وقل ربي زدني علما / لذّة العطاء | اسلاميات

  • 7/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك، عسى الله أن ينفعنا بها . إن أرض الله واسعة وفيها ينتشر الناس فمنهم المؤمن ومنهم العاصي، ومنهم الكافر ومنهم الملحد ومنهم غير ذلك أمزجة متعددة، واخلاق متباينة، وأرزاق متفاوتة، ترى لماذا خلقهم الله سبحانه وتعالى على هذه الشاكلة، ولِمَ لَمْ يكونوا على نمط واحد والله هو الحكيم الخبير، نرى جواب ذلك في القرآن الكريم حيث يقول سبحانه وتعالى: (لنبلوكم أيكم أحسن عملا) الملك آية 2، هذا من أهداف خلق الانسان،وكذلك هناك آية اخرى تقول (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات آية 56، نعم فالهدف واضح لكل ذي عقل، ألا وهو عبادة الله سبحانه لا شريك له وعمارة هذه الارض، ولقد خلق الله سبحانه الجن من قبلنا ثم خلقنا للسبب نفسه، ومن صفات البشر على الارض البخل والكرم صفتان متناقضتان في الناس، فالبخل هو الحرص الزائد على المال وعدم الانفاق منه خشية نفاده ولو ملك الكثير منه، وهو صفة مذمومة في الناس، وعند رب العالمين، اما الكرم فهو صفة محببة في الإنسان وعند خالقه أيضا، لان نفعه يتعدى الكريم إلى غيره من البشر، فترى الكريم ينفق المال بسخاء وفرح وبهجة ترى لماذا يفعل ذلك، مع انه ظاهريا ينقص من ماله الذي جمعه بكده وتعبه وشقائه، ثم يعطي جزءاً منه الى الناس الآخرين كصدقات أو غيرها، أو المشاركة في أعمال الخير المتواجدة في كل زمان ومكان، ترى هل هو ناقص عقل لا يعرف كيف يتصرف في ماله، أو هو لا يحسب للزمن حسابا، فيفني ماله بحجة الكرم والسخاء، أسئلة كثيرة تطرح على الخاطر، قد يقول البعض هذا كلام معقول أ ليس هو واهله أحق بهذه الاموال ليستفيدوا منها، فكان الجواب عند رب العالمين في كتابه العزيز حيث يقول: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) سبا آية 39، لنتوقف قليلا عند هذه الآية الكريمة، بتدبر وحكمة، مثال، لو قال لك احد من البشر انفق ما شئت وأنا سوف اعوضك ما انفقت، لأنفقت بسخاء وانت مسرور، لماذا، لأنك سوف تسترد ما انفقت وفوق ذلك لك من الحسنات أضعاف ما انفقته من المال فأنت الرابح بكل المقاييس، هكذا فعل البشر مع البشر، أما معاملة خالق البشر فتختلف تماما، انه سيعوضك بأضعاف ما أنفقت في الحياة الدنيا وفي الآخرة لك كذلك عشرة اضعاف ما انفقت من الحسنات، هل رأيت كرما مثل ذلك، انه كرم رب العالمين، فلا تتعجب فهو موجد الكرم اصلا ولو شاء لأصبح الناس كلهم بخلاء، ولكن بعطفه ورحمته جعل الكرم بين الناس فالكرم يعتبر منحة من الله سبحانه وتعالى يؤتيها من يشاء، وفي السخاء راحة للنفس البشرية لأنك تكون قد انقذت نفسا من ذل الحاجة التي تراها في عيون الفقراء، فهم بشر مثلك ولكن الظروف صعبت عليهم فاضطروا الى طلب المساعدة، وانت لا تدرى ما هم فيه من ضيق مادي في عصرنا الحاضر، الذي اصبحت المادة فيه من اهم مقومات الحياة، فمن دونها يصاب الانسان بالإحباط واليأس القاتل خصوصا اذا كان رب عائلة فقيرة، فمتطلبات الحياة كثيرة ومتنوعة ولا تنتهي عند حد معين، كتعليم الابناء والصرف على المنزل، وغيرها من الضروريات، ولا تخفى علينا الحروب وما تخلفه من دمار في البلدان، وما يصاحبها من حاجة الناس لأقل مقومات الحياة من أكل وشرب وملبس وغيرها من متطلبات المعيشة، أخي العزيز: لا تنظر إلى نفسك فقط، لا تكن أنانيا، وتخيل نفسك ذلك الانسان الذي لا يجد طعاما يأكله، ولا ماء يشربه ولا ملابس كافية تستره، فأنت لو ساعدته ولو بالقليل وحسب امكاناتك المادية فسوف يكون لك عند الله العلي الكريم جزاء مضاعف، الى جانب تعويض الله لك بما انفقت.

مشاركة :