قراءة لمقال: نبض لعلي الستراوي: الذي حمل قصة: «اللهث وراء السراب»

  • 6/27/2020
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في الأسبوع الماضي توقفت على قراءة مقال الشاعر والقاص الإعلامي علي الستراوي في الصفحة الثقافية والمعنون نبض: والذي حمل قصة قصيرة بعنوان: «اللهث وراء السراب». قصة اجتماعية، كثفت حالة إنسانية تربوية، برز فيها عنصر الحب والوفاء والعرفان والخوف والقلق والحنين. تعرضت لأسرة أسس الأب فيها لتماسك الأبناء ووحدتهم، أمام عواصف الزمن الصعب. كشفت عن ذلك مراسلات الأخ وأخته، التي تحولت بعد حين لقصة تروى فتزودهم بالصمود والتحدي. وأم تولت مهام مسئولياتها وفوقها مسؤوليات رجل البيت القوي. فحجبت دموعها، لتسير السفينة آمنة في خضم أمواج الحياة العاتية. حتى توفاها الله (ويبدو أنها من ضحايا فيروس كورونا، بدلالة العبارة العارضة عن الحجر في الفقرات الأخيرة).أثارت القصة في عقلي تساؤلات عن جمل رمزية.. ربما أراد القاص أن يربكنا كمتلقين، في دوامة السرد الجميل.منها:يعدد مناقبه الحسنة. (دون أن يخجل)./ لم يخجل.. والمقام للفخر والتباهي. وكأن المفروض أن يخجل لكنه يعددها دون خجل.. سيطرت ثيمة الضعف على أجواء القصة. فمشتقات مفردة الضعف تكررت 6 مرات- بصوت ضعيف- تعيد لضعفنا الفرح- أما ضعيفنا- حكاية جددت في القلوب الضعيفة صحوتها- يضيع فيها ضعيفناما يعزز دور الأب كعماد بالغ الأهمية في استقرار الأسرة. عزز هذا الاتجاه، خطاب الابن لوالده، وشكواه من الفقد وحنينه إليه. في مقترحه أن يزوره في الأحلام.خاتمة تشي بأمر مضمر(وحزننا الشديد في الحَجْر، يغيض من فيروس وجعنا، فينتحرُ قبل أن ننتحر). وبإعادة ترتيب الجملة: (يغيض حزننا الشديد في الحَجُر من فيروس وجعنا. فينتحر حزننا قبل أن ننتحر)يغيض تعني يضمحل ويختفي، كقوله تعالى: (وغيض الماء واستوت على الجودي).فهل يتلاشى الحزن بسبب فيروس الوجع لينتحر؟ أو ينسحب الحزن ويتلاشى من (الظرفية) فيروس الوجع، فينتحر فيروس الوجع قبل أن ننتحر..العبارة حمالة وجوه.. عودا على بدء، نجد العنوان «اللهث وراء سراب بعيد». عبرا تعبيرا دقيقا رصد تلك المشاعر الجياشة، لعودة الأب المتوفي. وهو محال. فعجلة الزمن متوالية قدمًا لا تتوقف. والنواميس عاملة في الحياة. عزاؤهم ذلك الرصيد من الحب والترابط الأسري، الذي عبرت عنه القصة بالتوحد بمعنى الاتحاد. فهو القوة التي استعانت بها الأم، وأكمل بها الاولاد مشوارهم. ولو أنها لا تشبع نهم الابن، الذي التمس التواصل في الأحلام، لما تيقن من تعذر الشرب من السراب.شاعر وكاتب وقاص بحريني

مشاركة :