حسب الرؤى المتواترة من بعض الصالحين فإن ليلة القدر ستكون هذه الليلة بحول الله! نتمنى الحرص على قيام هذه الليلة التي هي خير من ألف شهر ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ولا أحلل من وصلته هذه المعلومة أن يجعلها تتوقف عنده بل عليه نشرها على أوسع نطاق، لعل مسلماً يستفيد! مثل هذا الطرح الذي يأتي من خلال رسائل الجوال أو في مواقع التواصل الاجتماعي ينتشر كل عام، ويجد له متربحين ومناصرين، فتحديد ليلة القدر أصبح مجالاً لفئتين: طلاّب شهرة يريدون أن يحققوا السبق بأي شيء من أجل شهرة زائفة، حتى ولو كان ذلك على حساب دينهم ومروءتهم!، وكسالى يريدون تحويل عبادتهم إلى وجبات سريعة يختصرونها في أقل وقت وبأيسر الطرق ثم ينصرفون باقي الأيام لنقيض ما قدموه! والحقيقة أن المشكلة ليست في هؤلاء وهؤلاء فقط، بل يشاركهم ويحقق مقاصدهم مجموعة (انشر تؤجر) التي ترى أنه يجب عليها وجوباً قطعياً أن تنشر كل ما يأتيها إذا كان يحمل معلومات شرعية أو مختوماً بعبارة (لا أحلل أي شخص تتوقف عنده هذه الرسالة فيحرم إخوانه من الفضل العظيم!)، بل إن بعضهم يخاف من الذنب وهو ينشر الذنب، من خلال تمرير الأحاديث الضعيفة والموضوعة والخزعبلات التي لا يقرها دين ولا عقل، ولو أنهم حرصوا على دينهم حرصهم على الخوف من الجرائم المعلوماتية التي تدينهم لتأكدوا من صحة ما ينشرونه قبل نشره وفي ثوان معدودة! قريباً من هؤلاء من يتطوع كل صباح للبحث عن علامات ليلة القدر في الليلة الماضية بعد أن يكون الأذكياء قد ذهبوا بالخير وتركوا له البحث عن علامات قل من يتفق عليها، فيدخل على نفسه والآخرين اليأس في الاهتمام بالعبادة في الليالي الباقية! بالمختصر المفيد لسنا أعلم من نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان) ولم يحدد ليلة بعينها رغم أنه كان قادراً على ذلك! واعمروا ليالي العشر بصفاء قلوبكم وصلة أرحامكم وتلمس حاجات محتاجيكم ودعاء ربكم ولن يحرمكم أرحم الراحمين فضل قيام ليلة القدر رآها النائمون في منامهم أم لم يروها! متخصص بالشأن الاجتماعي
مشاركة :