الصحف العربية الصادرة الأحد على الاستفتاء الذي تجريه اليونان بشأن حزمة الإنقاذ المالي التي اقترحها الدائنون الدوليون لاخراج البلاد من أزمتها المالية. ووصفت الصحف الاستفتاء بالحاسم فيما يخص مستقبل علاقة اليونان بمنطقة اليورو. وكانت الحكومة قد قررت تنظيم الاستفتاء بعدما وصلت مفاوضات رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس ستيبراس مع الدائنين إلى طريق مسدود. ورأت الأهرام المصرية أن اليونانيين يحددون من خلال هذا الاستفتاء مصير علاقاتهم بأوروبا. وقالت القبس الكويتية في أحد عناوينها إن هذا الاستفتاء يحدد مستقبل بلدهم في منطقة اليورو. واعتبر زكريا عثمان في الأهرام استفتاء اليونان الأصعب من نوعه في تاريخها الحديث لأن نتائجه ستحدد بقاءها ضمن منطقة اليورو أو الخروج منها. وسرد الكاتب عدداً من السيناريوهات المتوقعة سواء صوت اليونانيون بنعم أو بلا في الاستفتاء. ففي حال صوتوا بنعم، يقول الكاتب: سيكون على الشعب تحمل ويلات إجراءات التقشف التي اختاروها بأنفسهم ولم يملها عليهم أحد. أما في حال التصويت بـ لا، والتي تعني رفض شروط الدائنين، يضع الكاتب أكثر من سيناريو، منها رفض المقرضين أي بديل ليدفعوا بأثينا خارج منطقة اليورو، وهو سيناريو مستبعد حسب قول الكاتب، أو التوصل لاتفاق إنقاذ جديد لليونان، أخذا في الاعتبار أن الأوروبيين يرفضون خروج اليونان من منطقة اليورو. ويطرح الكاتب سيناريو آخر وهو تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر لحل الأزمة إما بالضغط على الأوروبيين لتقديم تنازلات أو إيجاد بدائل. وعلى المنوال ذاته، يسرد عمرو صلاح في التحرير المصرية تداعيات نتائج الاستفتاء في كلتا الحالتين، وخصوصاً في حال التصويت بـ لا. يقول الكاتب: النتيجة المباشرة للتصويت بـ لا، فتعني أن غالبية الشعب اليونانى يرفض المقترحات الأوروبية. أما النتيجة غير المباشرة فتعني أمراً من اثنين، الأول هو تعزيز القوة التفاوضية لألكسيس تسيبراس فى مواجهة الأوروبيين، ومن ثم تمكينه من ممارسة المزيد من الضغوط عليهم فى سبيل تقديم تنازلات، إذ تعني لا بعبارة أخرى أن تسيبراس يملك دعما شعبيا لرفضة المقترح الأوروبى على الرغم من الاختناق الاقتصادى، الذى تواجهه بلاده. وتعجب يوسف المحيميد في الجزيرة السعودية من كون اليونان صاحبة الحضارة العريقة تزاحم السودان والصومال وزيمبابوي ضمن الدول المتخلفة عن سداد الديون للبنك الدولي. ودعا الكاتب دول منطقة اليورو إلى العمل حثيثاً على إعادة توازن اليونان، وتحقيق استقرارها الاقتصادي والسياسي، لأن انفلاتها يعني المزيد من الاختلال الاقتصادي الأوروبي، والفوضى السياسية. وامتدح محمد خروب في الرأي الأردنية قرار رئيس الوزراء اليوناني بإجراء الاستفتاء، منتقداً ما يسميه وحشية الرأسمالية التي لا همّ لها سوى مراكمة الأرباح ومواصلة الاستغلال والعيش على مآسي الشعوب ونهب ثرواتها وفائض إنتاجها لتزداد نسب البطالة ومعدلات الفقر في كل الدول التي لجأت إلى وصفات صندوق النقد الدولي. يقول الكاتب: محاولة شيطنة أليكسيس ستيبراس وتحميله مسؤولية فشل خطة التقشف المطروحة لن يكتب لها النجاح حتى لو مضى تسيبراس إلى نهاية الشوط وقام بتقديم استقالة حكومته، لكن أي حكومة جديدة على أنقاضها لن تكون قادرة على تمرير خطة الترويكا المقترحة. ويتوقع أحمد القديدي في الوطن العمانية ألا تقتصر الآثار الاقتصادية والمالية القادمة مع الأزمة اليونانية الأوروبية على أوروبا بل سيكون لها آثار خطيرة وعميقة وبعيدة المدى على العالم كله. ويدعو الكاتب الدول العربية إلى تحليل الوضع في اليونان وفي أوروبا لأن المنطقة العربية مرتبطة جدليا وواقعياً بالاقتصاد الأوروبي توريدا وتصديرا. عجز دولي عن حماية الآثار انتقد بعض الكتاب عجز المجتمع الدولي عن تأمين المواقع التراثية من التدمير أو البيع انتقدت الصحف العربية ما وصفته بعجز المنظمات الدولية والعالم عن حماية آثار مدينة تدمر بعد نشر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف أيضاً باسم داعش صورا لعناصره وهم يحطمون تحفا وتماثيل نهبت من مدينة تدمر الأثرية في سوريا. كذلك أبرزت الزمان العراقية دعوة وزارة السياحة والآثار العراقية للمجتمع الدولي بالقيام بضربات جوية للحد من استهداف الآثار، وتحديداً في منطقة مدينة الحضر. ونقلت الصحيفة عن تقارير إعلامية أن تهريب الآثار أصبح مصدر المال الثاني بالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية بعد بيع النفط. وانتقد مهند مبيضين في الدستور الأردنية ما وصفه بعجز العالم ليس عن حماية البشر فقط من داعش، لكنه عاجز عن تأمين المواقع التراثية من التدمير أو البيع، وهي تشكل موردا للتنظيمات المتطرفة. ويرى الكاتب أن الآثار تظل ضحية الحروب مهما كانت أطرافها، قائلا: الغزاة وحدهم يسرقون الآثار ويبيعونها، أو ينقلونها كمآثر وشواهد على فتوحاتهم وزياراتهم التاريخية. كما انتقدت افتتاحية الخليج الإماراتية موقف العرب والعالم لاكتفائهم بالتفرج، حيث تساءلت الصحيفة عن دور الأمم المتحدة والدول العظمى إزاء تدمير واستباحة لجزء من تاريخ البشرية على أيدي إرهابيي داعش، استكمالاً لما قاموا به في متحف الموصل ومدينتي الحضر والنمرود التاريخيتين في العراق. وتساءلت الصحيفة: ألا يجدر بمن يمتلك القوة وينصّب نفسه حامياً للقوانين والحقوق ويحاسب ويعاقب هذه الدولة أو تلك لأنها رفضت الخضوع له أن يدافع عن جزء من تاريخ أو حضارة كجزء من مهمة إنسانية من المفترض أن يقوم بها؟ أم أنه غير معني إلا بمصالحه التي تخدم مخططاته واستراتيجياته التي لم تتعرض للخطر حتى الآن. وفي سياق متصل، أبرزت الثورة السورية على صدر صفحتها الأولى تقريراً لصحيفة الغارديان البريطانية يكشف بيع الآثار السورية المهربة في لندن.
مشاركة :