بعد أكثر من شهرين توقف عادت منذ يومين المفاوضات لسد النهضة علي طاولة الأطراف الثلاث، لتنتهي هذه الجولة دون اتفاق رغم أنها كانت تستهدف الاتفاق على منهجية للتفاوض فقط. في قراءة سريعة للمشهد فقد تغيرت بعض الظروف للدول الثلاث، فدولة إثيوبيا حاليا تشهد صراعات وعدم استقرار وتناحرا بين القبائل أدت إلى إعلان حاله الطوارئ ومزيد من الاعتقالات لبعض أفراد قومية التيجراي هذا فيما يخص الشان الداخلي. أما الخارجي فعلى الأرجح تشعر بالراحة بعد اقتراب إعلان فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الامريكية خاصة بعد أن ضغط الرئيس دونالد ترامب كثيرا علي إثيوبيا وفي مكالمه مع رئيس وزرائها الفترة الماضية، الماضيه فقد اعطى الضوء الأخضر لمصر لفعل أي شيء يكون لصالحها بعد أن طال الانتظار لسنوات من المفاوضات المماطلة والتسويف المتعمد للقضية. لكن الشأن السوداني فقد أصبح أكثر تحررا بعد أن تم رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وكذلك فقد احتفل بالسلام في جوبا بين الاطراف المتنازعة مما يعطي إشارات للسلام و الاستقرار والسعي للتنمية خلال الفترة المقبلة. أما المفاوضات فقد وصلت للجولة الاخيرة بعد أن عاد الملف للاتحاد الإفريقي فهي بالطبع قضية إفريقية نتمنى حلها بيد إفريقيا حتى نقطع الطريق علي التدخلات الخارجية ولا يتم اللجوء للمنظمات الأممية التي بالطبع لها مصالح خفية وستدير الملف على غير حق ربما في الأغلب.لذا فعلى دولة جنوب افريقيا أن تقوم بدور إيجابي وأن تتوافر الإرادة السياسية القوية للدول الثلاث محل التفاوض حتى يتم حل هذه المشكله التي تخص أجيالا قادمة ليست فقط هذه الفترة التي طالت لأكثر من تسع سنوات للتفاوض دون جدوي. ولابد للاتفاق علي ملء و تشغيل السد بما يضمن الحقوق التاريخية للدول الثلاث، حتى تنعم المنطقة بالسلام والاستقرار فهي المحطة الأخيرة للحلول الدبلوماسية ولكن ماذا عن فشلها فربما ينقلب المشهد في المنطقة؟!
مشاركة :