بيروت - يلف الغموض مؤتمر بعبدا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون الخميس، لاسيما بعد إعلان رؤساء الحكومات السابقين، ممثلي الطائفة السنية عدم مشاركتهم، وتوجه باقي مكونات الطيف المعارض إلى تبنى ذات التوجه والمقاطعة. وأكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الثلاثاء أن “عنوان حوار بعبدا في غير مكانه”، داعياً رئيس الجمهورية ميشال عون إلى عقد حوار حول المسائل التي تنقذ الواقع الذي نتخبط فيه. وقال الجميل “نريد حوارًا حول موضوع السيادة وضبط السلاح ووضع كل بندقية بتصرف الجيش ورفض أي منظومة عسكرية خارج إطار الدولة وحصر السلاح بيد الجيش ومستعدون لتلبية أي حوار حول هذا الموضوع”. سامي الجميل: نريد حوارا حول موضوع السيادة وضبط السلاح سامي الجميل: نريد حوارا حول موضوع السيادة وضبط السلاح وأضاف رئيس الكتائب في مؤتمر صحافي “نريد حوارا حول هذه العناوين وليس حوارا يدعو الشعب إلى السكوت”. ويحمّل كثيرون مسؤولية الوضع المعقد في لبنان إلى حزب الله الذي تسبب سلاحه وانخراطه في المحور الإيراني السوري إلى غلق حنفية الدعم العربي والغربي، ولم يعد للبنان اليوم من خيار سوى صندوق النقد الدولي وإن كان كثيرون يشككون في إمكانية نجاح هذا الرهان لاسيما وأن أركان السلطة في لبنان قدموا أرقاما متضاربة بشأن الأضرار التي خلفتها الأزمة المالية إلى الصندوق. وأشار الجميل إلى أن “الدعوة إلى اللقاء الحواري أتت بعد إقفال كل الأبواب والمطالبة بالذهاب شرقا نحو إيران وسوريا”، وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله شدد في إطلالاته الأخيرة على ضرورة عدم الرهان على الغرب لاسيما الولايات المتحدة معتبرا أن الحل لأزمات لبنان يكمن في التوجه شرقا. ويقول متابعون إن حوار بعبدا محكوم بالفشل حتى وإن جرى عقده في ظل غياب أقطاب المعارضة، حيث من المرجح أن ينضم أيضا حزب القوات اللبنانية إلى الشق الرافض للمشاركة. وبرزت دعوات من عدة شخصيات سياسية ودينية تطالب بضرورة تأجيل المؤتمر الذي يقول القائمون عليه إن الهدف منه هو وأد الفتنة وتوحيد الصف في مواجهة الأزمات التي تعصف بلبنان، فيما يرى المتحفظون عليه أنه ليس سوى محاولة فاشلة لإنقاذ السلطة السياسية وتجديد شرعيتها المتهالكة. ومن بين الأصوات الداعية إلى تأجيل المؤتمر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والرئيس الأسبق أمين الجميل الذي قال الثلاثاء إن “الدعوة بالشكل الواردة فيه لا تحاكي الخطر الوجودي المتربص بلبنان في ضوء المخاطر الداخلية والإقليمية ومصادرة السيادة وقرار الدولة”. وحتى الثلاثاء لم يوضع بعد برنامج للقاء، فيما لا تزال المحادثات جارية وسط حديث على أن الرئيس عون يصر على عقده في الموعد المحدد له، وأن اللقاء قد يقتصر على البعد التشاوري في علاقة بالترتيبات الأمنية لمنع أي انتكاسة جديدة على غرار ما حدث قبل أيام. ويواجه لبنان أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة انعكست بشكل دراماتيكي على الوضعين الاجتماعي والأمني، وسط غياب أي أفق حقيقي للخروج من الأزمة.
مشاركة :