحنى عكس المتوقع، فكان من المنتظر أن تحدث هذه الجائحة طفره في السلوك الإنساني وعودة الضمير والتعاملات الطيبة وأن نحنوا ونساند بعضنا البعض.لكنها الفاجعة التي كشفت معادن الكثير فقد تخلي الابن عن والديه ورفض استلام جثامينهم خوفا من الفيروس وكذلك رفض الأهل الصلاة على أقاربهم هلعا من العدوى، بل أصبح الإنسان أكثر أنانية يفكر بنفسه وبعده الطوفان وأصبح التنمر متلازمة هذه الفترة الصعبة التي سيسجلها التاريخ للأجيال القادمة عظة وعبرة. كبشر أتمنى أن نعيد النظر بكافة السلوكيات وأن نعود لطبيعتنا الطيبة الحنونة التي أصبحت في طريقها للتلاشي، فأزمة كورونا أصبحت بمثابة جهاز كشف معادن للبشر. فماذا فعلت بك الكورونا أنت أيضا؟.