أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن تفجير تنظيم داعش الإرهابي كنيسة أم المعونة، وسط مدينة الموصل العراقية، يأتي في إطار محاولات التنظيم لإثارة النزاعات الطائفية والمذهبية في المنطقة، لضمان استمراره، وحصوله على المزيد من المقاتلين على أسس طائفية وعرقية. وأوضح المرصد، في تقرير له أمس، أن تفجير الكنيسة يعكس إجرام التنظيم وعداءه لدور العبادة كافة، ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن الإسلام والمسلمين، حيث إن هدم الكنائس أو الاعتداء عليها من المحرمات التي ذكرها الله تعالى، بل إن تأمين دور العبادة كالمساجد والكنائس والمعابد من مهام المسلمين والمواطنين كافة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يهدم معبدًا ولا كنيسة ولا صومعة في الحروب التي خاضها. وأشار إلى أن هدم الكنائس وتفجيرها من المحرمات الشرعية، التي تعرضت للتدليس على أيدي جماعات العنف والتكفير، كاشفاً أن الإسلام ترك الناس على أديانهم، ولم يُجبِرْهم على الدخول في الإسلام قهراً، وضمن لهم سلامة دور العبادة، وأَوْلاها عناية خاصة؛ فحرم الاعتداء بجميع أشكاله عليها. وحذر المرصد من أن الفتنة الطائفية والنزاعات المذهبية تمثل عنصراً حيوياً لدى التنظيم الإرهابي، حيث تُمثل بيئة الصراعات والنزاعات الطائفية البيئة الأنسب له ولمقاتليه، للتمكن والسيطرة على المناطق المختلفة، ولا أدل على ذلك من كون التنظيم لم يستطع الدخول إلى المناطق، التي يصعب فيها إثارة النعرات المذهبية والطائفية، بل يمكننا القول إن الصراعات المذهبية والطائفية في سوريا والعراق كانت من أهم مبررات وجود التنظيم هناك وتمدده.
مشاركة :