نتنياهو يسابق الزمن لتنفيذ مخطط الضم المثير للجدل | | صحيفة العرب

  • 6/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تل أبيب - يكافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوع من الإعلان عن جدول تنفيذ مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، من أجل تغيير المواقف المعارضة في الداخل والخارج. وبموجب صفقة الائتلاف الحكومي بين نتنياهو ومنافسه السابق بيني غانتس، يمكن بدء تنفيذ مخطط ضم إسرائيلي لمستوطناتها في الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن الإستراتيجية في الأول من يوليو. ويعتبر المخطط جزءا من خطة أميركية أوسع كان الرئيس دونالد ترامب أعلن عنها أواخر يناير. وتقترح الخطة الأميركية أيضا إمكانية إنشاء دولة منزوعة السلاح للفلسطينيين لكنها تنفي مطالب رئيسية لهم كاعتبار القدس الشرقية عاصمة لهم. ويرفض الفلسطينيون بشكل قاطع مخطط الضم كما أعلنوا سابقا رفض الخطة الأميركية. وفي مدينة أريحا، شارك الآلاف في تظاهرة حاشدة رافضة للضم، في حين فشلت مسيرات أخرى انطلقت في الضفة الغربية في وقت سابق من حشد مشاركة واسعة. ويرى نتنياهو في خطة واشنطن "فرصة تاريخية" لـ"تطبيق السيادة" على مساحات واسعة من الضفة الغربية، وأمام رئيس الوزراء الإسرائيلي أشهر معدود فقط لتنفيذ مخططه قبل الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل. أما الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر شريك تجاري للدولة العبرية، فلا يزال منقسما بشأن العقوبات المحتمل فرضها على إسرائيل إذا ما نفذت مخططها. يقول دبلوماسي أوروبي يتابع التطورات عن كثب، إنه يتعين على نتانياهو اتخاذ قرار حول المساحة التي يعتزم ضمها. واضاف الدبلوماسي الأوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية "بالنسبة لنتانياهو الموضوع يتعلق بالحجم، حجم القطعة التي سيقضمها". Thumbnail واجتمع نتانياهو مؤخرا بقادة مستوطنات الضفة الغربية التي يعيش فيها أكثر من 450 ألف مستوطن على أراضي الفلسطينيين الذين يزيد تعدادهم عن 2,8 مليون نسمة. وواجه نتانياهو معارضة من بعض هؤلاء، إذ اقترح بعضهم عليه ضم المستوطنات فقط أو الكتل الاستيطانية مثل معاليه أدوميم وغوش عتصيون وأرييل. وقال نمرود غورين من الجامعة العبرية في القدس "إن نطاق الضم سيؤثر بالتأكيد على شدة رد الفعل الدولي". ويشير غورين إلى أن رد الفعل الفلسطيني سيؤثر على الخطوات المتخذة في الخارج. وبحسب غورين المؤسس لمركز "ميتيف" الفكري للسياسة الخارجية الإقليمية فإن "اندلاع عنف من غزة أو الضفة الغربية سيؤدي إلى تكثيف الدول الأخرى لردها". وتراجع الاهتمام الدولي بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بسبب انشغال قادة الشرق الأوسط بثورات "الربيع العربي" وظهور تنظيم الدولة الإسلامية. وحيال الموقف الفلسطيني، قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لوكالة الصحافة الفرنسية إن "ائتلافا دوليا كبيرا" يضم دولا عربية وإفريقية وأوروبية يدعم الفلسطينيين ضد مخطط الضم الإسرائيلي. ويلقى المخطط الإسرائيلي معارضة المجتمع الدولي أيضا. رفض فلسطيني قاطع للمخطط الأميركي رفض فلسطيني قاطع للمخطط الأميركي وقطع الفلسطينيون العلاقات مع واشنطن في العام 2017 ورفضوا المقترحات الأميركية الأخيرة. من جهته، حذر رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من اتخاذ خطوات من شأنها الإضرار بالعلاقات مع عمان. وكان الأردن حذر على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي الأسبوع الماضي من أن الضم يشكل "خطرا غير مسبوق على عملية السلام". ويخشى الإسرائيليون أيضا تنفيذ مخطط الضم، وتراجع دعمهم له إلى ما دون 50 في المئة. ويرى الإسرائيليون الذين يشتكون كغيرهم في العالم من الأزمة الاقتصادية التي خلفها تفشي فايروس كورونا، أن هناك أولويات حياتية أهم من طموحات نتنياهو السياسية.

مشاركة :