دعوة أوروبية جديدة لوقف إطلاق النار في ليبيا وسط تشدد تركيا وتمسك بخيار الحرب للحصول على مكاسب اقتصادية وعسكرية. وفي محاولة أوروبية جديدة للضغط على أنقرة للتوقف عن عسكرة الأزمة الليبية، دعت باريس وروما وبرلين في بيان مشترك مساء الخميس إلى إنهاء “كل التدخلات” الأجنبية في ليبيا، وحثت الأطراف كافة على “إنهاء المعارك فورا وبلا شروط”. وقالت الدول الأوروبية الثلاث إنه “في مواجهة الخطر المتنامي لتدهور الوضع في ليبيا والتصعيد الإقليمي، تدعو فرنسا وألمانيا وإيطاليا جميع الأطراف الليبيين إلى إنهاء المعارك على الفور وبلا شروط” وإلى تعليق التعزيزات العسكرية في البلاد. وقال البيان إن الدول الثلاث “تحض أيضا الجهات الأجنبية على إنهاء كل التدخلات، وعلى الاحترام الكامل لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي”. تحركات أوروبية يجري الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، عبر دائرة تلفزيونية محادثات تتعلق بـ”الحوار الاستراتيجي” بين فرنسا وروسيا وبعدد من القضايا بينها الأزمتان في ليبيا. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون وبوتين سيجريان تقييما “للموازين الإستراتيجية” بخصوص الأزمة الليبية. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وفي سياق متصل حذرت إيطاليا، رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، من مخاطر العمليات العسكرية في مدينة سرت. و قال وزير خارجية إيطاليا، لويغي دي مايو، إن معركة سرت يمكن أن تؤدي إلى تجدد القتال ووقوع المزيد من الضحايا المدنيين. وشدد الوزير الإيطالي على ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية في ليبيا، والعودة للمسار السياسي. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> الدور الروسي أكد المحلل السياسي من باريس طارق وهبة، أن فرنسا تدرك أن الروس قادرون على الضغط على الأتراك لوقف تحركاتهم في ليبيا واستقدامهم مقاتلين سوريين. وأضاف أن الجانب الفرنسي يريد دعما روسيا في مجلس الأمن للضغط على تركيا لقبول وقف إطلاق النار. وشدد على أن مخرجات مؤتمر برلين هي الحل الحقيقي للأزمة الليبية، قائلا “فرنسا تريد من روسيا العمل معها لتنفيذ نتائج برلين”. وأوضح أن ماكرون سيطلب من بوتين المطالبة بتفكيك الميليشيات والعودة إلى طاولة الحوار السياسي ووقف الاقتتال بين الليبيين وتابع قائلا إن إيطاليا تخشى أن تفقد مصالحها في ليبيا بسبب احتدام الصراع والقتال لذلك تعمل مع فرنسا من أجل وقف إطلاق النار. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> تشدد تركي وفي أول رد فعل رسمي تركي على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول إمكانية التدخل في ليبيا، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن ” مصر تقول إن سرت والجفرة تعتبران خطا أحمر… هاتان المدينتان بعيدتان عن الحدود المصرية وتقعان وسط البلاد، فكيف تعتبران خطا أحمر بالنسبة لمصر؟”. وأعلن أوغلو رفض المبادرة المصرية مشترطا خروج الجيش الليبي من مدينتي سرت والجفرة لقبول الحوار. أنقرة تحرض تحاول تركيا تحريض واشنطن في لعب دورا حاسما ضد الجيش الليبي مستخدمة فزاعة النفوذ الروسي في شرق ليبيا حيث قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، “الولايات المتحدة مترددة في لعب دور حاسم في الصراع الليبي”. وأضاف “نحن لا نستطيع أن نفهم الموقف الفرنسي في ليبيا، والذي يلعب لعبة خطرة جدا من خلال تعزيز الفوضى. وروسيا تدعم حفتر بوضوح، وتركيا ستواصل التعبير عن عدم ارتياحها من موسكو”. مواصلة القتال قال الكاتب الصحفي المختص في الشأن الليبي عبد الستار حتيتة، إن الجماعات التي يدعمها النظام التركي في ليبيا، هي جماعات لديها هدف واحد وهو مواصلة القتال، موضحا أن التحركات المصرية كلها تصب في صالح وقف إطلاق النار والدخول في المفاوضات. وأضاف حتيتة أن هناك دول غربية لا تريد دخول حكومة الوفاق التي تدعمها تركيا في المفاوضات، مشيرا إلى أن ذلك يثير علامات استفهام. وأشار حتيتة أيضا إلى أن هناك تحركات على الأرض يمكن أن تؤدي إلى سحب البساط من تحت القوى التي تعتمد عليها تركيا في ليبيا، ليتغير الموقف بشكل كامل. