العين (الإمارات) - أظهرت زيارة قام بها الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي الجمعة إلى شركة ستراتا المصنّعة لهياكل الطائرات، متانة القطاع الصناعي الإمارتي وقدرته على التكيّف مع الظرف الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا على مختلف بلدان العالم، الأمر الذي يتيح للإمارات مواصلة تنفيذ استراتيجيتها لإرساء صناعة وطنية تقوم على جلب التكنولوجيات الحديثة وتوطينها. وتستخدم الشركة المتمركزة في مدينة العين أحدث التكنولوجيات في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات لكبريات الشركات العالمية مثل بوينغ وإيرباص. ومع ظهور وباء كورونا وتحوّله إلى جائحة عالمية، وازدياد الطلب العالمي على مواد ووسائل الحماية الطبية المستخدمة في مواجهة الوباء والحدّ من انتشاره، دخلت الشركة مجال تصنيع أجود أنواع الكمامات، وذلك في مظهر على مرونتها وسرعة تكيّفها مع الظروف الطارئة والمتغيّرات المفاجئة. وقال الشيخ محمد بن زايد خلال زيارته لشركة ستراتا إن دولة الإمارات تعمل على تعزيز موقعها مركزا إقليميا وعالميا لصناعة الطيران، مشيرا إلى أن شركة ستراتا للتصنيع بمشروعاتها وشراكاتها والرؤى التنموية التي تحكم عملها، عنصر أساسي ضمن هذه الاستراتيجية وهذا الطموح. ورأى في مواصلة الشركة وغيرها من المؤسسات الإماراتية لعملها بهذا النشاط الإنتاجي في ظل هذه الظروف، تأكيدا لقدرة الدولة على الاستمرار في تنفيذ خططها واستراتيجياتها لتحقيق طموحاتها، ودليلا عمليا على أنّ التحديات مهما كانت طبيعتها لن توقف مسيرة البلاد ولن تعيق تقدمها. كما كتب في حسابه على تويتر قائلا “التقيت أبنائي العاملين في شركة ستراتا، المشروع الرائد في صناعة الطيران وأحد إنجازاتنا الصناعية الوطنية الذي اكتسب الثقة العالمية وأثبت قدرته التنافسية في الصناعات المتقدمة”، مضيفا “خطط الاستثمار في المجال الصناعي في صلب رؤية الإمارات المستقبلية”. ولفت خلال تفقّده سير العمل في الشركة واطلاعه على بعض منتجاتها، إلى الحضور الاستثنائي المتميّز للعنصر النسائي ضمن طاقم الإنتاج، معبّرا عن اعتزازه “ببنات الإمارات ودورهن المتميز في هذه الشركة”. وأضاف “عندما تستحوذ الإماراتيات على أكثر من 86في المئة من نسبة الإماراتيين ضمن القوى العاملة في ستراتا حيث تصل نسبة التوطين 58 في المئة من إجمالي العاملين في الشركة، فإن هذا يبعث على الفخر والسرور”. إنتاج شركة ستراتا المتخصصة في صناعة هياكل الطائرات للكمامات الطبية مظهر لمرونة المؤسسات الإماراتية ومن جانبه قال خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار “إن ستراتا اكتسبت مكانتها مزودا من الفئة الأولى لأبرز شركات الطيران في العالم بفضل كفاءة وخبرة فريقها العامل من الإماراتيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى”. كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإماراتية “وام” قوله إنّ “ستراتا أصبحت مفخرة وطنية بعد نجاحها في إنشاء خط تصنيع لإنتاج كمامات آن 95، بما مكّن الدولة من أن تصبح دولة مصدرة لأطقم الوقاية الشخصية”. واطّلع ولي عهد أبوظبي خلال زيارته لشركة ستراتا على أجزاء هياكل الطائرات التي تقوم الشركة بتوريدها لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية وذلك وفق القدرات الصناعية التي استطاعت الشركة تطويرها خلال فترة قياسية منذ تأسيسها، حيث تضم قدرات ستراتا الصناعية إنتاج الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات إيرباص أي 330 والمصنعة من الألياف الزجاجية والأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات إيرباص أي 350 المصنعة من ألياف الكربون والأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات إيرباص أي 380 وهي أكبر أسطح خارجية لرفارف الأجنحة في العالم. وتعرّف خلال جولته على أجزاء هياكل الطائرات التي تصنعها الشركة ويتم تركيبها على أجنحة الطائرات بما في ذلك أجزاء تخفيف الرفع لطائرات إيرباص أي 330، وجنيحات طائرات إيرباص والتي تتحرك صعودا ونزولا لتمكن الطائرات من الالتفاف حول محورها، والرفارف الداخلية لأجنحة طائرات إيرباص والتي تسهم في زيادة قوة الرفع لضمان ثبات الطائرة عند الإقلاع والهبوط. كما تعرف على برنامج صناعة بطن طائرة رجال الأعمال لشركة بيلاتوس، وخط إنتاج المثبتات العمودية لطائرة بوينغ 787 دريملاينر، أكبر الأجزاء التي يتم تصنيعها في ستراتا وأكثرها تطورا. واطلع على مجموعة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والابتكارات التي وظفتها ستراتا في عملية التصنيع، بما في ذلك روبوت الثقب الآلي وتركيب لوحة الصواميل المستخدمة في تجميع الهياكل المعقدة لبرنامج الرفارف الداخلية لأجنحة طائرات إيرباص أي 350 – 900 وروبوت يقوم بنفس الوظيفة تم تطويره بالتعاون المشترك بين ستراتا وشركة بوينغ العالمية، بالإضافة إلى روبوت مبتكر متحرك يستخدم لضمان الجودة ومراقبة الإنتاج في حالة تعذر وجود المشرفين في مرافق الشركة، والذي استخدمته ستراتا خلال فترة التعامل مع وباء فايروس كورونا. وتعرّف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أيضا، على خط إنتاج كمامات آن 95 في مصنع ستراتا، والذي دشنته الشركة بالتعاون مع شركة هانيويل العالمية، وذلك في إطار جهود مبادلة للحد من انتشار فايروس كورونا. ويعد خط الإنتاج الجديد، الذي بدأ بتصنيع الكمامات بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 مليون كمامة، أول خط إنتاج للكمامات من هذا النوع في منطقة الخليج العربي، ويهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على مستلزمات الوقاية الشخصية حيث يعد نقص توافر هذه المستلزمات في الأسواق العالمية واحدا من أكبر التحديات التي تواجهها الدول والمنظمات العالمية في إطار جهودها للحد من انتشار فايروس كورونا. وتمثل الكمامات جزءا من مجموعة المنتجات الوقائية التي بدأت ستراتا بتوريدها للمساهمة في الحد من انتشار فايروس كورونا، بما في ذلك حقيبة المستلزمات الطبية اليومية والتي تضم مجموعة من القفازات الطبية والكمامات وأدوات التعقيم والتي يمكن لشركات الطيران والمؤسسات الطبية ومؤسسات المساعدات الدولية توزيعها على العاملين فيها والمستفيدين من خدماتها، إضافة إلى الكبسولات العازلة وأغطية أوجه وواقيات الأذنين، التي يستخدمها المرضى والكوادر الطبية للحد من انتشار الوباء.
مشاركة :