صنعاء 23 يونيو 2020 (شينخوا) تصاعدت حدة القتال اليوم (الثلاثاء) بين القوات الحكومية اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال مخلفا عشرات القتلى والجرحى من الجانبين في محافظة أبين جنوبي البلاد. وتصاعدت المعارك اليوم بين الجانبين غداة ترحيب الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي بدعوة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، إلى وقف إطلاق النار وعقد اجتماع في المملكة بهدف المضي قدماً في تنفيذ "اتفاق الرياض" الموقع بين الجانبين في الخامس من نوفمبر الماضي والذي تعثر تنفيذه حتى اليوم. وقال مصدر محلي مسئول لوكالة أنباء (شينخوا) إن معارك عنيفة بين القوات الحكومية والانتقالي الجنوبي تركزت منذ الصباح في مناطق "الشيخ سالم، والطرية، والدرجاج"، شرق وشمال شرق مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. وأكد أن المعارك أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين بينهم قيادات ميدانية. وأضاف أن الجانبين تبادلا كذلك قصفا مكثفا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأشار المصدر إلى أن المعارك ما تزال مستمرة ، وان تعزيزات عسكرية كبيرة للانتقالي قادمة من عدن وصلت إلى مدينة زنجبار. وأكد مصدر طبي لـ(شينخوا) أن 21 قتيلا من قوات الانتقالي سقطوا في المعارك الدائرة منذ الصباح في تخوم مدينة زنجبار، موضحا أن 15 من أفراد الانتقالي قتلوا وتم نقل جثامينهم الى مستشفيات مدينة عدن، فيما تم نقل 6 جثامين الى مستشفى الرازي في مدينة جعار في أبين. وبحسب المصدر، فإن مستشفى الرازي استقبل كذلك 30 جريحا من قوات الانتقالي، فيما تم نقل عشرات الجرحى لتلقي العلاج في مدينة عدن. على صعيد متصل، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن مستشفى لها في عدن استقبل 20 جريحا أصيبوا في القتال الدائر بمحافظ أبين. وأوضحت المنظمة في بيان لها، أن "مستشفى أطباء بلا حدود للجراحة في عدن استقبل أكثر من 20 مريضا منذ صباح اليوم ممن أصيبوا خلال القتال في محافظة أبين". وأشار بيان المنظمة الدولية إلى أن "فرق أطباء بلا حدود قامت بعمل الإنعاش والفرز والجراحة على المرضى الذين أصيب معظمهم في القصف". وتبادلت القوات الحكومية والانتقالي الجنوبي الاتهامات بشأن التصاعد في أبين. وقالت وسائل إعلام موالية للقوات الحكومية، إن تلك القوات "تصدت لهجوم شنته مليشيات الانتقالي صباح اليوم على أحد مواقع الجيش في منطقة الشيخ سالم بمحافظة أبين". وأضافت "أفراد الجيش عقب الهجوم قاموا بمهاجمة مواقع المليشيات وتمكنوا من السيطرة على عدد من المواقع واغتنام دبابة وثلاثة أطقم". من جانبه، قال المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم، " بعد إعلان وقف إطلاق النار مباشرة من قبل التحالف العربي، تعرضت قواتنا لعدة هجمات من قبل القوات والمليشيات الموالية لجماعة الإخوان تحت مظلة الشرعية، في انتهاك صارخ وكامل الاركان لإعلان التحالف". وأكد هيثم على ما اسمه حقهم "المشروع في الدفاع عن أنفسنا ازاء هذه التهديدات والانتهاكات الخطيرة". وتأتي هذه المعارك غداة دعوة التحالف العربي الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي الى وقف اطلاق النار ووقف التصعيد وعقد إجتماع في المملكة بهدف المضي في تنفيذ "اتفاق الرياض" الموقع في الخامس من نوفمبر الماضي بين الجانبين. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي، بحسب وكالة الانباء السعودية (واس)، إن الاجتماع يهدف إلى "المضي قدماً في تنفيذ اتفاق الرياض، وعودة اللجان والفرق السياسية والعسكرية للعمل على تنفيذه وبشكل عاجل". وأشار المالكي إلى أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستقوم بنشر مراقبين على الأرض في أبين لمراقبة وقف إطلاق النار الشامل وفصل القوات". وكانت قد تجددت المعارك في محافظة أبين منذ الحادي عشر من مايو الماضي عقب توقفها لعدة أشهر. ورعت السعودية في الخامس من نوفمبر الماضي اتفاقاً في الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي تضمن تشكيل حكومة مناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية خلال شهر من توقيعه، بالإضافة إلى إعادة تنظيم القوات تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع، إلا أن ذلك لم يتم حتى اليوم. ووقعت الحكومة والانتقالي على الاتفاق عقب سيطرة قوات الانتقالي في أغسطس الماضي على مدينة عدن، وأهم مدن محافظات أبين والضالع ولحج.
مشاركة :