فيروس كورونا أغلق الحدود، وعطل السياحة الدولية، ومنح المواطن الفرصة الثمينة لدعم السياحة المحلية، وأثبتت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله – قدرة فائقة في إدارة أزمة كورونا، ورفع الوعي لدى المواطن والمقيم، واتخذت جميع التدابير اللازمة للحد من انتشار الفيروس، ودعم قطاع السياحة الداخلية. فقطاع السياحة المحلية يعد قطاعًا ضخمًا ومهمًا، ويشكل مصدر دخل رئيس للمملكة إذا ما التفت إليه، ورسمت له خارطة طريق لتطويره، حيث يشهد تطوراً ملحوظاً، ويسهم في الناتج المحلي ويدعم الاقتصاد الوطني، وقد قال عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -(إن قطاع السياحة السعودي يعتبر رافدا مهم لإقتصاد الوطن). كما أن للسياحة المحلية دورا اقتصادي فاعل، ومهم لموارد مالية أخرى غير النفط، وفرصة كبيرة لتعرف المواطنين على بلدهم، وزيادة استثماراتهم، وخفض نسبة البطالة، حيث يعتبر تطوير السياحة المحلية من ضمن مبادرات الرؤية السعودية2030م، لما تمثله من فوائد اقتصادية وإجتماعية للسياحية في المملكة. لكن الملاحظ أن هناك تحديات، ومشاكل تواجه السياحة الداخلية، ومن أبرزها قلة أماكن الايواء والفنادق، والمقاهي والمطاعم، وأماكن الجذب السياحي، وضعف التسويق، والخدمات المقدمة، وقلة الأنشطة الترفيهية، والبرامج السياحية، وغلاء أسعار المنتجات، والخدمات السياحية التي يحتاجها السائح المحلي. وبعكس السياحة الخارجية، حيث تقوم العديد من وكالات السفر، والسياحة الى الترويج لها، وبأسعار مخفضة تنافس السياحة المحلية، وجذب المواطن عن طريق العروض التسويقية، وجعل المواطن يبتعد عن السياحة الداخلية، فقضاء يوم واحد في احد الفنادق المحلية يكلف المواطن، ويتجاوز ما يصرفه في احد الفنادق الخارجية لعدة أيام. مما أدا الى أبتعاد الكثير من المواطنين عن السياحة الداخلية بسبب غلاء أسعار المنتجات والخدمات السياحية المحلية، والتوجه للسياحة الخارجية نظرا لانخفاض أسعارها، وخاصة في الفنادق والمواصلات، وتذاكر برامج، وأنشطة الترفيه، وتوفر الأماكن، وجودة المنتجات، والخدمات السياحية المقدمة لهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سيتم ايجاد حل لمعوقات، ومشاكل السياحة الداخلية، وغلاء الأسعار، وجعل المواطن يقتنع بالسياحة المحلية، ويجد ما يناسبه من العروض السياحية التي تلبي إحتياجاته، وتناسب دخله المالي، وخاصة ذوي الدخل المحدود، والمتوسط من المواطنين، ولا يحتاج الى مبالغ مالية عالية تتجاوز قدراته. لذا نحتاج الى العديد من المبادرات التي تدعم السياحة المحلية، والاستثمار في مشاريعها، وتصميم برامج سياحية داخلية عبر وكالات السفر المحلية، وبأسعار منافسة، وبما يلبي احتياجات المواطن ويتناسب مع دخله، حيث ان المملكة تتميز بموقعها الجغرافي، وفيها الحرمين الشريفين، والبحار والجزر، والجبال والوديان، والمناخ الرائع. ويفترض من هيئة السياحية إعادة دراسة أسعار الخدمات السياحية التي يحتاجها السائح المحلي وتوجيه صرف ميزانية الترفيه للافراد، والأسرة إلى داخل المملكة، وتلبية كافة احتياجات المواطن بدلا من سفره للخارج، حيث يتماشى هذا التوجه مع الأزمة التي فرضها فيروس كورونا، وأغلقت بسببه جميع الحدود الخارجية. أحمد بن عبدالرحمن الجبير مستشار مالي عضو جمعيه الاقتصاد السعودية Ahmed9674@hotmail.com
مشاركة :