مخرجة لبنانية ترى بيروت بعيون كاميراتها | | صحيفة العرب

  • 6/28/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سلطت مخرجة لبنانية عدسات كاميراتها على آثار كورونا على حياتها الشخصية، معتبرة أن الأزمة لم تغير شيئا في مدينتها بيروت وأن كل ما حصل في ظل القيود التي فرضت لاحتواء الفايروس بمثابة استراحة لا غير. بيروت – أنتجت وأخرجت المخرجة اللبنانية كارول منصور بالتعاون مع موقع “درج” اللبناني الذي يعطي مساحة لقضايا النساء والأقليات والبيئة والتغيّر المناخي، شريطي فيديو قصيرين عن فايروس كورونا المستجد أحدهما عن والدها الذي فقدته نتيجة إصابته بالوباء. وتقول في فيلم “أبي الذي قتله كوفيد – 19“ كل يوم نسمع عن أعداد الإصابات وعن ناس ماتوا جراء الإصابة بكورونا، لكن لم أكن لأتخيل في حياتي أن يكون والدي أحد هذه الأرقام”. وفي الفيلم الثاني “كوفيد-يو”، ألقت الضوء على تضارب “مشاعرها وآمالها وهواجسها” في مدينتها بيروت في ظل القيود التي فرضت لاحتواء الفايروس. و”بيروت بشعة” بالنسبة إلى منصور، “بسبب البناء العشوائي وانتشار المراكز التجارية الضخمة والإصرار على هدم الأبنية القديمة”، لكنها ترى أن بيروت “تغيرت” في ظل أزمة الوباء، وتتساءل “هل إنّ بيروت صارت جميلة أو أنّ الهدوء جمّلها؟”، قائلة “صرت مثلا تسير في شوارعها المزدحمة عادة كشارع الحمرا، وحيدةً وسط القطط.. صارت مدينة قطط”. وأشارت إلى أن العيش في ظل القيود المفروضة لمكافحة الوباء أخذها في أعمالها إلى “البعد الشخصي”، وإلى النظر إلى مدينتها بيروت التي “صارت مدينة قطط” بعيون أخرى، تبقي الباب مفتوحا أمام الأسئلة حول مستقبل “الكاميرا” والإنتاج السينمائي بعد هذه الأزمة. وعن الأثر الذي قد تخلّفه أزمة الوباء على الإنتاج السينمائي و”الكاميرا” عموماً، تقول كارول منصور “لا أعرف المسألة مطروحة منذ أصبح التصوير سهلا مع بروز الهواتف الذكية والكاميرات الصغيرة.. لكنّ الأصل في القصة والحبكة وليس في مجرد التصوير”. وتعتقد المخرجة اللبنانية ذات الأصول الفلسطينية التي اشتهرت بأفلامها الوثائقية الحائزة على جوائز دولية عدّة، آخرها جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان دلهي السينمائي الدولي عن فيلمها “خيوط السرد” أن “السينما كلها ستتغير، فنحن مثلا لا نعرف متى سنستطيع العودة إلى القاعات” لمشاهدة الأفلام، وهذا يحدث في وقت نتعرّف فيه على “طرق جديدة” للعرض والتصوير. وأضافت “مع ‘خيوط السرد’، قمنا بعروض عدة عبر ‘زوم’ شارك فيها 350 شخصا من عشرين دولة، تفرجنا على الفيلم، ثم حصل بعدها نقاش. في هذا المجال، هناك تغيير بالتأكيد”. وترى أن “لا شيء تغيّر” في عالمنا بعد أزمة تفشي كورونا برغم إتاحتها الفرصة لذلك، إذ كانت أشبه بالضغط على زر التوقف للعالم أجمع. وتعتبر أنّ عدم تعلّم شيء هو “أكثر ما يخيف”، مضيفة بلهجة ساخرة “ربما أنّ السماء نظفت قليلا وكذلك الأنهر، ولكن إذا لم تغيّرنا أزمة كورونا، فلا أعرف ما قد يؤدي إلى ذلك”. وشبهت منصور المقيمة في بيروت ما جرى منذ تفشي كوفيد – 19 عالميا بالضغط على زر التوقّف “بوز” لبعض الوقت، معربة عن مخاوفها مما سيحصل بعد أن تعود الحياة إلى طبيعتها، لأنّ الأزمة “لم تعلّمنا شيئاً على ما يبدو”، وفقا لقولها. وخلال فترة الحجر، قررت أن تعدّ فيلما عن والدتها التي أتت إلى لبنان عام 1948 من مدينة يافا الفلسطينية وتوفيت عام 2015. وشددت على أنه سيكون “شخصيا جدا أيضا ويأتي بعد الفيلمين: كوفيد وأنا وبيروت، وكوفيد ووالدي والموت.. ماذا سأفعل بعد هذه الأفلام؟ لم يبق لي أي شيء شخصي أتحدث عنه”. ويتمحور الفيلم حول أحاديث والدتها “عن فلسطين” خلال معاناتها من مرض الزهايمر، قائلة “كنت أصوّرها من دون أن أقصد في حينه أن أجمع المقاطع في فيلم”. ولفتت منصور “أدركت أنه يمكنني أن أعيش بالملابس نفسها ومن دون الكثير من الأمور المادية، أشتاق فقط إلى الأصدقاء والعناق، وكل الباقي يمكن الاستغناء عنه”.

مشاركة :