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> تفكيك الميليشيات بالرغم من قبول الجيش الليبي المبادرة المصرية الداعية للسلام في ليبيا إلا أنه يشترط تفكيك الميليشيات لنجاح الحوار السياسي. وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، أن ” الجيش الليبي ملتزم بمبادرة القاهرة ويقبل أي حوار سياسي لكن بشرط تفكيك الميليشيات”. واستطرد المحجوب قائلا، إن أي حوار سياسي في ليبيا لن ينجح طالما لم يتم تفكيك الميليشيات المتطرفة. وأكمل “الجيش الليبي يتمسك بمخرجات برلين وأهمها تفكيك الميليشيات خاصة المدعومة من تنظيم الإخوان”. وأوضح أن “العاصمة طرابلس تشهد جرائم منظمة ترتكبها الميليشيات مما أثر سلبا على استقرار ليبيا، فالعاصمة محتلة من الميليشيات التي تسيطر على القرار السياسي”. وأضاف أن ما يحدث في ليبيا هو غزو تركي مباشر على الوطن من خلال تنظيم الإخوان للحصول على ثرواتنا الاقتصادية”. وشدد على أن “الجيش الليبي في معركة مباشرة مع تركيا وليس حكومة الوفاق لأنها مجرد صورة لأنقرة”. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> المقاتلون الأجانب قال المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، أنه لا بد على الأمم المتحدة والدول التي لديها مصالح إستراتيجية في ليبيا أن ترعى عملية تفكيك الميليشيات كحل حقيقي للصراع. وأضاف أن ليبيا الآن في مرحلة وقف إطلاق نار حيث أن الأطراف التي تتقاتل لم تشتبك منذ 3 أسابيع. وأشار إلى أن المطالب الدولية ترتكز على إخلاء ليبيا من المقاتلين الأجانب. وهو ما سيمنح الليبيين فرصة للحوار وسيعمل على نجاح المحادثات العسكرية 5+5 التي ترعاها الأمم المتحدة بين الجيش الوطني وحكومة الوفاق. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> الجيش الليبي والعرب الموقف المصري والإماراتي والسعودي المساند للجيش الليبي ضد الأطماع التركية دفع الجيش لمطالبة جميع الدول العربية في بيان له أمس الخميس بدعمه في مواجهة تركيا والإرهاب. وقال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن “القيادة العامة تحيي أشقاءنا من الدول العربية، الذين أدركوا حقيقة المشهد في ليبيا، واستشعروا خطر التنظيمات الإرهابية والمليشاوية، التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وعلى ما يسمى بالمجلس الرئاسي غير الشرعي، وانتبهوا إلى حجم الدعم بالسلاح والمرتزقة الذي تتلقاه هذه التنظيمات من تركيا.. وانكشفت أمامهم حقيقة الأطماع التركية الاستعمارية، ومخططها للسيطرة على ثروات الليبيين، وتهديد أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها”. بيان القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية Gepostet von الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية am Donnerstag, 25. Juni 2020 ورحب البيان بمواقف مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة البحرين، مشيرا إلى أن مواقفها “تعكس قوة التضامن العربي في وجه الإرهاب والتصدي للاستعمار”، وذلك إلى جانب ترحيب مواقف كل من “الحراك الشعبي المدني الغاضب” في تونس، والجزائر. كما دعا البيان “الدول العربية الأخرى – شعوبا وحكومات – ودول الجوار وباقي دول العالم الساعية للسلام، إلى عدم التردد في دعم الجيش الوطني الليبي، في معركته المصيرية ضد الإرهاب.
مشاركة :